الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العمل المناخي لتعزيز النمو

العمل المناخي لتعزيز النمو
30 يناير 2022 01:25

سبقت الإمارات عدداً كبيراً من الدول بالدخول ضمن دائرة القوى الدولية في مواجهة التغير المناخي، وتوفير أعلى معايير الحماية للمناخ والبيئة بشكل عام. وقيادات المناخ التقليدية العالمية، أشارت في كل المناسبات إلى التوجهات الإماراتية، التي تعد مؤشراً مهماً على طريق الوصول إلى الغايات. 
الإمارات كانت أول دولة في المنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ، الذي يعتبر أهم معاهدة دولية في هذا المجال على الإطلاق، كما أنها كانت أول بلد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعلن هدفاً لخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات بحلول العام 2030، فضلاً عن أنها تصدرت المشهد العام، بإعلانها الوصول إلى «الحياد الكربوني» في العام 2050، وهو هدف دولي يتقدم كل الأهداف الأخرى في مسار حماية المناخ.
المشاريع والمبادرات الإماراتية على هذه الساحة متعددة ومتشابكة ومبتكرة، كما أنها تخضع إلى المراجعة الدائمة بحكم أي تطور قد يطرأ في هذا المجال أو ذاك. أي أنها مشاريع مرنة تحاكي المتغيرات المتوقعة وغير المتوقعة عالمياً. وهناك النقطة الأهم في كل هذا، وهي أن الاستراتيجية الإماراتية تسند أساساً استثمار العمل المناخي بكل أشكاله، لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. 
الأمر الذي يعزز بالطبع مشاركتها في أفضل الممارسات بمجالات التكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن طرحها مبادراتها الخاصة التي تصب في النهاية في المسار البيئي والمناخي والتنموي العام. 
والنمو المستهدف من خلال هذه الساحة، ليس عابراً ضمن مستهدفات الإمارات، بل هو نمو اقتصادي مستدام، ما يدعم تلقائياً الاقتصاد الوطني المستدام.
من النقاط المهمة أيضاً في المسار البيئي للدولة بشكل عام، أن طموحات البلاد في العمل المناخي، وسجلها في هذا المجال، تتوافق مع خططها لتنويع الاقتصاد، التي تسند أساساً إلى بناء وتعزيز اقتصاد المعرفة، وتحفيز التنمية المستدامة في كل القطاعات، ولاسيما الرئيسية منها. فقد سجلت (مثلاً) الرقم القياسي العالمي لأقل تكلفة في توليد الطاقة الشمسية، وفي الإمارات ثلاثٌ من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها فعالية عالمياً من حيث التكلفة. ناهيك عن ريادتها على مستوى المنطقة في الطاقة النووية الخالية من الكربون، وكذلك في تنقية التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه على نطاق صناعي. إلى جانب طبعاً، مسارها المتصاعد في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، واستخدام البنية التحتية للغاز التي تملكها في عملية الإنتاج.
وعلى ساحات أخرى، ربطت الإمارات بقوة أيضاً مسارها المناخي المتطور والمحفز لدول أخرى، بالنمو الاقتصادي المستدام، في الوقت الذي تحقق فيها أهدافها على صعيد التنوع الاقتصادي. 
فعلى سبيل المثال، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق القطاع غير النفطي في البلاد في العام الجاري نمواً يصل إلى 3%، علماً بأن حصة هذا القطاع ارتفعت بقوة ليس فقط في الأعوام القليلة الماضية، بل منذ العام 1975. ومن هنا يمكن النظر إلى حراك الإمارات في مواجهة التغير المناخي على أنه بحد ذاته فرصة تنموية عالية الجودة، في ظل اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©