الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النفط وسلاسل الإمداد يرفعان التضخم الأميركي

النفط وسلاسل الإمداد يرفعان التضخم الأميركي
5 مارس 2022 01:48

شريف عادل (واشنطن)

رغم وقوعها على بعد آلاف الأميال من الأراضي الأميركية، لا تبدو الحرب في أوكرانيا، وتبعاتها المتوقعة على أسعار النفط واضطرابات سلاسل الإمداد، بعيدة عن الاقتصاد الأميركي ومعدل التضخم المشتعل هناك، والذي كان قد وصل قبل تصاعد الأزمة إلى أعلى مستوياته في أربعة عقود، ومازالت التوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاع خلال الأسابيع القادمة.
وفي ورقة بحثية أعدها اقتصاديو بنك ويلز فارجو وأرسلها لعملائه يوم الخميس الماضي، حذر البنك من استمرار ارتفاع أسعار النفط، مؤكداً أن بقائها فوق سعر 100 دولار للبرميل، مع ارتفاع أسعار الغذاء، وفقاً لمؤشر الغذاء الخاص بمكتب أبحاث السلع، بنسبة 35% مقارنة بأسعار نهاية العام الماضي، كفيلان بإضافة ما يقرب من 1.3% إلى مؤشر أسعار المستهلكين، المؤشر المفضل لبنك الاحتياط الفيدرالي لقياس التضخم، خلال العام الحالي 2022.
ورغم تأكيد البنك على قدرة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على المؤسسات الروسية والأفراد والكيانات التابعة لها على تكبيد الاقتصاد الروسي خسائر ضخمة، إلا أنه أشار إلى احتمال تعرض اقتصادات أوروبا وأميركا، كما العديد من الدول الأخرى لخسائر، وإن بصورة أقل كثيراً، في نواح عدة، يأتي في مقدمتها ارتفاع معدل التضخم وانخفاض معدلات نمو الاقتصاد فيها. 
واستقر سعر النفط يوم الخميس، فوق 110 دولارات، بينما لم يتجاوز ارتفاع أسعار الغذاء هذا العام 20% من مستواها عند نهاية العام الماضي. وأشارت الورقة التي أعدها البنك إلى أن المخاوف من ارتفاع معدل التضخم تتجاوز بصورة واضحة تهديدات تراجع معدلات نمو الاقتصاد العالمي واقتصاد الدول الغربية، حيث تتكاتف عوامل ارتفاع أسعار النفط مع ارتفاع أسعار الغذاء والعديد من السلع، الأمر الذي يجعل ارتفاع أسعار المستهلكين مضاعفاً. 
ووفقاً للبنك، تمثل أسعار الطاقة في أوروبا 11% من مؤشر أسعار المستهلكين الذي يقيس معدل التضخم، بينما لا تتجاوز 8% في أميركا. ورغم أن الولايات المتحدة تعد من أكبر مستهلكي النفط بين أكبر عشر اقتصادات في العالم، إلا أنها نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاجه، ولا يتجاوز استهلاكها له حالياً نسبة 2.5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
ومع تعقد الأمور واستمرار التصعيد في المواجهات بين روسيا من ناحية، وأوكرانيا ومن ورائها أوروبا وأميركا من الناحية الأخرى، واصلت أسعار السلع ارتفاعها مع خوف المشترين من تعطل سلاسل التوريد خلال الأسابيع القادمة. 
ومع توارد أنباء عن اشتعال الحرائق في محطة طاقة نووية في أوكرانيا في الساعات الأولى من صباح أمس، ارتفعت أسعار السلع من القمح إلى الألومنيوم وحتى النفط الخام، لتكون معدلات ارتفاعها خلال الأسبوع هي الأعلى منذ عام 1974.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©