الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الروبوتات» تؤدي مهام بشرية في الإمارات

«الروبوتات» تعمل في الإنشاءات وتجري الجراحات وتتحدث مع عملاء البنوك والمعارض
2 يناير 2022 00:08

حسام عبدالنبي (دبي)

دخلت الروبوتات إلى كافة مناحي العمل في دولة الإمارات، لتؤكد تفرد الدولة في تبني الحلول والتقنيات التكنولوجية الحديثة، ولم يعُد مستغرباً أن يشهد سكان وزوار الإمارات الروبوتات وهي تقدم الخدمات المختلفة وتتفاعل مع العملاء في المجالات كافة، حتى إنها أصبحت من أهم المشاهد التي تجذب الراغبين في التقاط الصور والفيديوهات الطريفة أثناء التحدث والتعامل معها.

في الإنشاءات 
تستخدم الروبوتات في زيادة الإنتاجية في قطاع البناء والإنشاءات، حسب الدكتور تادج أودونوفان، رئيس كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية، بجامعة هيريوت وات دبي، والذي أكد لـ «الاتحاد» أن الفوائد الناتجة عن استخدام الروبوتات لا يمكن إنكارها، خصوصاً مع الثورة التكنولوجية التي نشهدها حالياً والتحول الرقمي الضخم الذي تشهده في المنطقة.
وقال: إن دولة الإمارات اتخذت خطوات سباقة حين عينت في عام 2017 أول وزير في العالم للذكاء الاصطناعي، إلى جانب الإعلان عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشكل الأساس لتحول العديد من القطاعات، مثل النقل والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى قطاع البناء والإنشاءات.
وذكر أودونوفان، أن الدراسات تشير إلى أن السوق العالمية لروبوتات البناء تقدر بنحو 87.4 مليون دولار أميركي في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 252.5 مليون دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.4% خلال الفترة من 2020-2027.
وأشار إلى أن صناعة البناء والتشييد تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية للمنطقة، فعلي سبيل المثال تم في عام 2019، منح مشاريع بقيمة 102.3 مليار دولار لشركات البناء في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق معدات وروبوتات البناء العالمي إلى 205.0 مليار دولار بحلول عام 2025، وهو ارتفاع ملحوظ نتيجة لنمو القطاع العقاري بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 3.9%، حيث يرجح أن تؤدي زيادة مشاريع البنية التحتية ومشاريع البناء الضخمة إلى زيادة الطلب على معدات وروبوتات البناء.

وعن كيفية مساهمة الروبوتات في قطاع الإنشاءات، أفاد أودونوفان، بأن التطبيق الأكثر شيوعاً اليوم، هو روبوتات الإنتاج في الموقع، وهذه الروبوتات يمكنها وضع الطوب ولحام المكونات المعدنية وتطبيق المواد اللاصقة وتجميع الأبواب والنوافذ.
وأضاف أن الروبوت الأكثر شهرة هو «هيدريان إكس»، وهو أول نظام وآلة روبوتية متحركة لوضع الكتل في العالم، حيث إنها قادرة على بناء جدران المنزل في أقل من يوم واحد. 
وأوضح أنه في مجال التصنيع المسبق، يتم الآن استخدام روبوتات البناء لصنع أجزاء للمباني الجاهزة، بالإضافة إلى المركبات المستقلة، مثل الحفارات والجرافات، وهناك العديد من مركبات مواقع البناء التي يمكن تشغيلها آلياً، منوهاً أنه في العالم اليوم يوجد آلات يمكنها نقل حطام البناء دون تدخل بشري.
وتابع أودونوفان، أن روبوتات الفحص مثل الطائرات من دون طيار التي تستخدم أجهزة الاستشعار يمكن أن توفر معلومات حيوية حول تقدم البناء، ويمكن لهذه الروبوتات التنبؤ بالمهام المطلوبة، بالإضافة إلى تحديد المشكلات المحتملة والمتوقعة لسهولة وسرعة الاستجابة وحل المشكلات لتوفير التكاليف والوقت.
وأشار إلى أنه في مجال الصحة والسلامة، تعتبر الروبوتات إضافة مرحباً بها في صناعة البناء، حيث إن الإجهاد الناتج عن الرفع المتكرر للأوزان الثقيلة هو سبب شائع لإصابات العاملين في مواقع البناء، وهنا تبرز أهمية روبوتات الهيكل الخارجي المحترفة التي تحاكي أو تزيد وتعزز حركات عمال البناء؛ إذ أنها توفر الدعم الأساسي الذي يسمح لزيادة القوة والقدرة على التحمل.

روبوت التدقيق الداخلي 
وتحدث الروبوت ذو المواصفات البشرية «صوفيا» عن مستقبل الذكاء الاصطناعي، خلال أعمال الدورة العشرين للمؤتمر الإقليمي للتدقيق الذي عقدته جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات.
وقال محمد خليفة المويجعي عضو مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين بدولة الإمارات، إنه على الرغم من التوقعات بأن تستحوذ الروبوتات على نسبة 50% من وظائف التدقيق الداخلي في عام 2025، إلا أن توظيف حلول الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام المتكررة أو تلك التي تستغرق وقتاً طويلاً، سيمكن المدققين الداخليين من التركيز بشكل رئيسي على حل المشاكل بشكل إبداعي.
ولفت إلى أن إجراء عملية التدقيق الداخلي، عبر حلول الذكاء الاصطناعي، يفيد في تدقيق عمل المدققين الداخليين، وتالياً الحد من المخاطر التي قد تنجم عن الخطأ البشري.
وأشار إلى أن دور المدققين الداخليين سيتغير جراء تعقيد الأعمال وإدخال تقنيات جديدة، لاسيما في ظل تعزيز قدرات الروبوتات في أداء المهام من خلال برامج الروبوت وتعلم الآلة، بما يمكنهم من التعامل مع الحجم المتسارع وسرعة وتعقيد البيانات.

روبوتات الجيل الخامس
وعرضت شركة «اتصالات» في جناحها بمعرض «جيتكس 2021» أفضل الحلول الروبوتية المدعومة بتقنية الجيل الخامس، والتي بإمكانها أن تغير مستقبل قطاعات التنقل والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والتعليم، بالإضافة إلى تلبية احتياجات أصحاب الهمم.
وتضمنت الروبوتات المعروضة، روبوت Mesmer الذي يملك تفاصيل العظام والجلد وتعابير الوجه المشابهة للبشر تماماً ويرحّب بالزائرين بحرفية تامة، وكذلك الروبوت Roboy ذو البنية الشبيهة بالبشر، والذي يتحرك بسهولة وبسلاسة ليسلط الضوء على كيفية مساعدة المرضى عن بُعد.
أما روبوت Human in motion فهو يُبرز مدى تطور التكنولوجيا المساعدة، فهو يسمح بالمشي الطبيعي وقدرات التوازن الذاتي لذوي الإعاقة الجسدية. ويعد روبوت Alba أحد حلول التنقل الذاتي المخصّص لدعم الركاب ذوي القدرة المحدودة على الحركة ليصبحوا أكثر استقلالية، خاصة في المستشفيات والمطارات والمتاحف. 
ومن الحلول التي قدمتها «اتصالات» لقطاع الأعمال، روبوت MELTIN الذي يمكن التحكم فيه عن بعد في بيئة العمل الخطرة من دون أي تأخير في زمن الاستجابة، أما الروبوت المساعد من «هواوي» فقد قدم مثالاً آخر على كيفية استخدام الحلول الروبوتية التي تتطلب الدقة والمهارات البشرية في المجالات التجارية والصناعية، مدعماً بالدقة والاستجابة الفورية عبر شبكة الجيل الخامس. كما تعتبر الأذرع الروبوتية اللمسية من Shadow Robotics أول نظام آلي لمسي في العالم يتيح للمستخدم أن يوجد بأي مكان في العالم وأن يشعر بردة الفعل من الروبوت عن بُعد.

جراحة روبوتية
أعلنت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وميديكلينيك الشرق الأوسط، إتمام أول عمليات تبرع بالكلى بوساطة الروبوت في دولة الإمارات بنجاح لمريضين في ميديكلينيك مستشفى المدينة بدبي، في إنجاز جديد يعزز مكانة دبي في مجال الابتكار الطبي واكتشاف حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية في المستقبل باستخدام أحدث التقنيات. وتم إجراء العمليتين الجراحيتين لاستئصال الكُلى السليمة من متبرعين أحياء، واستمرت كل عملية منهما حوالي ثلاث ساعات، باستخدام أحدث منظومات «دافنشي» الجراحية التي تعتمد على أذرع روبوتية صغيرة تحاكي براعة يد الجراح الطبيعية.

الدردشة في البنوك
وأعلن مصرف أبوظبي الإسلامي، أن 150 ألف عميل اشتركوا في حسابات على برنامج روبوت الدردشة، عبر تطبيق «واتساب» وطرحوا أكثر من 350 ألف استفسار خلال الربع الثاني من عام 2021. وتمت الإجابة عن 85% من هذه الاستفسارات دون تدخل بشري، بينما تم توجيه بقية الأسئلة إلى ممثلي خدمة العملاء في المصرف لحل القضايا الأكثر تعقيداً، مما أدى بدوره إلى تخفيض المكالمات الواردة إلى مركز الاتصال التابع للمصرف بنسبة 20%. وكان المصرف قد عقد شراكة مع «فيرلوب.آي أو»، وهي شركة رائدة متخصصة في مجال تكنولوجيا أتمتة خدمة العملاء، بهدف تمكين روبوتات دردشة قادرة على معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لمعالجة ودعم وحل استفسارات عملاء المصرف ومتطلباتهم. وضمن التوجه ذاته تتضمن استراتيجية مصرف أبوظبي الإسلامي، حول البيئة والاستدامة، مبادرات رقمية جديدة، منها طرح روبوتات الدردشة التي من شأنها أن تستعيض عن تذاكر الدور المطبوعة داخل الفروع .

صناعة البصريات
وافتتحت «لينسكارت»، وهي أكبر شركة لتجارة النظارات بالتجزئة في الهند، قبل أيام فرعاً في دبي، حيث تتيح للعملاء الاطلاع على تفاصيل استخدامها لأحدث الروبوتات في عملية التصنيع لإعادة رسم ملامح سوق النظارات عالمياً، مؤكدة أنها تستفيد من تقنية الواقع المعزز التي طورتها خصيصاً لتمكين العملاء من تجربة النظارات افتراضياً بتقنية ثلاثية الأبعاد وتقديم اقتراحات ذكية بناءً على تحليل شكل الوجه.

حلول التخزين
تلعب الروبوتات دوراً رئيساً في مجال حلول التخزين المؤتمتة المرنة، محققة نمواً بنسبة %35 خلال العام الماضي، وقال نافين نارايان، المدير التنفيذي لشركة «اكمي انترالوغ» التي تتخذ من المنطقة الحرة في جبل علي مقراً لها، إن الشركة أكملت في 2021 العديد من المشاريع المهمة، بما في ذلك إطلاق نظام جديد لفرز الفواكه والخضار والبضائع الجافة، وقدمت حلولاً تنفيذية لأكبر مزود تجارة إلكترونية في العالم لمنشآتهم الجديدة.
وأكد أن الشركة ركزت بشكل أكبر على الروبوتات وخاصة حلول (الروبوت التعاوني) من خلال شراكات جديدة عدة، موضحاً أن الاضطراب الذي حدث في سلاسل الإمداد بسبب الوباء، شجع الكثير من الشركات في المنطقة على الاعتماد على مزودي حلول المخازن والمستودعات المحلية، خاصة التي تعتمد على الروبوتات في أداء المهام، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه بالتزايد.

تنظيم المعارض
أصبحت مشاركة الروبوتات في المعارض الدولية التي تقام بدبي مشهداً معتاداً، فضلاً عن قيامها بمهام متعددة في إرشاد وتوجيه الزائرين والترويج للشركات المشاركة، حتى إن إحدى الشركات طرحت خدمة تأجير تلك الروبوتات وشرائها. 
وقالت جايا بهاتيا مؤسسة شركة «إكسبيرت هب روبوتكس»: إن الشركة توفر خدمة تأجير الروبوتات من نوعيات مختلفة ليوم واحد أو أكثر، بأسعار تبدأ من 2500 درهم حتى 20 ألف درهم لليوم، وذلك بناء على المهام التي يؤديها الروبوت المُستأجر.
وأكدت أن تلك الروبوتات تتميز بلمسة إنسانية وبشكل تفاعلي، ويمكن للروبوت أن يلقي محاضرة أو يؤمن الموقع ويسوق للشركة المشاركة في المعرض، وأن يقوم بعمل مسح ضوئي للهوية الوطنية، إلى جانب توفير المعلومات للزائرين، وإرسال رسائل ترويجية عبر البريد الإلكتروني، إضافة إلى تنظيم التباعد الجسدي في أجنحة الشركات. وأشارت إلى أن الشركة توفر خدمة تأجير 38 نوعاً من الروبوتات، ويمكنها تغيير البرمجة لتلبية متطلبات العميل، مع توفير خاصية الأوامر الصوتية، وإمكانية أداء الرقصات والحديث وتسلية الزبائن، إلى جانب إمكانية تغيير اللون ووضع شعار الشركة على الروبوت، مؤكدة أن أسعار البيع تبدأ من 18800 درهم حتى 24 ألف درهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©