الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

د. يحيى الشحي يكتب: آفاق سيادية

يحيى الشحي
19 يناير 2022 02:23

قرابة عامين في ظل الجائحة وتغيراتها المستمرة. إيقاع التأكيد، أن معطيات وتطورات الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية التي رافقتها شكلت بلا شك آفاقاً سيادية لعصر ما بعد كوفيد. مما يثبت أن هذه المظلة الفيروسية أوجدت تحديات تشكلت فيها معايير النظام المترابط للاقتصاد العالمي وفقاً لمتغيراته.
من الثابت به على نطاق واسع كفكر استراتيجي، أن هذه الحقائق حاسمة في قيادة وتوجيه العالم لإعادة التفكير بالعديد من قواعد التشغيل الأساسية والسائدة التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي. لذا، فهي ترسخ أسس عملها وتوجهاتها نحو قطاعات مهمة في المرحلة المقبلة، كسياسات تدعو إلى الاكتفاء الذاتي وتأمين سلاسله إمداداتها التجارية كقواعد عمل واستراتيجيات. بناءً على التحليل، تدفع الدروس المستفادة نحو توطين الصناعات وصياغة مسارات مستقبلية للتخلي عما يسمى بالتصنيع أحادي القطب، والشروع في عالم متعدد الأقطاب للتصنيع أو لتوطينه بسياسات استراتيجية عاجلة. لذلك، فإن القطاعات الاقتصادية التالية هي السمات المتغيرة الأولى للخريطة الاقتصادية العالمية.
يعتبر القطاع الزراعي قطاعاً حيوياً ومهماً، لذا فإن تأمينه ضرورة للتخفيف من الاضطرابات التي تنشأ داخله وخارجه. من المرجح أن تكون الصدمات والمخاطر المستقبلية متعددة، مثل تدهور الموارد الطبيعية والظواهر المناخية المتطرفة، والصدمات المالية، وكذلك الأوبئة. لذا، فإن ما كشفته الاختلالات في سلاسل الإمداد الغذائي العالمية، يتطلب صياغة استراتيجيات على نطاق أوسع، طالما أن هناك حلولاً جديدة مدعومة بالتكنولوجيا لتعزيز أمنك الغذائي. على سبيل المثال، الزراعة المائية كأحد الحلول التي توفر بيئة غذائية والاستخدام الأمثل للموارد، جنباً إلى جنب مع تقنية الذكاء الاصطناعي التي تخلق نظاماً مثالياً في تحقيق الأمن الغذائي.
قطاع آخر لا يقل أهمية، سواء كان قديماً أو حديثاً، هو الرعاية الصحية. ولكن بعد التجربة والمشهد الذي مر به العالم، مختلف تماماً، أصبح جزءاً من «بروتوكولات الحروب من دون حرب». منذ تفشي المرض، كانت الأنظمة الصحية في العالم في حالة تأهب غير مسبوقة، مع مطالب كبيرة على موظفيها وأنظمة التشغيل والمعالجة. وهكذا، كشفت الأزمة الفيروسية عن الاختلالات في الترابط الاقتصادي العالمي. وبالتالي، أصبح من الضروري الاستعداد لمستويات كبيرة من توطين الصناعات الطبية، وتوفير مخزون كبير من المعدات الطبية، وزيادة المخصصات للبحث وتطوير العلاجات والمختبرات والمستشفيات.
لذلك، فإن ساحة التغيير والمنافسة السيادية العالمية مفتوحة لأولئك الاستراتيجيين الذين يتمتعون بقدرات استشرافية عالية، ولديهم القدرة على التخطيط للمستقبل واقتناص فرصها، بجانب قدرتها التنافسية معززة على إزالة التعقيدات والبيروقراطية والتمويل المتوفر والمخطط جيداً وتوافر البنية التحتية الصناعية التي تتميز بالإعفاءات الضريبية والعمالة الماهرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©