الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصارف الإمارات منظومة متناغمة يقودها المصرف المركزي

مصارف الإمارات منظومة متناغمة يقودها المصرف المركزي
14 مارس 2022 00:37

حسام عبدالنبي (دبي)

يقتصر تعامل نسبة كبيرة من أفراد المجتمع مع البنوك على فتح الحسابات المصرفية أو الحصول على قروض أو تمويلات لأغراض استهلاكية، من دون أن يدركوا أن هناك منظومة متكاملة تقف وراء القطاع المصرفي وتضمن استمراريته، وكثيراً ما يتردد اسم المصرف أو «البنك المركزي» ولكن الغالبية لا تعرف ماهو المصرف المركزي أو «بنك البنوك» أو «بنك الحكومة» كما يطلق عليه، وما هي المهام المنوط به القيام بها، وأيضاً لماذا يشترط أن تكون المصارف المركزية مستقلة؟ وإلى ذلك، يعتقد البعض أن المصارف نوع واحد فقط، ولا يوجد فارق بين البنوك التجارية (التقليدية) والمصارف الإسلامية سوى رفع الأخيرة شعار التوافق مع متطلبات الشريعة الإسلامية، كما يجهل الكثيرون نوعيات المنتجات المختلفة التي توفرها البنوك المختلفة، وكل هذه الأسئلة نجيب عنها في التقرير التالي:

ماهو المصرف؟
المصرف أو البنك، عبارة عن مؤسسة مالية مرخصة لتلقي الودائع وإصدار القروض للعملاء. وتقدم المصارف خدمات أخرى مثل تحويل الأموال، وصرف العملات، والتمويل التجاري، وإدارة الثروات والمنتجات الاستثمارية.

هل توجد أنواع للمصارف؟
يمكن تصنيف المصارف ضمن ثلاث فئات رئيسية: المصارف التقليدية، والمصارف الممتثلة للشريعة الإسلامية، والمصارف الاستثمارية.
النوع الأول وهو (المصارف التقليدية) وتعرف أيضاً بـ (المصارف التجارية أو مصارف التجزئة) وهي تقبل الودائع وتوفر التسهيلات المالية مثل السحوبات على المكشوف، والقروض، والتمويل التجاري إلى المؤسسات، كما تقدم القروض الشخصية والعقارية إلى الأفراد، وتقدم هذه المصارف أيضاً منتجات الادخار والاستثمار لمساعدة الأفراد على إدارة ثرواتهم الخاصة وتنميتها.
والنوع الثاني وهو (المصارف الإسلامية) وهي أيضاً مصارف تقدم الخدمات التجارية أو خدمات التجزئة للأفراد، إلا أن خدماتها المصرفية تمتثل لمبادئ الشريعة الإسلامية.
والنوع الثالث هو (المصارف الاستثمارية) وهي مصارف تقدم منتجات وخدمات مالية معقدة للشركات، بما في ذلك تحديد الهيكليات والاستشارات الخاصة بعمليات الدمج والاستحواذ، إضافة إلى اكتتاب الأسهم والعمليات التجارية ذات الصلة. كما تقدم المصارف الاستثمارية منتجات وخدمات استثمارية خاصة إلى الأفراد ذوي الثروات.

ماهي أهمية المصارف؟
في أغلب الأحوال قد يقتصر تعامل الأفراد مع المصارف على فتح حساب جارٍ أو حساب توفير، أو على صرف الشيكات واقتراض الأموال لتلبية الاحتياجات الخاصة ذات التكلفة المرتفعة، إلا أن للمصارف دوراً أساسياً في المحافظة على السلامة المالية في الدولة بصورة عامة.
وتتمثل أهمية المصارف بشكل عام في التنمية الاقتصادية، حيث تلعب المصارف دوراً رئيسياً في تنمية اقتصاد الدولة من خلال توفير خدمات التمويل إلى الأفراد والمؤسسات والشركات عبر مختلف القطاعات الاقتصادية. كما تساهم المصارف في النمو الاقتصادي عبر توفير فرص عمل للأفراد.
وتقوم المصارف بدور مهم أيضاً في الوساطة المالية، حيث يتولى المصرف دور الوسيط في النظام المالي لحماية ودائع الأفراد والشركات، ولتيسير عمليات الدفع، كما يمنحهم خدمات تمويلية أخرى على شكل سحوبات على المكشوف، أو قروض، أو رهون عقارية وذلك ضمن بيئة سليمة وآمنة.

ماهو المصرف المركزي؟
البنك أو (المصرف) المركزي، هو مؤسسة مستقلة تدير النظام النقدي والمصرفي في الدولة وتراقب المعروض النقدي والائتمان الممنوح بهدف ضمان الاستقرار الاقتصادي وكفاءة النظام المالي. وتتشابه الأهداف الرئيسة للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، وتنصب على تحقيق الأهداف الاقتصادية العامة للدولة، رغم اختلاف الإطار العام الذي تؤدي فیه البنوك المركزية مسؤوليتها في تنفيذ سياسة نقدية فعالة والإشراف على الجهاز المصرفي.
ويعرف المصرف المركزي بأنه (بنك الحكومة) حيث يناط به حفظ حسابات الحكومة وتقديم القروض قصيرة الأجل لها وإصدار السندات الحكومية وإدارة الدين العام، وإدارة الاحتياطيات الخارجية للدولة. كما يطلق على المصرف المركزي (بنك البنوك) لأنه يحتفظ باحتياطيات المصارف التجارية في حسابات خاصة لديه، ويقوم بدور الإشراف والرقابة على البنوك التجارية، ويدير عمليات التسوية والتقاص بینها، ويضمن تطبيق متطلبات السياسة النقدية وحماية أموال المودعين، ويعتبر بمثابة مقرض الملاذ الأخير للمصارف التجارية أثناء الأزمات. 

ماهو دور المصرف المركزي؟
المصرف المركزي في أي دولة يعتبر الجهة المنظمة لكافة أنشطة مصارف الدولة، وعموماً تتولى المصارف المركزية مسؤولية وضع السياسة النقدية، وتنظيم العمليات التشغيلية للمصارف، والمحافظة على استقرار العملة الوطنية، كما أنه يعمل على تعزيز الاستقرار النقدي والمالي وكفاءة النظام المالي، بالإضافة إلى حماية المستهلكين، من خلال الإشراف والرقابة الفعالة التي تساهم في دعم النظام الاقتصادي المستدام، لتحقيق المصلحة العامة للدولة وشعبها. ويهدف المصرف المركزي إلى تحقيق الحفاظ على استقرار العملة الوطنية في إطار النظام النقدي، المساهمة في تعزيز وحماية الاستقرار المالي في الدولة، ضمان الإدارة الرشيدة لاحتياطيات المصرف المركزي الأجنبية. ويضطلع المصرف المركزي أيضاً بمهام تنظيم الأنشطة المالية المرخصة، ووضع الأحكام والأسس الخاصة بها، وتحديد الممارسات الاحترازية اللازمة لممارسة مهامها، ووضع الأنظمة والمعايير المناسبة لحماية عملاء المنشآت المالية المرخصة، إضافة إلى مراقبة الوضع الائتماني في الدولة والمساهمة في تحقيق نمو متوازن للاقتصاد الوطني، وكذلك إدارة الاحتياطيات الأجنبية، للاحتفاظ «في جميع الأوقات» باحتياطيات كافية من الأصول بالعملة الأجنبية لتغطية القاعدة النقدية، فضلاً عن تنظيم البنية التحتية المالية وتطويرها في الدولة، بما فيها أنظمة الدفع الإلكتروني، والعملة الرقمية وتسهيلات القيمة المخزنة.

ماذا تعني استقلالية المصارف المركزية؟
أكدت تجارب الدول خلال عقود من مواجهة حالات عدم الاستقرار الاقتصادي ضرورة توفر معايير عامة لضمان نجاح البنوك المركزية في القيام بدورها، بما يشمل أهمية ضمان استقلالية وشفافية آلية اتخاذ القرارات الخاصة بالسياسة النقدية، ومسؤولية البنوك المركزية عن هذه القرارات. ويقصد باستقلالیة البنك المركزي أن يكون البنك مفوضاً بالعمل على تحقيق الأهداف المناطة به، وأن یكون بالتالي مستقلاً عن الدولة في إدارة السياسة النقدية.

هل تختلف منتجات المصارف الإسلامية؟
الصيرفة الإسلامية عبارة عن نوع من التمويل التجاري القائم على مبادئ الشريعة الإسلامية، وتتمحور المبادئ الرئيسية لهذا النوع من الصيرفة حول مشاركة الربح والخسارة، وبشكل خاص حول منع تداول الفوائد بين المقرضين والمستثمرين، إذ لا يسمح فرض الفائدة أو «الربا» بموجب الشريعة الإسلامية.
وتقدم المصارف الإسلامية، مثلها مثل المصارف التقليدية، منتجات خاصة بالتمويل والادخار والاستثمار، ولكن وجه الاختلاف الرئيسي ما بين منتجات المصارف التقليدية والإسلامية فهو استبدال الدفعات التقليدية القائمة على معدلات فوائد محددة بدفعات من نوع آخر تقوم على معدلات الربحية المشتركة بين الطرفين، وعلاوة على ذلك، يجب على كافة الاستثمارات أن تمتثل لمبادئ الشريعة الإسلامية، كما يُحظر أن تتضمن الاستثمارات كلاً من التبغ، الترفيه غير المباح، المشروبات الكحولية، والأعمال غير الحلال. وتخضع كافة المنتجات المالية الإسلامية لمراجعة صارمة من قبل مجلس مكون من فقهاء في الشريعة الإسلامية، حرصاً على امتثال هذه المنتجات لقواعد الشريعة.
وهناك 5 فئات رئيسة لمنتجات المصارف الإسلامية، وهي (الحسابات الجارية الإسلامية) وهي حسابات لإيداع الأموال من دون فوائد، إما من دون أي رسوم، أو لقاء رسوم ضئيلة.
و(حسابات التوفير الإسلامية) عبارة عن حسابات تسمح لك بإيداع أموالك من دون كسب فائدة، أما (حسابات الاستثمار الإسلامية) فهي حسابات تسمح بالاستثمار في أصول مطابقة لمبادئ الشريعة الإسلامية، بهدف زيادة الدخل. وتضم منتجات المصارف الإسلامية أيضاً (القروض الإسلامية أو التمويلات الإسلامية) وهي قروض تسمح للمستفيد منها بالحصول على التمويل من دون دفع فوائد، إذ يقوم المصرف بشراء سلعة نيابة ّ عن العميل ويقدمها إليه على شكل قرض بسعر التكلفة مع إضافة نسبة معقولة من الربح.
وآخر المنتجات فهي (التأمين الإسلامي) الذي يُعرف كذلك بالتكافل، وهو يسمح للمساهمين بوضع أموالهم في صندوق يُستخدم لتعويض أي مشارك في حال وقوع حادث تغطيه البوليصة.

هل تقدم البنوك منتجات للادخار؟
توفر البنوك 5 منتجات للادخار وهي (حسابات توفير الودائع المتكررة)، (حسابات التوفير المرتبطة باستثمارات)، (حسابات توفير الودائع الثابتة)، (حسابات التوفير العائلي)، (حسابات الاستثمار في الذهب)
وتساعد (حسابات توفير الودائع المتكررة) العملاء على ادخار مبلغ معيّن كل شهر، وهذا النوع من الحسابات مثالي للأفراد الذين يودون تحقيق هدف مالي في المدى القريب. و(حسابات التوفير المرتبطة باستثمارات) يتم عبرها إيداع جزء من المدخرات في صندوق استثماري مرتبط بالحساب. أما (حسابات توفير الودائع الثابتة) فهي تسمح للعملاء باقتطاع قيمة محددة مسبقاً من حساب جار وتحويله إلى حساب توفير على أساس شهري، و(حسابات التوفير العائلي) تسمح للعملاء بالادخار للأهداف العائلية البعيدة المدى مثل تعليم الأطفال أو شراء منزل. في حين تسمح (حسابات الاستثمار في الذهب) بتحويل جزء من المدخرات إلى استثمارات في الذهب، ما يُمكن أصحاب هذا النوع من حسابات التوفير من كسب الأرباح الناجمة عن هذه الاستثمارات مع مرور الوقت.

ماهي أهم منتجات الاستثمار؟
تتيح البنوك للعملاء مجالاً للاستثمار في أهم منتجات الاستثمار والتي تشمل (الأسهم)، أو حقوق الملكية وهي أوراق مالية تمثل حصة في ملكية شركة مدرجة في سوق الأسهم. ويمكن الاستثمار في (السندات)، وهي سندات دين طويلة المدى يمكن من خلالها لحاملي السندات إقراض المال لشركة أو لحكومة وذلك لمدة زمنية محددة، وتلقي دخل منتظم في المقابل. كما يمكن الاستثمار في (الصناديق المشتركة) وهي محافظ استثمارية مدارة من قبل المحترفين في هذا المجال، وتحصل على الأموال من مجموعة من المستثمرين لشراء الأسهم أو السندات أو غيرها من الأوراق المالية، وبذلك تتم إدارة المخاطر عبر تنويع الأصول.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©