عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
يعاند الحزبان الديمقراطي والجمهوري أحدهما الآخر، وتتعثر مشروعات الإدارة الأميركية الجديدة، وينشط متحور دلتا فترتفع حالات الإصابة به، ولا يبدو أن كل ذلك يؤثر في سوق الأسهم الأميركية، حيث أنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات الأسبوع فوق مستوى 35 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه، وتبعه مؤشرا إس آند بي 500 وناسداك ليواصلا تسجيلهما للمستويات القياسية الجديدة.
وفي نهاية أسبوع لم تكن بدايته مبشرة بعد تسجيل المؤشرات الرئيسية خسائر في أول أيامه، يوم الاثنين، سيطر اللون الأخضر على الأسهم المكونة لتلك المؤشرات، ليرتفع داو جونز بنسبة 0.68% في رابع يوم من الارتفاعات على التوالي، وليصل بمكاسبه منذ بداية العام الحالي إلى 14%. وحقق المؤشر الأشهر على مستوى العالم الألف نقطة الأخيرة في فترة تقل عن مائة يوم، بعد أن تجاوز 34 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه منتصف شهر أبريل الماضي.
وبعد خسارة مؤشر داو جونز أكثر من سبعمائة نقطة خلال تعاملات يوم الاثنين، تجاوزت الأسهم الأميركية أحزانها في الأيام الأربعة التالية، بدافع من نتائج أعمال الشركات القوية، ليتوالى تحقيق المؤشرات لمستويات قياسية جديدة، شهد العام الحالي منها ما يقرب من مائة. وخلال تعاملات يوم الجمعة، بلغت مكاسب مؤشرا إس آند بي 500 وناسداك 1%، وتجاوزت 2% في الأسبوع للمؤشرات الثلاثة.
ولم تتخلف السندات عن ماراثون الارتفاعات بعد انخفاض العوائد التي يطلبها المستثمرون، لتُنزل الطمأنينة عليهم وتبعث للجميع برسالة مفادها أن معدل التضخم لن يبقى على ارتفاعه، وأنه لن يكون على المواطنين التعايش معه لفترات طويلة كما حدث في السبعينيات والثمانينيات.
وبعد إعلان نتائج الربع الثاني من العام لما يقرب من 25% من الشركات التي يشملها مؤشر إس آند بي 500، بدا واضحاً أن ما يمنح أسعار الأسهم قوة الدفع إلى أعلى حالياً هو أرباح الشركات، خاصة في ظل حالة «الانتظار والترقب» التي يتبعها بنك الاحتياط الفيدرالي، البنك المركزي الأميركي، خلال الفترة الأخيرة. وأظهر 88% من الشركات التي أعلنت نتائجها عن الفترة تحقيق أرباح تتجاوز التوقعات، وهي أعلى نسبة يشهدها المؤشر منذ عام 2008 الذي شهد أسوأ فترات الأزمة المالية العالمية. وتشير توقعات ريفينيتيف، التي توفر بيانات الأسواق المالية، إلى تحقيق شركات المؤشر نمواً في أرباحها خلال الربع الثاني من العام بمعدل 76% ، ليكون أفضل معدل نمو للربحية منذ عام 2009.
ورغم التحديات التي واجهتها الشركات خلال عام الجائحة والشهور التي تلته، أظهرت نتائج الأعمال الصادرة مؤخراً ارتفاع هامش الربح لديها خلال الربع الثاني من العام، ليصل في المتوسط إلى 12.8%، وهو ما يعد أعلى من النطاق التاريخي له، وفقاً لمؤسسة إس آند بي جلوبال لتحليل البيانات.
