عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
علاقات اقتصادية قوية بين الإمارات وتركيا بدأت منذ سنوات طويلة، وشهدت خلال الفترة الأخيرة تطوراً ونمواً بشكل غير مسبوق، خصوصاً في 2021. وقال خبراء ومحللون: إن العلاقات التجارية بين أبوظبي وأنقرة شهدت طفرة خلال الفترة الأخيرة، لافتين إلى ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 100 في المئة، لا سيما في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقفزت قيمة التجارة بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2021 بنسبة نمو 100 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020، إضافة إلى إعلان دولة الإمارات مؤخراً عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أميركي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية كالطاقة والصحة والغذاء.
وأكد نايل فالح الجوابرة، الخبير والمحلل الاقتصادي، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في نوفمبر الماضي، إلى تركيا، والتي وصفت بالتاريخية، شهدت إبرام 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت عدداً من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون، وتأسيس صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للعمل المشترك بين البلدين.
وأضاف في تصريحات ل«الاتحاد»: إن الإمارات حلت بالمرتبة الأولى خليجياً وعربياً من حيث قيمة وتنوع الاستثمارات المباشرة في تركيا بقيمة بلغت نحو 18.4 مليارات دولار أميركي، وبلغت الاستثمارات التركية في الإمارات 1.3 مليارات دولار أميركي، وتربطها علاقات استثمارية وتجارية جيدة، فيما قفزت الاستثمارات بشكل لافت بين البلدين خلال العقدين الماضيين.
اتصالات دبلوماسية
من جانبه، أكد كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والإمارات تشهد تطوراً كبيراً نتيجة للاتصالات الدبلوماسية والزيارات المتبادلة على مدار الفترة الماضية. وأشار في تصريحات ل«الاتحاد»، أن تركيا لديها رغبة كبيرة في فتح أسواق جديدة وجذب استثمارات في الاقتصاد التركي.
وشدد على أن الإمارات تمثل وجهة مهمة من الناحية الاقتصادية كونها دولة محورية، ولديها فائض كبير ويمكن زيادة الاستثمارات، موضحاً أن لديها مشاريع قائمة بالفعل خاصة في السوق العقاري والإنشاءات بتركيا. ولفت إلى أن الاستثمارات الإماراتية تتميز بأنها طويلة الأجل وتستمر لسنوات مقبلة، وهو محفز لتركيا في سياق توثيق العلاقات مع الإمارات.
تبادل الخبرات في الابتكار وريادة الأعمال
أوضح الخبراء أن خطط الإمارات وتركيا ترتكز على زيادة حجم التجارة البينية غير النفطية وتنويعها وتسهيل إجراءاتها، وخلق قدرات تصنيع واستثمار مشتركة، وتطوير التعاون في القطاع المالي والمصرفي والتكنولوجيا المالية الجديدة، وصياغة نموذج للتعاون وتبادل الخبرات في الابتكار وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
صادرات وواردات
بالنسبة للصادرات والواردات، أشار نايل فالح الجوابرة إلى أن الإمارات تحتل المرتبة ال12 كأكبر مستورد للسلع التركية على مستوى العالم، والثانية عربياً، وفي المرتبة التاسعة كأكبر مصدر للسوق التركية عالمياً والأولى عربياً.وذكر الجوابرة أن أهم الصادرات الإماراتية إلى تركيا هي الذهب والألمنيوم والمجوهرات والنفط والزيوت المعدنية والمواد الكيماوية والحديد، وأبرز الواردات التركية إلى الإمارات الأحجار الكريمة والمعادن والآلات والأجهزة الكهربائية والأثاث والملابس الجاهزة.
ويوجد ما يقرب من 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتي في تركيا، كما أن هناك استثمارات كبيرة في قطاع المصارف وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
أقوى الاقتصادات
من تركيا، قال المحلل السياسي التركي جيواد غوك إن بلاده بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها من أقوى الاقتصاديات العربية. وأوضح ل«الاتحاد» أن التعاون الاقتصادي بين الإمارات وتركيا سينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي التركي.
وأكد المحلل السياسي التركي، أن العلاقات الاقتصادية الإماراتية التركية تشهد تطوراً مستمراً، بإقامة شراكات جديدة في مختلف مجالات التجارة والاستثمار والقطاعات ذات الاهتمام المشترك، وبما يدعم المصالح المتبادلة ويدفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها البلدان قدماً.
وتعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد، وأخذت في التطور والنمو عبر السنوات، ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي الفني تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
