الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد راشد الفتان: الإمارات مؤهلة للتحول لمركز عالمي لصناعة السفن

محمد راشد الفتان: الإمارات مؤهلة للتحول لمركز عالمي لصناعة السفن
28 نوفمبر 2021 02:21

يوسف العربي (أبوظبي)

تربى محمد راشد الفتان على القيم الأصيلة واحترام المبادئ والصدق المعروفة عن الشخصية الإماراتية، واكتسب قيم الانضباط والصبر والتحمل خلال خدمته بالقوات المسلحة.
انتجت شركته «الفتان القابضة للاستثمار»  عام 1987 أول سفينة إبرار وتوسعت الشركة تدريجياً حتى باتت مساهماً رئيساً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السفن العسكرية والمدنية بمختلف أنواعها، كما تصدر الشركة منتجاتها إلى 6 أسواق خارجية. 
 يؤكد الفتان أن الفضل فيما وصلت إليه الشركة يعود لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث بدأ المشروع بفكرة ورعاية كريمة ودعم مباشر من سموه، إلى أن أصبحت الفتان لصناعة السفن منافساً قوياً على المستوى العالمي.
وأكد أن ما حققته الإمارات من تقدم وازدهار يأتي ثمرة لرؤية قيادتنا الرشيدة والتي كان لها رؤية ثاقبة عرفت الطريق لتحقيق ما يصبو إليه شعبها، ولم ترض عن الريادة بديلاً لهذا الوطن الغالي الذي ينعم بالاستقرار الأمني والاجتماعي.
 وشدد بأنه على الرغم من التقدم المذهل الذي حققته الإمارات بمختلف القطاعات من صناعة وطب وفضاء وغيرها، إلا أن ما يميز الشخصية الإماراتية احتفاظها بالقيم والمبادئ الأصيلة.

ارتباط بالبحر 
ولد  الفتان في منطقة أم هرير في دبي، وبعد أن بلغ 7 سنوات انتقل إلى منطقة «أم الشعوب» جزيرة الريم حالياً في إمارة أبوظبي.
ولفت إلى أن ارتباط عائلته التي تقيم على الساحل بالبحر ارتباط وثيق، حيث توارثت العائلة على مدار 400 عام صناعة السفن الخشبية التي كانوا يبحرون بها إلى الأسواق المجاورة لتبادل البضائع، كما كان والده يعمل في الصيد والغوص والتجارة، ما عزز في نفسه حب البحر الذي شكل مصدر الرزق والإلهام لعقود طويلة وما يزال. 
وبدأ الفتان أول عمل له في سن الثانية عشرة، حيث تنقل بين الصيد وتجارة الأسماك وتجارة اللؤلو وتربية الإبل.

 نهضة شاملة 
 ومع ظهور النفط للمرة الأولى في أبوظبي، التحق لفترة قصيرة بالمدرسة الصناعية ثم عاود العمل وبعدها أتم دراسته الثانوية.
 يقول إنه لا ينسى آثار النهضة الشاملة التي استحدثها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي لاتزال آثارها الطيبة ممتدة حتى يومنا هذا.
 وفي التاسع من شهر أكتوبر عام 1979 وفي سن السابعة عشرة التحق بالقوات المسلحة، حيث شكلت القوات المسلحة مدرسة عظيمة لترسيخ قيم الالتزام والانضباط لديه، كما ترسخ لديه الاعتقاد بضرورة تأسيس صناعة وطنية لصناعة السفن في الإمارات لخدمة القوات المسلحة والمواطنين.

صناعة وطنية 
 ويقول الفتان إنه في 1987 بدأ في تصنيع أول سفينه «إبرار»، حيث بدأ المشروع بفكرة ورعاية كريمة ودعم مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة». 
 وقال: إن الفتان القابضة للاستثمار أصبحت تنتج مختلف السفن العسكرية ابتداءً من سفن الإبرار إلى الفرقاطات بمختلف فئاتها، وكذلك السفن المدنية حتى طول 140 متراً، وتمتلك المجموعة اليوم العديد من الشركات، كما تضم نخبة من المهندسين المواطنين الذين يعملون في مجال بناء السفن. 
 ولفت إلى أن الشركة تمتلك العديد من الأحواض الجافة والعائمة، وخطوط النقل المتطورة، فضلاً عن امتلاكها أحدث التقنيات المستخدمة في مجال تصنيع السفن، وهو الأمر الذي ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه الصناعة الاستراتيجية.
 وتقوم الشركة بتصدير منتجاتها إلى 6 أسواق خارجية منها الكويت، والبحرين، والعراق، واليمن، وجنوب أفريقيا، والصومال، وتسعى حالياً للتوسع لاسيما في السوق الأميركية في مجال طرادات الترفيه.
 وقال الفتان: إن المجموعة تخطط خلال المرحلة المقبلة لإنشاء مصانع لإنتاج محركات السفن، وذلك قبل نهاية العام 2030، لاسيما أن الشركة تمتلك التكنولوجيا والكوادر القادرة على توفير هذا المنتج الحيوي.  وأوضح أن الفتان تحرص في جميع تعاقداتها الخارجية على نقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة المرتبطة بالصناعة، وهو الأمر الذي كان له أثره البالغ في نمو وازدهار هذه الصناعة بالدولة،
 ولدى الفتان القابضة للاستثمار حالياً 1500 عامل موزعين بين الشركات التابعة، وهي الفتان لصناعة السفن، والفتان للمقاولات البحرية، والفتان للخدمات البحرية.

بيئة جاذبة 
أكد الفتان أن الشركة استفادت على مدار تاريخها من بيئة الأعمال الجاذبة في أبوظبي، لاسيما في مجال الصناعة، حيث البنية التحتية المتطورة، وأسعار الطاقة المنافسة، فضلاً عن توافر الكوادر المدربة في مختلف المجالات.  ونوه بأن الإمارات مؤهلة لتكون مركزاً عالمياً لصناعة السفن، لاسيما أن العالم في حاجة إلى منطقة آمنة وموثوقة توفر مستوى راقياً من جودة الحياة حيث تتواجد مختلف الجنسيات والديانات.
 وقال: إن الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب، ومن ثم تحتاج إلى وجود صناعات بحرية قوية لنقل البضائع إلى مختلف أرجاء العالم، مشيراً إلى تمتع الدولة بالتشريعات الفاعلة المنظمة للقطاع البحري والتي تحفز النمو بالقطاع.
 وحول الدور الذي تلعبه البنوك لدعم قطاع الصناعات البحرية في الدولة، قال الفتان: إن البنوك مدعوة للاهتمام أكثر بهذا القطاع الحيوي لأن عمليات التمويل عملية مهمة لنمو القطاع.

التوطين 
أشار محمد راشد الفتان  إلى الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مجال التقدم والازدهار، كما أن المواطن بات قادراً على اقتحام مختلف المجالات وتقديم إسهامات قيمة على صعيد التجارة، والصناعة، والزراعة، والطب، والفضاء وغيرها. وقال: إن شركة الفتان القابضة تعد من الشركات الرائدة في مجال التوطين، حيث يستحوذ المواطنون على 100% من الوظائف القيادية بالشركة، كما سجلت الشركة نسبة توطين بلغت 35% من إجمالي عدد العاملين بالشركة.  ولفت إلى أن وظائف العاملين بالشركة تتنوع من المهندس إلى البحار، حيث نجحوا في دعم استقرار الشركة وتحفيز النمو على مدار السنوات الماضية.  وحول الخطط التوسعية للشركة، قال الفتان إنها مرتبطة باستراتيجيات وخطط حكومة أبوظبي ومن ثم توفير المشاريع بالمصنع التي تتوافق مع هذه الخطط الحكومية.

ريادة الأعمال 
وحول النصيحة التي يقدمها لرواد الأعمال في بداية طريقهم، قال الفتان: إن رائد الأعمال لابد أن يتحلى بالصبر والتحمل والتشاور والاستماع لمن سبقوه في المجال الذي يعمل به، فضلاً عن الاجتهاد، وأضاف الفتان: «إن النجاح قريب جداً من المجتهد وبعيد جداً عن المتكاسل».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©