الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز الطبيعي يدفع عجلـة الصناعة المحلية

الغاز الطبيعي يدفع عجلـة الصناعة المحلية
18 يوليو 2021 02:00

سيد الحجار (أبوظبي)

منذ فترة ليست ببعيدة، كان يتم حرق الغاز الناتج من عمليات استخراج النفط بالإمارات في الهواء باعتباره منتجاً ثانوياً معدوم الفائدة، ولكن بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، تم تأسيس شركة أدنوك لمعالجة الغاز «جاسكو سابقاً» في عام 1978 للاستفادة والحفاظ على احتياطي الدولة الهائل من الغاز الطبيعي، والمساهمة في دفع عجلة الصناعة والنمو الاقتصادي بالدولة. 
يعد الغاز الطبيعي من المواد الخام المهمة اللازمة للقطاع الصناعي، حيث يعمل كمصدر أساسي للطاقة للعديد من العمليات الصناعية. واليوم تسهم أدنوك لمعالجة الغاز بدور استراتيجي في عمليات سلسلة قيمة الغاز في دولة الإمارات، وفي توليد الكهرباء وتحلية المياه محلياً من خلال قدرتها الإنتاجية البالغة 8 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم، أي ما يكفي لتلبية حاجة الدولة من الغاز لمدة 9 أيام. وتعمل أدنوك لمعالجة الغاز على تحويل الغاز الطبيعي إلى طاقة ليساهم في توليد الكهرباء وتحلية المياه، كما تقوم أيضاً بتشغيل أكثر من ثلثي القطاع الصناعي في الدولة مثل مصانع الصلب والألمنيوم.

قيمة محلية
وقال الدكتور سيف سلطان الناصري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك لمعالجة الغاز: «بالإضافة إلى معالجة الغاز في الدولة ليتم تحويله إلى الطاقة اللازمة لتشغيل المرافق وتصنيع المواد الأولية للصناعة، فإننا نعمل على توفير قيمة مستدامة لوطننا في كل ما نقوم به، وبالتركيز على العمل مع الموردين المحليين، استطعنا إعادة توجيه 1.6 مليار درهم إلى اقتصاد دولة الإمارات في عام 2020 ونستمر في تنمية مساهماتنا في برنامج القيمة المحلية المضافة».
وتعمل منتجات أدنوك من الغاز الطبيعي على تغذية الصناعات الوطنية، وتدعم صناعات الألمنيوم والأسمنت والصلب والأسمدة والمواد الخام الكيماوية وقطاع المياه والكهرباء.  وتضم قاعدة عملاء أدنوك لمعالجة الغاز في قطاع الصناعة في دولة الإمارات، شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وحديد الإمارات وأركان.
وتدير أدنوك لمعالجة الغاز، من خلال مصانعها التي تقع في منطقة الظفرة التابعة لإمارة أبوظبي، أكثر من 30 منشأة مختلفة (26 خطاً لمعالجة الغاز، وتتم تجزئة الغاز المعالج (أو تفتيته) في 4 خطوط في الرويس) وشبكة أنابيب تمتد لمسافة تزيد على 3260 كيلومتراً.

قيادات إماراتية
وبلغت نسبة التوطين في القيادات الإماراتية بأدنوك لمعالجة الغاز أكثر من 81%، ويشغل أكثر من 75% من إجمالي القوى العاملة في الموقع مناصب فنية، كما يتم الاستثمار في تحقيق التوازن بين الجنسين، سواء من حيث ترقية النساء ذوات القدرات العالية في مناصب قيادية أو زيادة عدد النساء اللاتي يشغلن وظائف فنية.
ومن غرفة التحكم الرئيسية في الرويس، قال المهندس ناصر سيف البوسعيدي نائب أول رئيس العمليات: نستلم الغاز الخام ونعالجه في منشآتنا ونصنع منه منتجات متعددة، وبعد ذلك يتم إرسال تلك المنتجات لمجموعة من العملاء تتضمن، شركة مياه وكهرباء الإمارات، وشركة الإمارات للصناعات الحديدية، والإمارات العالمية للألمنيوم، والعديد من الشركات الأخرى، بالإضافة إلى شركات أدنوك الأخرى العاملة في مجال التكرير والتسويق.
وأضاف: «أدنوك لمعالجة الغاز هي واحدة من أكبر شركات معالجة الغاز في العالم وأكثرها تكاملاً، حيث نقوم بتشغيل 6 مصانع لمعالجة الغاز، تتكون من 26 خطاً لمعالجة الغاز تحت مظلة واحدة، ويتم تجزئة الغاز المعالج (أو تفتيته) في 4 خطوط في الرويس، قبل تسليم المنتجات إلى عملائنا المحليين والدوليين، إضافة إلى ذلك، هنالك مصنعان لإنتاج الكبريت المُحبب (والذي يقوم بتحويل الكبريت من منتج سائل لمنتج صلب ليسهل نقله والتعامل معه) مع مخازن متكاملة ومحطتين لتجهيز الكبريت للشحن، كما يلبي مصنع الرويس حاجة جهات أخرى ضمن مجموعة أدنوك.»

سلسلة القيمة
وأوضح المهندس أحمد صالح، مدير عمليات مصنع الرويس، أن المصنع يلعب دوراً مهماً في عمليات التكرير والمعالجة والتسويق وصناعة سلسلة القيمة من خلال تمكين التوسع في صناعة البتروكيماويات.
وقال: نقوم هنا، بتقديم منتجات الغاز لشركات أدنوك التابعة للصناعات البتروكيماوية، مثل بروج، وفرتيل، وأدنوك للتكرير، وسنعمل أيضاً على تمكين شركة «تعزيز»، التي من المقرر أن تصبح محفزاً للنمو داخل المنطقة الصناعية الكيماوية في الدولة.
وأضاف: من الغاز الطبيعي، ننتج العديد من منتجات الغاز التي تُستخدم في صناعة الوقود والبلاستيك والأسمدة وعدد لا حصر له من المنتجات الاستهلاكية التي تستخدم يومياً كالحقائب والزجاجات البلاستيكية، وأدوات المكياج، وغاز الطبخ وغيرها الكثير من المنتجات، كما أننا أيضاً نعد من أحد أكبر منتجي الكبريت في العالم، والذي يعد عنصراً حيوياً في صناعة الأسمدة وبالتالي دعم إمدادات الغذاء في العالم.

الغاز المعالج
فيما أوضحت المهندسة ثريا عبد الله الهنائي، قائدة فريق الموثوقية في حبشان، أنه في مجمع مصانع حبشان يتم معالجة 80% من إجمالي إنتاج الشركة من الغاز المعالج، معربة عن سعادتها بالعمل بين عدد متزايد من النساء العاملات في المواقع وفي الخطوط الأمامية.

خطوط أنابيب
بدوره، قال المهندس محمد الهاشمي نائب أول للرئيس التنفيذي لتخطيط الإنتاج والنقل بالإنابة في أدنوك لمعالجة الغاز، والمسؤول عن شبكة الأنابيب الممتدة في الدولة:«يبلغ طول شبكتنا من خطوط الأنابيب 3260 كيلومتراً، وللتوضيح، فإن هذه المسافة تعادل تقريباً رحلة جوية بالطائرة من أبوظبي إلى أثينا، وخلال عام 2020 كان الحجم الإجمالي لما نقل عبر خطوط أنابيبنا هو 1.94 تريليون قدم مكعب، وهو ما يعادل 5000 شاحنة تنقل الغاز المعالج يومياً لمدة عام كامل.»
وأضاف: تعد هذه الخطوط بمثابة الأوردة والشرايين لنظام الغاز في الدولة، وتوفر أكثر وسائل النقل أماناً وفعالية وصديقة للبيئة لنقل كميات كبيرة من الغاز ومنتجاته إلى عملائنا. وتابع قائلاً: يقوم الغاز لدينا من تمكين توليد الطاقة أيضاً، وبدءاً من توفير الإضاءة للمنازل وتحلية المياه، فإن الغاز الذي ننتجه تتم الاستفادة منه في كل جانب من جوانب حياتنا العصرية.

إمدادات موثوقة ومستدامة
وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» الشهر الماضي، اتفاقيتين طويلتي الأجل لبيع الغاز الطبيعي مع اثنتين من الشركات الصناعية الرائدة في الإمارات، وهما شركة «حديد الإمارات»، أكبر شركة متكاملة لإنتاج الحديد في دولة الإمارات، و«أركان لمواد البناء» في أبوظبي.
وتؤكد الاتفاقيتان التزام أدنوك بتوفير إمدادات موثوقة ومستدامة من الغاز الطبيعي لتمكين ودعم قطاع الصناعات المحلية ودفع عجلة النمو والتنويع الاقتصادي في الإمارات، كما تعكس الاتفاقيتان دعم أدنوك لاستراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «اصنع في الإمارات» وسعيها الدائم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات في إطار استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي. وبموجب شروط الاتفاقيتين، ستقوم أدنوك بتوريد الغاز الطبيعي لشركتي «حديد الإمارات» و«أركان» على مدى السنوات العشر المقبلة لدعم الطلب المتزايد على الطاقة والمواد الخام من القطاع الصناعي في أبوظبي. ويعتبر الغاز الطبيعي من المواد الخام المهمة اللازمة للقطاع الصناعي، حيث يعمل كمصدر أساسي للطاقة للعديد من العمليات الصناعية، وتمتلك أدنوك طاقة إنتاجية تقدر بـ 11 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميًا وأكثر من مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الحامض يومياً، ويتم توريد الكثير من هذا الغاز للعملاء في دولة الإمارات، وتوفر أدنوك حالياً أكثر من ثلثي احتياجات القطاع الصناعي المحلي من الطاقة، بما يسهم في دعم وتمكين نمو الصناعات المحلية.

مصدر نظيف
أوضح المهندس أحمد العبري، نائب أول الرئيس التنفيذي للمشاريع والشؤون الفنية بالإنابة: بما أن الغاز يعتبر مصدراً نظيفاً ووفيراً للطاقة، نؤمن أن عمليات معالجة الغاز في أدنوك ستستمر طويلاً، لتظل بمثابة القوة الدافعة لنمو وطننا وازدهاره في المستقبل، وكمحفز للتغيير، تلعب التكنولوجيا أيضاً دوراً حيوياً بالنسبة لنا في تحويل جزيئات الغاز القيّمة إلى أنواع وقود جديدة في المستقبل، ومنها الهيدروجين والأمونيا. 
وأضاف: ستساعدنا التكنولوجيا في تعزيز الكفاءة والموثوقية في كل جانب من جوانب عملياتنا والربط بين موظفينا بطرق لم نكن نقوم بها من قبل، كما أننا نسخر أيضاً القوة الكاملة للتكنولوجيا لجعل عملياتنا أكثر كفاءة عن طريق استخدام الكربون لتقليل الانبعاثات، ونؤكد التزامنا التام لدعم «أهداف أدنوك للاستدامة 2030»، ومن بين هذه الأهداف خفض كثافة انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 25%، وتقليل استهلاك المياه العذبة إلى أقل من 0.5% من إجمالي كميات المياه التي نستخدمها بحلول العام 2030. 
 وأضاف: سنواصل أيضاً الحفاظ على الريادة في برنامجنا لإدارة المياه، والذي يهدف إلى تقليل استهلاك المياه العذبة في مواقعنا. ويظهر ذلك جلياً في العام 2020، حيث وفرنا خلاله 1.1 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، وذلك عن طريق إعادة تدوير المياه في جميع مواقع أدنوك لمعالجة الغاز.

اكتشافات جديدة
برزت مكانة الإمارات الرائدة في مجال الغاز الطبيعي، مع توالي الاكتشافات الجديدة خلال الفترة الأخيرة.
وفي نوفمبر 2019، أعلن المجلس الأعلى للبترول، عن اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي تقدر بـ7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ليضع الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية، بإجمالي احتياطيات بلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، فضلاً عن إعلان المجلس عن اكتشاف موارد غاز غير تقليدية قابلة للاستخلاص تقدر بـ160 تريليون قدم مكعبة قياسية.
ومطلع العام الماضي تم الإعلان عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة - أبوظبي، وجبل علي- دبي، بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، ضمن المشروع المشترك الذي أُطلق عليه اسم «مشروع جبل علي»، فضلاً عن إعلان مؤسسة نفط الشارقة الوطنية «سنوك»، عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي والمكثفات في الإمارة تحت مسمى «محاني» بمعدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©