الذهب في الإمارات يزداد بريقاً

 مصطفى عبد العظيم (دبي) سجل الطلب الاستهلاكي على الذهب في دولة الإمارات خلال الربع الثاني من العام 2021 ارتفاعاً قوياً، بلغت نسبته 320%، ليصل إلى 8.8 طن مقارنة مع 2.1 طن في الربع الثاني من العام 2020، وفقاً لأحدث بيانات مجلس الذهب العالمي. وأظهرت البيانات ارتفاع الطلب على الحلي والمجوهرات خلال الربع الثاني من هذا العام ليصل إلى 7.3 طن، مقارنة مع 1.3 طن، بارتفاع نسبته 300%، فيما سجل الطلب على العملات والسبائك ارتفاعاً بنسبة 71%، ليصل إلى 1.4 طن مقابل 0.8 طن في الربع المماثل من العام الماضي. ووفقاً للبيانات النصف سنوية، ارتفع الطلب الاستهلاكي بنسبة 45.5% ليصل الإجمالي إلى 19.5 طن في النصف الأول من العام الجاري، مقابل 13.4 طن في النصف الأول من العام الماضي، وارتفع كذلك الطلب على الحلي والمجوهرات من 10.8 طن، إلى 15.6طن، بنمو قدره 44.4%، فيما ارتفع الطلب على العملات والسبائك بنسبة 42% ليصل إلى 3.7%. وأفاد تقرير مجلس الذهب العالمي حول توجهات ومستويات الطلب على الذهب عالمياً بارتفاع الطلب على الذهب ليصل إلى 955.1 طن خلال الربع الثاني من 2021، بزيادة قدرها 9% عن الربع الأول من عام 2021، ليقترب من مستوى الطلب المسجل في الفترة المماثلة من العام الماضي (960.5 طن).

وأشار التقرير إلى أن معظم المؤشرات التقليدية للشراء الاستهلاكي للذهب ما بين شهري أبريل ويونيو، كانت إيجابية. حيث شهدت السبائك والعملات - وهي فئة من منتجات الذهب يشتريها بأغلبية ساحقة مستثمرو التجزئة - مكاسب على أساس سنوي للربع الرابع على التوالي، حيث تم شراء 243.8 طن خلال فترة الثلاثة أشهر.

وبحسب التقرير، اشترى المستهلكون مجوهرات ذهبية بوزن إجمالي يبلغ 390.7 طن - بزيادة قدرها 60% عن نفس الربع العام الماضي، بينما كان المستهلكون ومستثمرو التجزئة يقومون بالشراء مجدداً، كانت مشتريات المستثمرين المؤسسيين أقل اتّساقاً. حيث لم يكن هناك سوى تدفقات داخلة صافية متواضعة تبلغ 40.7 طن خلال الربع الثاني إلى صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب - وهي الأدوات المالية المدعومة بالذهب التي غالباً ما تكون «تقلبات» تدفقها مدفوعةً من قبَل المشترين المؤسسيين.

وقد عوّضت هذه التدفقات الداخلة جزئيًا التدفقات الخارجة الكبيرة التي شهدتها الصناعة في الربع السابق، مما يجعل عام 2021 أول عام منذ 2014 يشهد صافي تدفقات خارجة في الأشهر الستة الأولى من العام. وأفاد التقرير أن البنوك المركزية واصلت شراء الذهب طوال الربع الثاني من هذا العام، حيث نما احتياطي الذهب العالمي بمقدار 199.9 طن في الربع الثاني. توقعات النصف الثاني يقدّر مجلس الذهب العالمي بأن الطلب على المجوهرات يمكن أن يتراوح بين 1600 و1800 طن في هذا العام، وهو أعلى بكثير من مستويات 2020، ولكن أقل من متوسط الخمس سنوات، ومن المفترض أن يتراوح الطلب على الاستثمار في المنطقة بين 1250 و1400 طن - وهو أقل بقليل من العام الماضي، ولكن يتماشى مع متوسط العشر سنوات. ورجح المجلس في تقريره أن تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب على أساس صافي في عام 2021 بنفس معدل 2020 أو أعلى منه، ومن المتوقع أن يزداد المعروض من الذهب في عام 2021 زيادةً متواضعةً مقارنةً بالعام السابق.

وقالت لويز ستريت، كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي: «مع استمرار الانتعاش الاقتصادي العالمي، تشجعنا برؤية عودة طلب المستهلكين، مع نمو قوي على أساس سنوي في المجوهرات، ولكن الاستثمار هو صورة أكثر تعقيداً، فعلى الرغم من وجود أدلة على الشراء الاستراتيجي من الأفراد والمؤسسات، كان للمستثمرين التكتيكيين تأثير أكثر تفاوتاً في النصف الأول من العام. وقد لوحظ هذا جزئياً من خلال صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب حيث أدت التدفقات الداخلة في الربع الثاني إلى تقليل آثار عمليات البيع بأسعار مخفضة في الربع السابق. وأضافت بالنظر إلى المستقبل، نتوقع تحسناً مستمراً في عناصر الطلب للمستهلكين لبقية العام. وعلى الرغم من أن صناديق المؤشرات المتداولة لن تكرر على الأرجح الأداء القياسي الذي حققته عام 2020، فإن الحاجة إلى تحوطات فعالة من المخاطر وبيئة المعدلات المنخفضة المستمرة تدعم وجهة نظرنا بأن المستثمرين سيزيدون من مخصصاتهم الاستراتيجية طوال بقية العام».