الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع السفر الجوي يستعد للإقلاع متجاوزاً كوفيد-19

مسافرون عبر مطار دبي (الاتحاد)
6 ديسمبر 2021 01:20

حسونة الطيب (أبوظبي)

ربما تكون جائحة كوفيد-19، أكبر أزمة تعرض لها قطاع السفر في تاريخه، حيث واجه انهياراً مريعاً على مدى الـ 18 شهراً الماضية في ظل تطبيق الحكومات لإجراءات الإغلاق المتعاقبة. وفي ظل هذه الأجواء الغائمة، لجأت الشركات لزيادة ديونها أو الاستعانة بالحكومات لتقديم الدعم اللازم.
في غضون ذلك، تلقت شركات الطيران الأميركية، مساعدات حكومية بأكثر من 60 مليار دولار، في حين اقترضت توي، أكبر شركة سياحية في ألمانيا، نحو 4.3 مليار يورو من بنك كي أف دبليو الحكومي. واضطرت حتى شركات السفر الكبيرة، لجمع السيولة النقدية وتسريح جزء من العاملين لديها وتقليص عملياتها.
وخفضت اكسبيديا، واحدة من أكبر شركات الحجز والسفر في العالم، القوة العاملة لديها، بنحو 3 آلاف، لنحو 19 ألف عامل. كما خفضت شركة الطيران البريطانية، منسوبيها، بما يقارب 35%، في حين سرحت شركة فنادق هيلتون، 2.1 ألف من العاملين وإصدار سندات بنحو 4.4 مليار دولار، بحسب فاينانشيال تايمز. 

انتعاش موسم الصيف 
تفاوت تأثير الأزمة من بلد إلى آخر، ففي حين عادت حركة الطيران الداخلي في كل من أميركا والصين، قريباً من المستويات العادية، ساعد تصريح السفر الرقمي، الذي سهل إجراءات الدخول بين الحدود، في انتعاش موسم الصيف في أوروبا. ونجم عن صرامة قوانين الحدود، تقليص حركة السفر للقادمين والمغادرين للمملكة المتحدة، في حين تكاد بعض دول آسيا، تخلو من السياح القادمين من الخارج على مدى فترة الـ 18 شهراً الماضية، وفقاً لوكالة رويترز. 
ويعني توفر اللقاح في الوقت الحالي، تخفيف العديد من البلدان للقيود المفروضة على حركة الناس، في الوقت الذي يمكن للأعمال التجارية، العودة لتحقيق الأرباح. وحتى أستراليا، واحدة من أول الدول التي طبقت حجر القادمين إليها في الفنادق، بدأت في استقبال الحاصلين على التطعيم دون اخضاعهم للعزل.
والقطاع تعرض لخسارة باهظة تجاوزت 6 تريليونات دولار، بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة، تتجسد أهم مرحلة في مسيرة التعافي، في الفتح الكامل لمسار رحلات عبر المحيط الأطلسي للمسافرين من 33 دولة حول العالم، بما فيها المملكة المتحدة ومعظم الدول الأوروبية. 

السفر أثناء فترة الوباء 
ولم يكن مسموحاً السفر عبر هذا المسار أثناء فترة الوباء، إلا للحاصلين على موافقة مسبقة من رجال الأعمال وللمقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يبشر استئناف نشاطه، بالعودة لأكثر المسارات ربحاً في العالم، بإيرادات تصل لنحو 9 مليارات دولار سنوياً قبيل اندلاع جائحة كوفيد-19. 
وللاحتفاء بهذه العودة، تسير كل من الخطوط البريطانية وفيرجن، رحلات كل يوم اثنين من مطار هيثرو الدولي، إلى مدينة نيويورك. ومن سنغافورة، استقبلت سلطات الطيران في ملبورن، القادمين من دون الخضوع لإجراءات العزل. 
تلبد سماء مستقبل الطيران القريب، غيوم من الشك، في ظل تقلب القوانين التي تحكم الحدود بين البلدان وارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، فضلاً عن النقص الحاد في عدد الموظفين وارتفاع التكاليف وتصاعد المخاوف المتعلقة بتأثير القطاع على البيئة. ورغم اعتقاد بعض الخبراء، بأنه من الممكن للتقنية تعويض ذلك، إلا أن العديد يرجحون، صعوبة العودة لمستويات ما قبل الجائحة، حتى منتصف العقد الحالي.

الحصول على اللقاح 
ارتفع عدد الحجوزات بين أميركا وبريطانيا بعد إعلان أميركا عن فتح حدودها، بنسبة قدرها 140%، بالمقارنة مع ما قبل الإعلان. لكن ما زال على القادمين لأميركا، الحصول على اللقاح وإظهار فحص سلبي، الشيء الذي يؤكد بُعد القطاع عن العودة لمستوياته الطبيعية. يرى خبراء القطاع، أن هذا النوع من قوانين الفحص، كفيل بعرقلة مسيرة التعافي ومطالبتهم بالسماح للحاصلين على اللقاح بالسفر من دون الخضوع لأي إجراءات أخرى إضافية.
وبحسب منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والتي تعمل على رصد حركة التعافي، انخفض معدل حجوزات الطيران في الفترة بين يناير إلى أكتوبر 2021، بنحو 86% بالمقارنة مع نفس الفترة من 2019. وعادة ما يخضع قطاع الطيران، للتقلبات الخارجية مثل، الدورات الاقتصادية وارتفاع أسعار النفط وعدم الاستقرار الجيوسياسي في بعض البلدان. لكن مع ذلك، أثبت القطاع مقدرته على الصمود. وفي حين أعلنت بعض شركات الطيران إفلاسها واندمجت بعضها وواجهت أخرى المعاناة، لا يزال عدد المسافرين في ارتفاع متسارع.
وبحلول منتصف الألفية الثانية، بدأت الفضاءات تعج بحركة السفر الجوي، بيد أنها اصطدمت بمطب الأزمة المالية العالمية في 2008، لكنها تمكنت من نقل 1.5 مليار مسافر، مسجلة رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ القطاع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©