الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نقص مخزون الغاز يهدد الإنتاج العالمي

دراجة بخارية تتزود بالغاز في محطة بالبرازيل (أرشيفية)
19 سبتمبر 2021 01:21

حسونة الطيب (أبوظبي) 

ربما ينتج عن طول فصل الشتاء في أوروبا وآسيا، ارتفاع في أسعار الغاز، بما يدفع بعض الشركات لتقليص معدلات إنتاجها، ومن ثم نقص المعروض من السلع. ويظل طلب الغاز الطبيعي، في زيادة مستمرة خلال عام 2021. وحذرت بريتش غاز، من أن يقود ذلك، لزيادة فواتير الاستهلاك المنزلي وإرغام الأعمال التجارية في بريطانيا وأوروبا، التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز، على خفض مستويات نشاطاتها.
تعتبر أسعار الغاز الطبيعي، مرتفعة بالفعل عند مثل هذا الوقت من السنة، بزيادة قدرها 5 أضعاف عما كانت عليه قبل سنتين. وتبرز بعض المخاوف، في أن تواجه الدول الأوروبية، مشاكل في إمدادات الغاز خلال موسم الشتاء المقبل، عندما يزيد الطلب، خاصة في ظل عجز شركات التوريد، عن ملء مستودعاتها خلال موسم الصيف. 
تثير تحذيرات بعض خبراء القطاع، احتمال مواجهة شتاءٍ قاسٍ، في حال أجبر ارتفاع الأسعار، الشركات الصناعية، على تقييد معدلات إنتاجها أو إغلاق المصانع، على خلفية انتشار الفيروس ومخاوف تجدد حالات الإصابة. 

 موارد متنوعة 
وتؤكد وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية، أن لدى المملكة المتحدة موارد متنوعة من إمدادات الغاز، إلا أن البلاد معرضة لتقلبات أسعار الغاز العالمية، ما يعني ضرورة إنشاء قطاع محلي قوي للطاقة المتجددة، بحسب فاينانشيال تايمز.
ظل الغاز الطبيعي، المستخدم لتوليد الكهرباء بجانب أغراض التدفئة والصناعة، في ارتفاع مستمر خلال العام الجاري حول أرجاء مختلفة من العالم. كما قضى طول فصل الشتاء في كل من أوروبا وآسيا، على مستويات التخزين، في حين تفضل الدول استخدام الغاز على الفحم، نظراً لقلة انبعاثاته الكربونية. 
دأبت بعض الدول الآسيوية، بما فيها اليابان والصين وكوريا الجنوبية، على استيراد كميات أكبر من الغاز الطبيعي المُسال، الذي يتم ترحيله بالناقلات، ما أسهم في عالمية سوق كانت تعتمد في الماضي، على خطوط الأنابيب والارتباط بالنفط فيما يتعلق بتحديد الأسعار. 

ارتفاع الطلب
لكن استمر ارتفاع الطلب خلال موسم الصيف، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في آسيا، الشيء الذي أدى لزيادة استخدام مكيفات الهواء، فضلاً عن الضغوط البيئية التي تواجهها العديد من الدول لخفض الاعتماد على الفحم. 
ومع أنه من الممكن أن يساعد قصر فصل الشتاء في انخفاض أسعار الغاز، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة فيما يختص بالإمدادات على المدى الطويل. وتعرضت روسيا، أكبر مصدر للغاز في أوروبا، لانتقادات بشأن خفض صادراتها هذه السنة، قبيل البدء في خط نورد ستريم 2 الذي يربطها مع ألمانيا. 
وفي أوروبا والمملكة المتحدة، تسبب الارتفاع في أسعار الكربون، الذي يقود أيضاً لارتفاع التكلفة بالنسبة للمرافق وقطاعات الصناعة، التي تستخدم أنواع غير نظيفة من الوقود، في زيادة الطلب على الغاز في بعض الأحيان. وارتفعت أسعار الغاز في منطقة اليورو، بنحو الضعف، بالمقارنة مع ما قبل جائحة «كورونا»، بينما تعتبر أسعار عقود الكربون في بريطانيا، عند مستويات مشابهة.
زيادة تكلفة المعيشة
شهدت الأسر البريطانية، زيادة في تكلفة المعيشة في أغسطس الماضي، عندما أعلنت سلطات الغاز، أن السعر الأقصى للغاز لنحو 11 مليون أسرة بعقود مختلفة، سيزيد بنحو 139 جنيها استرلينيا، لنحو 1.8 ألف جنيه في السنة. 
يقول فرانك أسكوف، مدير الطاقة والتغير المناخي في شركة الحديد البريطانية: «أصبح ارتفاع تكلفة الوقود، يشكل هاجساً كبيراً بالنسبة للقطاعات التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة. ويواجه قطاع الحديد بالفعل، منافسة غير متساوية في أسعار الكهرباء، بالمقارنة مع أوروبا، فضلاً عن زيادة سوء الوضع بسبب الزيادة الأخيرة في أسعار الغاز».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©