عدد اليوم
يوسف العربي (أبوظبي)
تبني أبوظبي قاعدة صناعية عالمية وتعرف طريقها لتحقيق ذلك الهدف، بحسب شركة «جندال سو جلف» العالمية التي تتخذ من مدينة أبوظبي الصناعية مقراً لها.
وقال نيراج كومار، الرئيس التنفيذي لمصنع «جندال سو جلف» إن تركيز أبوظبي على التطوير والتصنيع سيعزز القوة المالية ويحافظ على الأداء القوي لقطاع البنية التحتية على المدى الطويل على عكس بعض البلدان التي تقوم بتوزيع عائدات النفط على الخدمات.
وأكد كومار أن المناطق الصناعية في أبوظبي تعتبر المحفز لبناء بيئة أعمال لكبار المستثمرين والصناعات الثقيلة كما تسهم في تدفق الاستثمارات الكبيرة داعياً إلى منح الشركات العاملة في مجال الصناعات الكبيرة المزيد من الحوافز على صعد جديدة مثل منحهم أسعار شحن مخفضة لتعزيز تنافسيتها في السوق العالمية.
أهمية استراتيجية
أكد نيراج كومار، الرئيس التنفيذي لمصنع «جندال سو جلف» أن المصنع يعد واحداً من أكبر منشآت حديد «الدكتايل» في منطقة الشرق الأوسط والذي يستخدم بشكل أساسي في تصنيع أنابيب نقل المياه. وقال إن تواجد المصنع في مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد» يكتسب أهمية استراتيجية لتلبية الطلب المحلي والإقليمي القوي على هذه المنتجات.
ولفت إلى أن الشركة تلقت دعماً كبيراً من «زونزكورب» و«أيكاد» كما استفادت الشركة من الموقع الجغرافي المميز في قلب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح أن الشركة اختارت أبوظبي لتأسيس المصنع عام 2010 باعتبار المدينة مركزاً صناعياً نظراً لتوافر البيئة المشجعة على الاستثمار بشكل عام والاستثمار الصناعي على وجه الخصوص.
وقال إن الشركة منذ بدأت الإنتاج عام 2013 وعلى مدار السنوات السبع الماضية تحقق إنتاجاً سنوياً بقيمة مليار دولار، فيما بلغ إجمالي الاستثمار 200 دولار م وهو ما يعد واحداً من أكبر الاستثمارات من قبل شركة أجنبية في أبوظبي.
تصدير المنتجات
وأضاف كومار أن الشركة حققت أداءً رائعاً خلال العام الماضي على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورنا حيث تجاوز الإنتاج 200 ألف طن متري وتتجه الشركة خلال العام الحالي لتجاوز 250.000 طن متري من الإنتاج والتسليم.
وقال إن منتجات «مصنع جندال سو» تنطلق من أبوظبي إلى مختلف أرجاء العالم من شمال النرويج، وشرق أستراليا، وغرب البرازيل، حيث يجوب المنتج أنحاء العالم حاملاً شعار صنع في الإمارات.
وقال إن منتجات الشركة تصل حالياً إلى 33-35 دولة في وقت واحد كما يتم تلبية احتياجات السوق المحلية لاسيما في أبوظبي ودبي حيث تقومان بتطوير نظام المياه الخاص بهما.
وقال كومار إنه يتم استقبال ملصق صنع في الإمارات في مختلف أسواق العالم بشكل رائع حيث ارتبط هذا الشعار بمعايير الجودة.
منافسة قوية
وفيما يتعلق بالمنافسة قال إن سوق أنابيب الحديد يشهد منافسة قوية لاسيما مع الواردات الصينية والتركية والهندية إلا أن هذه المنافسة لا تزال ضمن إطارها الصحي الذي يخدم نمو السوق وتطور المنتجات من دون الانحدار بالأسعار إلى مستويات غير فنية.
وأوضح أنه عند العمل في بيئة تنافسية ستعمل دائمًا على تحسين جانب الجودة وجانب التكلفة وستكون في مكان تريد أن تقدم فيه أداءً أفضل، وبالتالي، تساعد المنافسة دائمًا على التطور والنمو أكثر كما أنه يفيد العميل على مستوى الأسعار.
وحول الاستراتيجية التسويقية للشركة في ظل التركيز على مشاريع البنية التحتية قال كومار: ينصب تركيزنا الأول على إرضاء العميل ونيل ثقته، مما يعني جودة المنتج والتسليم في الوقت المحدد، بأسعار تنافسية ضمن عمليات خالية من المتاعب.
تحديات كوفيد- 19
وقال كومار إن جائحة كورونا أحدثت تحديات ملموسة على صعيد عمليات الشحن على المستوى العالمي مما أدى إلى اضطراب في الطريقة التي يتم جلب المواد الخام بها وبمرور الشهور الأولى من الجائحة تم التغلب على جميع التحديات وتم تجاوز هذه المرحلة بمزيد من القوة المالية.
وفيما يتعلق بأداء قطاع البنية التحتية في أبوظبي وتوقعاته للسنوات العشر المقبلة قال كومار: إن تركيز أبوظبي على التطوير والتصنيع سيبقي القوة المالية لأبوظبي وسيحافظ على أدائها القوي لفترة طويلة جدًا على عكس بعض البلدان التي تقوم بتوزيع عائدات النفط على الخدمات.
ولفت إلى أن أبوظبي تخطط لبناء قاعدة صناعية عالمية وتعرف طريقها لتحقيق ذلك الهدف. وقال إن أبوظبي وأيكاد توفران بيئة مواتية للغاية لجذب استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة، ما يؤسس لاقتصاد قوي ومستدام مدعوم بصناعة قوية جدًا.
وتعد المناطق الصناعية في أبوظبي المحفز لبناء بيئة أعمال لكبار المستثمرين والصناعات الثقيلة كما تسهم في تدفق الاستثمارات الكبيرة، داعياً إلى منح الشركات العاملة في مجال الصناعات الكبيرة المزيد من الحوافز على صعد جديدة مثل منحهم أسعار شحن مخفضة لتعزيز تنافسيتها في السوق العالمية. ولفت إلى أن هذه الخطوة مهمة لشركات تقوم باستيراد معظم المدخلات والمواد الخام وتصدير معظم الإنتاج. وقال إن السماح بملكية الأجانب لـ100% من المنشآت الصناعية، خطوة رائعة ستسهم في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، وسيأتي الاستثمار الأجنبي المباشر بالتزامن مع تطبيق هذه الخطوات المهمة.
ولفت إلى أهمية تركيز النظام المصرفي على تقديم خدماته للصناعة والاستثمارات حيث تركز معظم البنوك في تلك المنطقة بشكل أكبر على التجارة، مشيداً بالخطط المزمع اتخاذها من قبل مصرف الإمارات للتنمية على هذا الصعيد. وفيما يتعلق بخطط التوسع قال كومار إنه بحلول مارس 2021 سيتم رفع الطاقة الإنتاجية من 200 ألف إلى 250 ألف طن، كما أن الشركة مستعدة لزيادة الاستثمارات في أبوظبي، وجلب المزيد من الأشخاص إلى أبوظبي واستخدام المزيد من التكنولوجيا.
استقطاب المواهب
وفيما يتعلق بالتوطين في قطاع الصناعات الثقيلة قال كومار أن الشركة تتطلع لاستقطاب المواهب المواطنة في هذا المجال لكن ندرة المتخصصين في هذا المجال تحول دون تحقيق ذلك.
ولفت إلى أن صناعة الأنابيب الحديد صناعة متخصصة للغاية حيث يجب على الناس التعامل مع المعدن الساخن، وهذا يتطلب تدريبًا مكثفًا للغاية ونظرًا لأن لدى «جندال سو» منشأة كبيرة جدًا في الهند، يتم جلب العاملين والمتخصصين منها فإنه أكد أن الشركة تتطلع إلى توظيف المواطنين الذين لديهم الرغبة والاستعداد للعمل الجاد في ظل ظروف صعبة.
تمثل شركة جندال سو جلف المحدودة الذراع الصناعية لمجموعة أو بي جندال الهندية في منطقة الشرق الأوسط وهي أكبر شركة لتصنيع الحديد في الهند وتبلغ قيمتها 18 مليار دولار. وقد انطلقت بمصنع واحد للإسمنت ثم توسعت أعمالها في أبوظبي حتى تجاوزت استثماراتها الـ200 مليون دولار وتضم حالياً مصانع لإنتاج أنابيب الحديد والسبائك. وعلى مدى 10 سنوات رسخت جندال سو جلف مكانتها في الإمارات العربية المتحدة بدعم من المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة عبر عدة قطاعات صناعية واستطاعت تحقيق تنوع مهم في الإنتاج. وتتمحور رؤية الشركة في التصنيع حول تحقيق التنمية المستدامة في كافة المناطق التي تعمل بها في دولة الإمارات العربية المتحدة ما يميز أعمال الشركة ومنتجاتها ويعزز تميزها.
وتستخدم الأنابيب التي تصنعها جندال في تمديدات المياه والغاز والوقود لسكان المدن الكبيرة بكفاءة وبطريقة عملية وصديقة للبيئة وبما يساهم في توفير الطاقة. ولا تكتفي جندال سو جلف بالنجاح الحالي الذي حققته في أسواق الإمارات العربية المتحدة وخارجها حيث تعمل باستمرار على اغتنام فرص التوسع وتطوير منتجاتها ومثال ذلك المشروع الضخم الذي ينفذه فرع شركة جندال اي تي اف. ويفتح آفاقاً جديدة لأعمال الشركة وينقلها إلى مجالات النقل والمياه والصرف الصحي وغيرها.
