الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التقنية الصينية الكبيرة تتجه شرقاً

مقر شركة علي بابا في بكين (أرشيفية)
22 أكتوبر 2021 01:01

حسونة الطيب (أبوظبي)

بعد أن اشتدت الحملة التنظيمية في الداخل، واجهت شركات التقنية الصينية العملاقة مثل علي بابا وتنسنت، صعوبات جمة، وخاصة بعد الإعلان عن قانون مكافحة الاحتكار منتصف أغسطس الماضي. وعلاوة على ذلك، وضعت الحكومات الأوروبية، بعض الصعوبات في طريق نشاط هذه الشركات في أسواقها، بجانب المشاكل التي تواجهها في أميركا فيما يتعلق بإدراج أسهمها.  
ووسط هذه الأجواء، لم يكن لدى الشركات الصينية، خيار غير البحث عن أسواق أخرى. وتشكل الأسواق الخارجية، حصة قليلة من مبيعات هذه الشركات، حيث بلغت عائدات تنسنت الخارجية، 5 مليارات دولار العام الماضي، وهي أقل من 8% من مجموع إيراداتها. كما لا تتعدى إيرادات علي بابا، سوى نسبة قليلة للغاية خارج الصين. ولتعود شركات التقنية الصينية، لممارسة نشاطاتها، عقدت العزم على التوجه صوب أسواق جنوب شرق آسيا، بحسب «ذا إيكونيميست».   

قوة شرائية 
وتحتضن منطقة جنوب شرق آسيا نحو 700 مليون نسمة واقتصادات تتسارع وتيرتها التقنية الرقمية، فضلاً عن انعدام التعصب الجيوسياسي. وبرغبة الدخول في شركات التقنية في تلك المنطقة مثل لازادا السنغافورية العاملة في التجارة الإلكترونية، والتي تملك فيها علي بابا أسهم الأغلبية وشركة سي جروب من سنغافورة أيضاً والتي تملك فيها تنسنت 23%، تتوسع شركات التقنية الصينية العملاقة، مباشرة في المنطقة. وقد اشترت علي بابا في العام الماضي نصف بناية مكونة من 50 طابقاً في سنغافورة، بينما أنشأت كل من تنسنت وبايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك، مكاتب مبدئية لها هناك.
ويبدو أن الحوسبة السحابية، توفر فرصة كبيرة بالنسبة لشركات التقنية الصينية. ورغم أن الحجم الكلي لسوق الحوسبة في جنوب شرق آسيا، صغير نسبياً، في حدود 2 مليار سنوياً، إلا أنه حقق نمواً زاد على 50% في 2020، مع بوادر تؤكد باستمراريته. كما تستمر المؤسسات الصينية، في الحصول على حصص أكبر من هذه السوق، وخاصة من أمازون لخدمات الشبكة، التي تشكل قسم الحوسبة في الشركة الأميركية العملاقة.

الحوسبة السحابية 
ووفقاً لمؤسسة جارتنر البحثية، بلغت حصة علي بابا وهواوي وتنسنت في 2020، نحو 22% من سوق الحوسبة في جنوب شرق آسيا والاقتصادات الصغيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، من واقع 18% في 2019. وقامت تنسنت خلال العام الجاري، بفتح أول مركز بيانات لها في إندونيسيا وثاني مراكزها في تايلاند. وأعلنت علي بابا في يونيو الماضي، عن خطة ترمي لبناء أول مركز لها في الفلبين.

محلية البيانات
وعلى العكس من منافساتها الأميركية مثل أزور لمايكروسوفت وجوجل كلاود، لا يساور المؤسسات الصينية القلق بشأن القوانين الخاصة بمحلية البيانات. وتؤكد العديد من حكومات جنوب شرق آسيا ضرورة معالجة وتخزين بيانات مواطنيها داخل حدودها الجغرافية. وفي الوقت الذي تطالب فيه هذه الحكومات مايكروسوفت وأمازون لخدمات الشبكة، بإعداد تقارير خاصة بالبيانات، لا ينطبق ذات الطلب على الشركات الصينية، ما يجعل خدماتها أكثر جاذبية للسلطات التي لا تقبل المساومة فيما يتعلق بمحلية البيانات.
وحتى قبل مساهمتها في جزء كبير من الإيرادات تعتبر نشاطات الأعمال التجارية في جنوب شرق آسيا طريقة لتعلم ما يمكن أن يحقق النجاح خارج الصين، بحسب مؤسسة «ون كونيكت» الصينية العملاقة للتأمين. كما تعتبر البيئة مهيأة تماماً للمؤسسات الصينية، في ظل الملايين الذين يتحدثون اللغة الصينية والذين عادة ما يهيمنون على القطاع التجاري في دول المنطقة. واستغلت الشركات الآسيوية، المنطقة كمنصة لانطلاقها في الأرجاء العالمية في الماضي، ولاسيما شركة تويوتا، التي استهلت عمليات توسعها العالمية من تايلاند عام 1957، ما يشجع الشركات الصينية، على سلوك الطريق نفسه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©