السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

د. يحيى الشحي يكتب: الاقتصاد الدبلوماسي

د. يحيى الشحي يكتب: الاقتصاد الدبلوماسي
29 سبتمبر 2021 00:30

تستند زوايا الاتجاهات السياسية في عصرنا الحديث إلى مجموعة من تيارات المصالح ومراكزها الاقتصادية. العلاقة بين السياسة والاقتصاد معقدة ولا يمكن فصلها. وبناءً على ذلك، فإن فلسفته أبعد ما تكون عن المثالية وتأطيرها بهيمنة المركزية. 
لذلك، يشكل الاقتصاد السياسي المعاصر عباءة فضفاضة لمواصلة التنمية الدبلوماسية الاقتصادية التي يقوم عليها المجتمع الدولي بأسره في علاقاته وتجارته وشؤونه الداخلية.
جاء الاقتصاد كمفهوم قائم في الواقع على غياب الاعتبارات السياسية والاجتماعية، بينما أصبحت السياسة منهجاً وميزة تنافسية لها فيما يعرف بالاقتصاد السياسي. 
ومع ذلك، يبدو من الواضح أن خبراءها لا يتفقون على إطار محدد لمفهومها الأعمق، والذي يتم تحديده بعمق من خلال «مركزية المنفعة» عبر قضايا وملامح التجارة الدولية، والنظام النقدي الدولي، والتنمية الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات.
كقاعدة تحليلية، أن هناك علاقة توأمية بين الاقتصاد والسياسة. لقد مر الاقتصاد السياسي، كمفهوم وعلم، مع تطور النظام البشري وبيئة المركز الاقتصادي والتأثير السياسي. بل إنه يعبر بوضوح عن أنه ليس سوى اكتشاف وتنظيم لقوانين الإنتاج للرأسمالية في التجارة والعلاقات الدولية والصناعة، والتي تعتبر طبيعتها مركزية للإنتاج والتوجه السياسي. لقد أظهر واقعنا المعاصر، مدى فشل سياسات المجتمع الدولي في التعاون بشكل شامل تجاه القضايا العابرة للحدود مثل عدم التوازن المناخي والاقتصادي بين دول العالم. 
ناهيك عن الفوارق في الاستجابة والتعاون في مواجهة جائحة كوفيد -19، بطريقة منسقة، مع تأطيرها في جوانب عديدة من خلال الهيمنة الأحادية. نتيجة للاتجاهات السياسية التي دعت إلى تخزين السلع الأساسية ومنع تصدير المواد الغذائية والأدوية من الوصول إلى دول أخرى، وإذا حدث ذلك لكانت تكاليفها قد ارتفعت إلى مستويات غير معقولة.
وبالتالي، فإن الاقتصاد السياسي كما أصفه بالاقتصاد الدبلوماسي يقوم على المحتوى من حيث قدرتك على خلق واقعك السياسي الخاص بك على أساس قاعدتك الاقتصادية، سواء كانت قوية أو هشة. 
بمعنى آخر، إذا كانت لديك إمكانات اقتصادية قوية، فستجعل وضعك السياسي أقوى والعكس صحيح. تعتمد طريقة القيام بذلك على تأمين احتياجاتك الأساسية، وامتلاك ركائز أي صناعة، وبناء علاقات شراكة مع بيئتك العالمية.
لذلك، فهي تعبر عن كلا الجانبين. الاقتصاد هو كفاءتك الضرورية والعلمية والإنتاجية. 
والسياسة هي مسارات التنمية العميقة والشراكة المتبادلة لمحيطك الداخلي والخارجي. في الواقع، الذهب ليس ثروة طالما يتم تخزينه، بل ثروتك عندما يكون لديك طعامك وماؤك وطاقتك، يلبي احتياجات مجتمعك. من يملك الذهب قد يكون هو صاحب القرار، لكنه لا يملك بالضرورة ثروة الأمة وسيادتها ومصيرها.

باحث اقتصادي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©