عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
بعيداً عن معدلات التضخم المتزايدة، وتردد بنك الاحتياط الفيدرالي في البدء في إنقاص مشترياته من سوق السندات الثانوية، أظهرت نتائج أعمال البنوك الأميركية التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي تحقيق طفرات في أرباحها المحققة خلال الربع الثالث من العام، الأمر الذي منح أسهمها دفعة كبيرة خلال تعاملات يوم الخميس، ليكون أفضل أيام الأسهم الأميركية منذ شهر مارس الماضي.
وبرغم ضغوط التكاليف المتزايدة، والعمالة مرتفعة الأجر، وتعطل سلاسل الإمداد، كانت نتائج أعمال البنوك، كما الكثير من الشركات الأميركية، مفاجئة من حيث ارتفاع الربحية، حيث تجاوز بنك أوف أميركا الربحية المتوقعة مستفيداً من الارتفاع الكبير في عمولات وحدة إتمام صفقات الإندماج لديه والفوائد المحصلة، لتقفز أرباح الربع الثالث فيه بنسبة 58% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وخلال نفس الربع، حقق بنك الاستثمار مورجان ستانلي، الذي استحوذ مؤخراً على شركة السمسرة الإلكترونية في الأسهم إي تريد E-Trade، أفضل نتائج ربعية في تاريخه الممتد لأكثر من ستة وثمانين عاماً، وارتفعت أرباح سيتي بنك بأكثر من 40%، كما تجاوزت أرباح بنك ويلس فارجو التوقعات.
وارتفع مؤشر إس آند بي 500 خلال تعاملات يوم الخميس بنسبة 1.71%، بينما تجاوزت أرباح قطاع المؤسسات المالية فيه 42% منذ بداية العام. واعتبر إدوارد مويا، كبير محللي الأسواق بموقع أواندا لتحليل بيانات أسواق المال أن البنوك رسمت صورة صحية وقوية للمستهلك الأميركي، مضيفاً أن «وول ستريت لا يمكنها أن تتخذ نظرة سلبية للأسواق بعد رؤيتها تحرير الاحتياطيات، وعودة إيرادات المتاجرة لمستوياتها المعهودة، ونمو عمليات الإقراض، وقبل كل ذلك ترحيب المستهلكين بالاقتراض».
وأظهرت نتائج أعمال البنوك عودة إنفاق المستهلكين إلى مستويات ما قبل الجائحة، وتوقع المسؤولون التنفيذيون في تلك البنوك استمرار مستويات الإنفاق المرتفعة خلال موسم العطلات والأعياد الذي سيشهده الربع الأخير من العام الجاري. وقفز استخدام بطاقات ائتمان مجموعة سيتي بنك خلال الربع لأعلى مستوياته على الإطلاق، مرتفعاً بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت قيمة غرامات التأخير التي حصلها البنك بعد عودة المستهلكين للإبقاء على أرصدتهم المدينة شهراً بعد الآخر.
ورغم انخفاضها مقارنةً بالعام الماضي، ارتفعت قروض العملاء في بنكي ويلس فارجو وبنك أوف أميركا خلال الربع الثالث مقارنة بالربع الذي سبقه، كما شهدت القروض بضمان الأسهم والسندات طفرة كبيرة، ارتفعت فيها بنسبة تجاوزت عشرة بالمائة بالبنكين، بعد اندفاع مستثمري الأسهم للاقتراض بضمان ما بحوزتهم من أوراق مالية، للاستفادة من الارتفاعات الكبيرة في البورصة.
ومع ارتفاع التقييمات في سوق الأسهم خلال الفترة الأخيرة، اشتعلت صفقات الاستحواذ والإندماجات لتساهم بصورة واضحة في زيادة أرباح البنوك الكبرى، ليشهد الربع المنتهي مستويات قياسية لعمولات تلك الصفقات .
