عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن تعزيز العلاقات الإماراتية والتركية سيؤثر بشكل إيجابي على زيادة الشراكات الاستثمارات السياحية بين البلدين، وزيادة عدد السياح وحركة الطيران وزيادة حجم الشحن. وأشار هؤلاء إلى أن الإمارات وتركيا تعدان وجهتين سياحيتين متميزتين سواء لاستقطاب السياح أو للتوسع استثمارياً بالقطاع؛ لما يتمتع به البلدان من بنية تحتية قوية ومرافق ومعالم سياحية وثقافية وتاريخية متنوعة وجاذبة. وتسير الناقلات الوطنية 40 رحلة أسبوعياً إلى تركيا.
وقال صلاح الكعبي المدير التنفيذي لـ «بافاريا للعطلات»: «تركيا تعد وجهة رئيسية للسياحة، فهي تعد من أكبر الدول عالمياً على الخريطة السياحية، فهي لديها بنية تحتية قوية وفي نفس الوقت تعد الإمارات وجهة سياحية متميزة ومهمة تتميز أيضاً بالبنية التحتية القوية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يعزز ذلك من حركة السياح من الجانبين».
وأشار الكعبي إلى أنه من الفوائد السياحية أيضاً تعزيز رحلات الربط والطيران بين الجانبين، من خلال الوجهات التي تسير إليها الخطوط التركية والناقلات الوطنية».
وبين الكعبي أن تركيا تتميز بالسياحة العلاجية وسياحة المعارض، حيث يتم تنظيم فيها المعارض الطبية والسياحية والتجارية والصناعية والثقافية، فهذا التعاون سيعزز من سياحة الأعمال والمعارض أيضاً».
وقال الكعبي: «من المتوقع أن تتوسع خطوط الطيران وعدد الوجهات بين البلدين، حيث من المتوقع أن تفتتح الناقلات الوطنية وجهات أكثر في تركيا إلى جانب اسطنبول مثل أنقرة وإزمير وعدد من المدن السياحية المهمة في تركيا، حيث بدأت بعض الناقلات الوطنية بالفعل منذ فترة بافتتاح وجهات جديدة في تركيا مثل طرابزون على سبيل المثال، ما سيعزز من نشاط الحركة السياحية بين البلدين».
قرب المسافة
وقال نويل مسعود، رئيس شركة «أوغست» للاستشارات الفندقية: «من المؤكد أن توطيد العلاقات سيؤثر إيجاباً على الحركة السياحية بشكل كبير والتبادل السياحي، لا سيما مع قرب المسافة بين الإمارات وتركيا، وتوفر كافة المقومات السياحية الجاذبة في كلا البلدين والتقارب في العادات وغيرها من المقومات».
وأضاف مسعود: «يوجد الكثير من الاستثمارات السياحية بين البلدين، ومن المتوقع زيادتها وتعزيزها للفترة المقبلة».
استثمارات سياحية
وأكد علاء العلي مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة، أن توطيد العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين، سيسهم في زيادة عدد السياح بين البلدين والاستثمارات السياحية وزيادة أيضاً حجم قطاع الشحن بين البلدين.
وقال العلي: إن ذلك سيسهم في زيادة عدد المستثمرين من الإمارات إلى تركيا ومن تركيا للإمارات.
وأضاف: «نتوقع أن تشهد الحركة السياحية بين البلدين نمواً بنسبة بين 30 إلى 40% خلال الفترة المقبلة.
وقال سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بريمير» للسفر: «إن تركيا تعد من ضمن الأسواق الاقتصادية الواعدة للإمارات، حيث نتوقع نمو التبادل التجاري والاستثمارات والفرص الواعدة بين البلدين«. وأضاف: «إن ذلك سيسهم في فتح آفاق جديدة للشراكات الاستراتيجية الاقتصادية والسياحية والاستمارية، ما سينعكس على القطاع السياحي بشكل إيجابي وكبير».
وتوقع الدرمكي تعزيز الشراكات في مجال الطيران بين شركات الطيران وشركات السياحة والسفر.
وبحسب وزارة الاقتصاد، فإن القطاع الفندقي والمطاعم وإدارة الفنادق والمنتجعات واحدة من أهم القطاعات التي تركز عليها الاستثمارات الإماراتية في تركيا.
ومن أمثلة الاستثمارات الفندقية التركية في الإمارات، ففنادق ريكسوس بالإمارات تُعد علامة فندقية مهمة في الدولة، من خلال مستويات خدماتها، حيث تضم الإمارات 4 فنادق في الوقت الحالي، وسيتم التوسع أيضاً من خلال افتتاح فندقين آخرين في عام 2022.
ووفقاً لنتائج دراسة بحثية جديدة أجرتها مجموعة ماريوت الدولية، عن توجه المسافرين في دولة الإمارات لاختيار نفس الوجهة عاماً بعد آخر، جاءت تركيا ومعها المالديف في صدارة قائمة الوجهات المفضلة لدى المسافرين الإماراتيين الذي يخططون لقضاء عطلاتهم في الخارج، حيث أفاد 73% من المشاركين بأنهم زاروا تركيا في السابق، بينما أمضى 48% منهم عطلاتهم فيها عدة مرات.
وتتميز الإمارات ببنيتها التحتية المتميزة من مطارات دولية استقبلت 128 مليون مسافر العام 2019، وناقلات وطنية سطرت لنفسها مكانة ريادية على خريطة الطيران، بحسب بيانات الهيئة، ويبلغ إجمالي الاستثمارات في توسعة المطارات بالدولة نحو 23 مليار دولار، أي ما يعادل 85 مليار درهم، ويحافظ مطار دبي الدولي على صدارته كأكثر المطارات الدولية ازدحاماً بالعالم.
وجهة سياحية
واليوم تعد الإمارات وجهة سياحية عالمية استقطبت أكثر من 27 مليون زائر، وفي وقت بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي %11.9 عام 2019، وتهدف الإمارات لرفعها حتى 15% خلال العقد القادم.
وبحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي، وحلت الإمارات بالمرتبة العاشرة عالمياً في حجم إنفاق السياح الدوليين على السفر والسياحة فيها، بواقع 141 مليار درهم خلال 2019.
وبحسب بيانات رسمية تركية فإن عدد المسافرين عبر مطارات تركيا بلغ العام 2019، 209 ملايين مسافر، وحل قطاع الطيران التركي المرتبة العاشرة في قائمة قطاع الطيران الأكثر نمواً حول العالم، وذلك وفق تقرير»دليل الطيران الرسمي (OAG)» للعام 2019 المعني بشؤون الملاحة الجوية في العالم، وذلك بحسب وكالة أنباء تركيا، وتأتي تركيا في المرتبة السادسة عالمياً في عدد السياح، بحسب موقع «ويكيبيديا»، وذلك وفقاً لتصنيف منظمة السياحة العالمية، بواقع 51.2 مليون سائح في عام 2019.
40 رحلة طيران أسبوعياً إلى تركيا
تسير الناقلات الوطنية، الاتحاد للطيران، وطيران الإمارات، والعربية للطيران، وفلاي دبي، 40 رحلة أسبوعياً إلى تركيا، بحسب بيانات الهيئة العامة للطيران المدني للعام الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن الاتحاد للطيران تسير 7 رحلات أسبوعياً إلى أسطنبول، في وقت تسير طيران الإمارات 17 رحلة أسبوعياً إلى إسطنبول، بينما تسير العربية للطيران 7 رحلات أسبوعياً، وفلاي دبي 7 رحلات إلى إسطنبول ورحلتين إلى أنقرة أسبوعياً.
وبحسب الاتحاد للطيران، تحظى السوق التركية بأهمية لدى الاتحاد للطيران، وتسير الناقلة الوطنية رحلات يومية مباشرة تربط بين عاصمة دولة الإمارات أبوظبي والعاصمة التركية إسطنبول. ولطالما أكدت الشركة على التزامها من خلال تشغيل أحدث طرازات طائراتها وإبرام اتفاقيات شراكة بالرمز مع الخطوط الجوية التركية، أو من خلال تعزيز رحلاتها وترقية الطائرات التي تخدم وجهاتها في إسطنبول. وبدأت الاتحاد للطيران بتسيير أولى رحلاتها إلى مطار أتاتورك في تركيا في 9 يونيو 2009، حيث تسير الاتحاد للطيران رحلات يومياً إلى إسطنبول، وبدأت الاتحاد شراكة بالرمز مع الخطوط الجوية التركية في يوليو 2009 ، ونقلت الاتحاد للطيران حوالي 1.2 مليون مسافر بين أبوظبي وتركيا في الفترة بين 2009 يونيو وحتى أكتوبر 2021. تربط الاتحاد للطيران المسافرين من إسطنبول بعدد من الوجهات الرئيسية مثل جاكرتا وكراتشي وكوالالمبور ودلهي. وقبل أزمة جائحة كورونا، شملت رحلات الربط مدناً رئيسية مثل سيؤول وشنغهاي وسيدني ومالبورن وبانكوك ومانيلا والكويت وكوالالمبور،
ونقلت طيران الإمارات، منذ بدأت خدمة تركيا قبل 34 عاماً، ما يزيد على 6 ملايين عميل على أكثر من 23 ألف رحلة.
