عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
واحدة من بين أكبر عمليات تأخير وصول قطع الغيار، تلك التي تتعرض لها بعض أكبر الشركات العالمية لصناعة الدراجات الهوائية منذ عقود، ما دفعها للتفكير في إعادة النظر في سلاسل توريدها.
وتفاقم النقص العالمي في الدراجات الهوائية، الذي تعود بدايته للسنة الماضية، نتيجة لمشاكل في التوريد، كشفت مساوئ الاعتماد على شركة واحدة لمكونات الدراجات، وهي شيمانو اليابانية التي تستحوذ على 65% من سوق قطع الغيار الراقية من ناقل الحركة للمكابح.
ودفع هذا الوضع، بعض الشركات العالمية مثل، تريك الأميركية، واحدة من أكبر الشركات العاملة في إنتاج الدراجات الهوائية في العالم، للبحث عن شركات أخرى للتحرر من هذه السيطرة.
طلب المكونات
وقدرت بعض الشركات الأميركية والأوروبية المنتجة للدراجات الهوائية، الوقت المستغرق بين عملية طلب المكونات الراقية من شركة شيمانو اليابانية، لوقت التسليم، بنحو 400 يوم.
وأعلنت بعض الشركات الموردة الأخرى، عن فترات أطول، لتوريد المكابح الهوائية والعجلات، بحسب فاينانشيال تايمز.
ويؤكد ذلك، المعاناة التي يواجهها قطاع يبذل جهوداً كبيرة، للإيفاء بالطلب المتزايد في ظل انتشار وباء «كوفيدـ 19»، وسعي الناس لاقتناء الدراجات لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي وعدم الإصابة بالعدوى.
وطال التأثير الناجم عن سلاسل التوريد، بعض الشركات الرائدة في صناعة الدراجات الهوائية مثل، جيانت وميرديا من تايوان.
وواجهت شركة شيمانو اليابانية، التي تعمل في صناعة معدات صيد الأسماك والتجديف بجانب قطع غيار الدراجات، معاناة كبيرة لمقابلة الطلب المتصاعد، حيث دفعت جائحة كورونا بملايين الناس حول العالم، لاستخدام الدراجات الهوائية لتفادي ازدحام وسائل المواصلات العامة.
من المرجح، استمرار هذا النقص، حتى في ظل عمل شركة شيمانو بطاقتها الإنتاجية القصوى. كما أن المشكلة أكثر تفاقماً بالنسبة للشركات الصغيرة العاملة في صناعة هذه الدراجات، في حين وقف طول فترات تسليم الطلبيات، حائلاً دون دخول شركات جديدة للقطاع.
وتأجل إطلاق شركة لوموند لمؤسسها جريج لوموند، الفائز بجائزة طواف فرنسا 3 مرات، لمدة 4 أشهر نتيجة لتأخر القطع والمكونات، إضافة لخفض شيمانو تسليم الطلبيات بنسبة قدرها 80% خلال النصف الأول من العام الجاري.
استمرار الطلب
ويتساءل بعض مدراء الشركات مثل، أنتونيو دوس لشركة سيسلي بيناريلو، الإيطالية المتخصصة في صناعة الدراجات الهوائية الراقية، ما إذا كان الطلب سيستمر على المدى الطويل أم لا.
كما يساور القلق، بعض شركات صناعة مكونات الدراجات، في أن انخفاض الطلب فور حدوثه، ربما يقود لتكدس القطع بالمستودعات، ما يسفر عن مشاكل مالية كبيرة في المستقبل.
ورفعت شركة ديفيد كامباجنولو، من مستوى إنتاجها في أوروبا، لمقابلة الطلب المتزايد على ناقل السرعة، الذي تعاني شركة شيمانو في سبيل توصيل الطلبيات منه للموردين.
لكن تساور الشركة الكثير من الشكوك، حول إمكانية استمرار قوة هذا الطلب في المستقبل. وتتوقع الشركة، تراجع الطلب بدرجة كبيرة في 2023، عند عودة الناس لممارسة الرياضة الداخلية وتشبع السوق بكميات كبيرة من الدراجات الهوائية.
ويبدو أن شركة شيمانو، ورغم ارتفاع دخلها من مبيعات مكونات الدراجات، موعودة بمواجهة بعض الصعوبات.
