الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطاعم الوجبات «الخفيفة» تنافس نظيراتها «الكبرى»

مطاعم الوجبات «الخفيفة» تنافس نظيراتها «الكبرى»
3 أكتوبر 2021 02:10

ريم البريكي (أبوظبي)

تنتشر في العاصمة أبوظبي مشاريع المطاعم و«الكافتيريات» و«الكوفي شوب» بشكل لافت، فهذه المشاريع التي رافقت نمو وتطور الأحياء الشعبية والبنايات القديمة، دخلت في منافسة مع المطاعم الكبرى الشهيرة، بعدما نمت أعمالها مع ارتفاع حركة الطلب على المأكولات الخفيفة.
ومثل غيرها من الأنشطة التجارية، اتجه الكثير من أصحاب تلك المطاعم الصغيرة إلى ابتكار أساليب ترويجية مبتكرة بهدف جذب العملاء والمستهلكين، منها ابتكار نكهات وخلطات خاصة، فضلاً عن تقديم أطباق حصرية تناسب أذواق العملاء من أصحاب الدخول الصغيرة.
ولا تقف حركات التسويق عند هذا الحد فقط، فالتسميات الغريبة للعصائر والمثلجات ومشروبات الطاقة اتخذت هي الأخرى طريقاً للتسويق السهل، فهناك عصائر تحمل أسماء لاعبي كرة قدم محليين، وأخرى تحمل أسماء سيارات فاخرة، وثالثة بأسماء مشاهير وفنانين عرب، وعواصم دول، وبعضها ذهب إلى أبعد من المعتاد في إطلاق التسميات، حيث أخذت الوجبات أسماء مشاريع ومنجزات وطنية مثل مسبار الأمل، برج خليفة وغيرها، إلى أسماء وصفات علاجية مثل علاج الكبد، وخسارة الوزن المقوي الحديدي.

تراخيص نشطة
وتشهد إمارة أبوظبي تزايداً في أعداد التراخيص النشطة في هذا الجانب من الاستثمار، فحسب بيانات دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، فقد بلغ إجمالي عدد تراخيص المطاعم و«الكافتيريات» و«الكوفي شوب» في إمارة أبوظبي العام الماضي نحو 13.271 رخصة موزعة على 8.263 رخصة في منطقة أبوظبي و2.602 رخصة في العين، و492 في منطقة الظفرة.
وأكد عمر علي، مستشار إداري بالحلول المثالية للاستشارات ودراسات الجدوى الاقتصادية، تفوق مثل هذه المشاريع وقدرتها على النجاح والتوسع، مبيناً أن مفهوم كافتيريا لم يعد قاصراً على محال صغيرة تحت بنايات سكنية أو مجمعات تجارية، بل إن مثل هذه المشاريع أخدت تتوسع في أكثر من منطقة، مؤكداً أن التكلفة المالية لتلك المشاريع تبدأ من 200 ألف درهم، وتزيد حسب حجمها والخدمات المقدمة إلى مليوني درهم.
وأضاف أن على صاحب المشروع دراسته بشكل موسع ومستفيض، بحيث يغطي كافة جوانب المشروع واحتياجاته وتكلفته والالتزامات المترتبة عليه، وكذلك التكيف في التدريب والبحث عن الاستشارات المتخصصة، وهي خدمات مقدمة من الحكومة للكثير من مشاريع الشباب، مشيراً إلى أن كافة المشاريع المتوسطة والصغيرة تلقى الدعم الحكومي من الناحية المادية متمثلة في التمويلات المالية للمشروع.
وبين أن من النادر أن تشهد مثل هذه المشاريع فشلاً، وذلك أن الميزة التنافسية في هذا السوق مختلفة، حيث تختلف الخدمات والأصناف من مطعم لآخر، وكل نشاط له خصوصيته في تقديم الخدمات ونوعها واختلافها عن البقية، لذلك لا يوجد أي تأثير حتى من وجود نفس النشاط بالموقع ذاته، فلكل منها عملاؤها الخاصون.

أقدم المطاعم
وأشار راشد الزعابي صاحب كافتيريا تأسست في 1987 ولا زالت مستمرة بتوسعاتها وأفرعها وخدماتها لتغطي إمارة أبوظبي ومختلف إمارات الدولة، وتعتبر من أقدم المشاريع في قطاع التغذية، إلى ربحية المأكولات نظراً لكونها لا يمكن الاستغناء عنها، كذلك تزايد الطلب من أفراد الأسرة على المطاعم، ودائماً ما يفضل الأبناء الأكل من المطاعم أكثر من المنزل، لذلك فإن الطلب متزايد وهناك تسهيلات في توصيل الطلب للمنازل. 
وأكد الزعابي أنه بفضل القوانين الداعمة للمشاريع الصغيرة ووجود جهات تدعم مشاريع الشباب وتقدم لها التمويلات والتسهيلات، فإن هذا السوق في نمو مع تزايد أعداد المطاعم، كذلك هناك قوانين تحمي المستثمر، إلى جانب التمتع بتسهيلات في إجراءات الترخيص ووضوح الاشتراطات.
وبين الزعابي أن عناصر النجاح متوفرة في البيئة الاستثمارية، ولكن يتبقى على مالك المشروع العمل على تطوير مشروعه والجهد في تحسين خدماته وتقديم الأفضل بالإضافة لفكرة المشروع، كما يجب على ملاك المشاريع تلك الاستمرار والصبر والقدرة على تجاوز أي عقبات.
وطالب المقبلين على مشاريع المطاعم الصغيرة بضرورة دراستها والإلمام بها بشكل تفصيلي، بحيث لا يكتفي الشخص فقط بافتتاح مشروع لمجرد التقليد، بل يجب على المستثمر اختيار المشروع بما لديه من معرفة تامة وكافية، كذلك لابد وأن يكون الشخص قادراً على تشغيل مشروعه، ومنحه الوقت والجهد والتركيز.

شريحة كبيرة 
وأفاد محمد كوتيني مستثمر شريك بكافتيريا، بوجود شريحة كبيرة من المستهلكين تتوجه نحو المطاعم الصغيرة، لشراء المأكولات والوجبات السريعة، وبفضل الخطط الترويجية التي تتبعها المطاعم فإن هذه الشريحة في تزايد مستمر، مبيناً أن الطلب يكون على جميع الأصناف المقدمة.
وأوضح أن الأسعار متقاربة جداً بين مطعم وآخر، وربما يكون الفرق بسيطاً بحسب الخلطات الخاصة وحصرية الوجبة المقدمة، مبيناً أن المستهلك يعرف جيداً الوجبات المقدمة في قائمة الأطعمة بفضل «منيو الطعام» الذي يتم توزيعه على المنازل أو من خلال تصفح الزائر لبرشور المطعم، بالنسبة للمستهلك الجديد فهو يختار نوع الطعام حسب رغبته، ولكن المستهلكين الدائمين يختارون حسب تجاربهم السابقة وتقييمهم للطعم، ومعرفتهم بأسماء العناصر المقدمة.
وعلى مر الـ22سنة الماضية من عمر الكافتيريا، يذكر كوتيني أن مثل هذه الأنشطة الصغيرة تشهد تزايداً في الربح وكذلك الانتشار والتوسع، مؤكداً أن من أهم الأسباب كذلك لانتعاش هذا السوق الأسعار المخفضة والتي هي في متناول الجميع، فسعر السندويش الواحد لا يتجاوز الـ8 دراهم، وقيمة الوجبة كاملة تصل إلى 12 درهماً.

طريقة احترافية
ويبتكر انيش مهنت مالك كافيتريا أسلوباً جديداً في طريقة الشاي، باستخدام طريقة صب الشاي بطريقة احترافية وصبه في أكواب فخارية للزوار، مشيراً إلى أن الناس باتوا يفضلون تصوير الوجبات قبل تناول الطعام، مما ساهم في زيادة الإقبال على المطعم مع استقطاب عملاء جدد.
وبين انيش أن الطلب الكبير على المطاعم الصغيرة يعود لأسباب عدة، أهمها انخفاض السعر مقارنة بأسعار المطاعم الكبرى، بالإضافة للإتقان في إعداد الوجبات والمنافسة القوية، موضحاً أن السوق به حالياً العديد من المطاعم ولكل منها عملاء خاصون، ويصنف المواطنون كأكثر الأفراد ارتيادا لهذه المطاعم، ويأتي بعدهم الهنود والعرب، مبينا أن التشابه الثقافي بين العرب والهنود من حيث إعداد الطعام وتشابه الأصناف أوجد إقبالاً على المأكولات الهندية المعروفة مثل البراتا، والكرك، والتندوري.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©