عدد اليوم
على إيقاع الانعكاسات المناخية نتيجة اتساع بقعة الغازات الدفيئة، يتم توجيه الجهود الدولية باهتمام كبير نحو استبدال مصادر الطاقة التقليدية. بالنظر إلى الجهود المبذولة لتحويل الطاقة على نطاق واسع، فإن القطاع الزراعي لا يقل أهمية عن التحول واسع النطاق من الزراعة الصناعية إلى قطاع الإثراء الغذائي.
اليوم، الممارسات الزراعية للصناعة والتطبيقات الكيميائية والتعديل الوراثي لأنشطتها متشابكة، وليس كما كانت من قبل. اتسع نطاق إزالة الغابات على نطاق واسع كطريق لتحقيق أقصى قدر من المنتجات من اللحوم ومنتجات الألبان والدواجن والأخشاب والألياف والوقود الحيوي، مع انتشار المحاصيل غير الغذائية.
في البحر، مع سفن الصيد العملاقة المجهزة بشبكات ميكانيكية، والأجهزة التي تسمح بأساليب عالية التقنية، يتم صيد الأسماك بما يتجاوز معدل تكاثرها. لذلك في ضوء ما سبق، تتولد باستمرار العديد من الملوثات والكائنات المعدلة وراثيًا ومبيدات الآفات والمخلفات الكيميائية. وبالتالي، تتسرب إلى المياه السطحية والجوفية، وتتلف وتدمر التربة والموارد الطبيعية والإمدادات الغذائية المتعددة نتيجة للتدخل في السلوك الإنتاجي والاستهلاكي.
وفي سياق الممارسات، يأتي ربع الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة من قطاع الزراعة وقد تصل إلى النصف إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة للحد من آثارها على مدى العقدين المقبلين. تتطلب الثروة الحيوانية قدرًا كبيرًا من الموارد وهي مسؤولة عن حوالي 15 بالمائة من الانبعاثات، والتي تمثل تقريبًا جميع وسائل النقل العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يصل إلى 8 في المائة من الانبعاثات ناتجة عن إزالة الغابات وزراعة المحاصيل غير الغذائية، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن تحقيق الأمن الغذائي للبشرية، حيث إن ثلث الغذاء المنتج عالميًا يستهلكه عشرات المليارات من الحيوانات نتيجة التكاثر على الأرض. من ناحية أخرى، هناك مليارات في العالم يعانون من الجوع والسمنة وزيادة الوزن مجتمعين. من الناحية التحليلية، يتطلب التحول التغذوي الواسع النطاق استعادة الأسس في أنماط الإنتاج والاستهلاك، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام التكنولوجيا الزراعية الذكية مناخيًا ومن خلال مجموعة من السياسات الداعمة، من خلال استبدال البروتينات الحيوانية بالبروتينات النباتية أو البحرية مثل الطحالب والأسماك الصدفية. ناهيك عن فوائد عزل الكربون واستعادة النظام البيئي. الابتعاد عن الزراعة الأحادية التقليدية واعتماد الممارسات التي تدعم التنوع البيولوجي، مثل الزراعة العضوية وتربية المواشي معًا (مختلطة)، وتحسين ممارسات استخدام الأراضي من خلال التشجير والحد من إزالتها.
لذلك، فإن الاستراتيجيات والسياسات التحويلية لقطاع الإثراء الغذائي لها أهمية مزدوجة في ضمان الأمن الغذائي وتخفيف عبء إنتاج الغذاء في تقليل الانبعاثات الدفيئة العالمية.
