الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواجهة النفايات الطبية

محمد كركوتي
30 أغسطس 2021 01:40

لم ينتبه أحد في زحمة تفشي جائحة «كورونا» إلى جوانب أخرى سلبية من هذا الوباء. مع اضطرار الناس إلى وضع الكمامات على وجوههم، حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين، تبين أن الكمامات التي تستخدم لمرة واحدة، ترفع من مستوى الأضرار على البيئة العامة. لماذا؟ لأنها تنتج نفايات لا تقل عن 7300 طن يومياً. والحق أن إمارة أبوظبي تصدرت الساحة العالمية في نوفمبر العام الماضي، بتجديد قرارات وإصدار أخرى خاصة بمعالجة النفايات الطبية بشكل عام، وتلك التي ترتبط بالجوائح والأزمات الصحية العامة. فقد أورد تعميم لدائرة الصحة أطر التعامل والمعالجة والتخلص من النفايات الناتجة خلال الأوبئة والجوائح. وأدت هذه القرارات بالفعل إلى سد أي ثغرة في هذا المجال، بما في ذلك التعامل مع الكمامات التي تُستخدم لمرة واحدة.
المشهد على الساحة العالمية لا يزال ضبابياً في هذا الميدان، ولم تظهر توجهات عملية، تضمن تقليل الأضرار الناجمة عن رمي أطنان من الكمامات في القمامة يومياً، ناهيك عن التسيب في بعض البلدان الذي يؤدي في حالات عديدة إلى إلقاء الكمامات المستعملة في الشوارع! ولا شك في أن اللجوء إلى الكمامات ذات الاستخدامات المتعددة، سيسهم بقوة في حماية البيئة من أي تلوث، يضاف إلى ذلك أن تكاليفها ستكون أقل. وهذا ما تدفع إليه المؤسسات المعنية في البيئة هنا وهناك، وهي تحاول أن تنشر ما يمكن وصفه بـ «ثقافة التعامل مع الأوبئة والأمراض»، وتوفير أكبر حماية من المخلفات التي لابد من وجودها، بما في ذلك طرق التخلص من الأدوية غير المرغوب فيها.
وهذا ينطبق حتى على الكمامات التي يستخدمها الأطباء ومساعدوهم والممرضون في كل الأوقات. فمن الناحية الاقتصادية ستوفر العيادات والمستشفيات أموالاً، عبر طرح كمامات للوجه يمكن استخدامها لمرات عدة. بل هناك مشروع الآن يستهدف الكمامات ذات الاستخدام لمرة واحدة، بحيث يمكن تعقيمها وارتداؤها مرة بعد أخرى. التكاليف البيئية والمالية ستكون أقل، بينما ستتكرس ثقافة التعامل عالي الجودة في كل الحالات الصحية. حتى إن معهد «ماساشوسيس» الأميركي للتكنولوجيا قدم مؤخراً دراسة، تظهر بوضوح كيفية خفض الآثار المالية والبيئية، لاستخدام أنواع محددة من الكمامات. وتوصلت الدارسة إلى أن الاستخدام المتعددة للكمامات في الساحة الطبية سيقلل الأضرار الناجمة عنها مالياً وبيئياً بنسبة 75%، وذلك بعد أن احتسبت التعامل بكمامة جديدة مع كل مريض.
ومن مشاكل استخدام الكمامات لمرة واحدة أن المواد التي تصنع منها تستغرق وقتاً طويلاً جداً للتحلل، وذلك وفق الباحثين في المعهد الأميركي المشار إليه. الأمر الذي يرفع من أخطار نشر الجراثيم، خصوصاً في بعض البلدان التي لا تراعي الطرق المثلى للتخلص من كل النفايات الطبية، وفي مقدمتها الكمامات. تكفي الإشارة إلى أن استخدام العاملين في المجال الطبي في الولايات المتحدة كمامة وجه جديدة، عند فحص كل مريض، يرفع عدد الكمامات المستخدمة إلى 7.4 مليار كمامة، بتكلفة 6.4 مليار دولار!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©