الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

لماذا يتجه البنك المركزي الأميركي إلى رفع الفائدة؟

أسواق الأسهم بانتظار قرار البنك المركزي الأميركي
26 يناير 2022 15:18

واشنطن (أ ف ب) - للحد من التضخم، يريد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي» رفع معدلاته للفائدة الأساسية هذا العام للمرة الأولى منذ نحو سنتين، وفق برنامج سيكشفه اليوم الأربعاء، وقد يؤدي إلى تراجع البورصة. وتنهي اللجنة النقدية مساء الأربعاء اجتماعها الذي بدأ صباح الثلاثاء. وستصدر بياناً عند الساعة 14.00 (19.00 توقيت جرينتش) ثم يعقد جيروم باول رئيس هذه السلطة النقدية التي تقوم بمهام البنك المركزي، مؤتمراً صحفياً عند الساعة 14.30 (19.30 توقيت جرينتش).

وقد يعلن الاحتياطي الفيدرالي في نهاية هذين اليومين من المناقشات أن معدلات الفائدة ستبدأ الارتفاع في مارس على أساس يومي في الاجتماع التالي. وكان تم تخفيض المعدلات الرئيسية لتبقى بين 0 و0.25 بالمئة في مارس 2020 في مواجهة جائحة كوفيد-19، لدعم الاقتصاد عبر الاستهلاك. وسيكشف المسؤولون في المؤسسة النقدية أيضاً ما إذا كانوا سيرفعون معدل الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أو 50 نقطة مباشرة، ما سيجعل أسعار الفائدة في هامش يتراوح بين 0.25 بالمئة و0.50 بالمئة، أو بين 0.50 و0.75 بالمئة. ويفترض أن يحددوا أيضاً كم زيادة سيقرون في 2022 وسقف زيادة المعدلات. وقال ستيف إنجغلاندر وجون ديفيز الخبيران الاقتصاديان في مصرف «ستاندرد تشارترد» في مذكرة: «ما زلنا نتوقع زيادتين لأسعار الفائدة في النصف الأول من 2022 ولا شيء في النصف الثاني لأن المخاوف من التضخم يفترض أن تنحسر». لكنهما حذرا في الوقت نفسه من أنه «إلى أن يتباطأ التضخم بشكل ملحوظ، هناك احتمال أن يقول الاحتياطي الفيدرالي ويفعل أكثر وليس أقل».

«المركزي الأميركي» يتجه لتسريع زيادات الفائدة وتقليص حيازاته

إبطاء الطلب

مهد الاحتياطي الفيدرالي الأجواء في اجتماعه السابق في منتصف ديسمبر عندما أعلن أنه سينهي مشترياته من الأصول في وقت أبكر مما كان متوقعاً، أي اعتباراً من مارس بدلاً من يونيو.كما أنه توقف للمرة الأولى عن وصف هذا التضخم بـ«الموقت»، مع أنه بلغ منذ أشهر مستوى أعلى بكثير من الهدف الذي حدده على الأمد الطويل، وهو 2 بالمئة.
وارتفعت الأسعار بنسبة 7 بالمئة في 2021 في أسرع وتيرة تسجل منذ 1982، حسب مؤشر أسعار الاستهلاك (سي بي آي). لكن الاحتياطي الفيدرالي يفضل مؤشراً آخر للتضخم، هو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (بي سي إي) الذي ستنشر بياناته لعام 2021 بعد غد الجمعة.
ويفترض أن يسمح رفع أسعار الفائدة وفق تقديرات يومية بتخفيف حدة التضخم عن طريق إبطاء الطلب القوي.
وتحدد معدلات الفائدة للأموال الفيدرالية تكلفة الأموال التي تقرضها البنوك لبعضها البعض، لذا رفعها يجعل الائتمان أكثر تكلفة. فإذا أصبحت القروض أكثر تكلفة، يصبح استهلاك واستثمار الأفراد والمؤسسات أقل.
وبدا الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن حذراً بشأن الزيادات، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إبطاء الانتعاش الاقتصادي فجأة ومعه سوق العمل.
لكن البلاد عادت الآن تقريباً إلى التوظيف الكامل وانخفض معدل البطالة في ديسمبر إلى 3.9 بالمئة مقترباً من مستوى ما قبل الأزمة (3.5 بالمئة) مع نقص اليد العاملة، ما يجعل الموظفين في موقع قوة أمام أرباب العمل.

ديون الدول الناشئة 

تأتي المخاطر الآن من سوق الأسهم وهذا الإجراء، مع أنه متوقع أن يثير مخاوف من حدوث تصحيح. وقد تراجعت الأسواق الأوروبية يوم الاثنين وانخفضت وول ستريت إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر.وقد يدفع حجم الانخفاض الاحتياطي الفيدرالي إلى إبطاء حركته، كما يحذر الاقتصادي جويل ناروف الذي قال: «إذا واصلت أسواق الأسهم الضعف، لا أعرف ما الذي ستفعله اللجنة النقدية عند اجتماعها في 15 و16 مارس».
وقال الخبير الاقتصادي: «كنت أتوقع عرضاً للقوة مع 50 نقطة أساس في مارس، لكن هذا قد يكون بعيداً عن الواقع».


معاقبة البلدان الناشئة والنامية

 من جهته، حذر صندوق النقد الدولي من أن ارتفاع معدلات الفائدة بسرعة كبيرة قد يؤدي أيضاً إلى معاقبة البلدان الناشئة والنامية، التي يتم تحديد ديونها بالدولار.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في الصندوق النقد الدولي جيتا جوبيناث لوكالة فرانس برس: «سيكون تحدياً لمحافظي البنوك المركزية هذا العام أن يكونوا قادرين على إيصال الانتقال إلى سياسة نقدية أكثر تشددا، وعليهم إدارة ذلك بحذر».
وأضافت أنها تشك في إمكانية انخفاض التضخم إلى 2 بالمئة، هدف الاحتياطي الفيدرالي، بنهاية 2022 كما توقعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خصوصاً.
وعدل صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو في الولايات المتحدة للعام 2022، مشيراً إلى أنه يتوقع أن تبلغ 4 بالمئة مقابل 5.2 بالمئة في أرقامه السابقة. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©