الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العملات الرقمية في مواجهة «المشفرة»

العملات الرقمية في مواجهة «المشفرة»
4 يوليو 2021

«الاقتصادات التي تمكنت من السيطرة على الجائحة أثبتت أنها الأكثر متانة» أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا

لا أحد يجادل بأن الدول التي سيطرت بصورة متينة على جائحة «كورونا»، تتمتع باقتصادات قوية وسياسات عالية الجودة داعمة لها. وعلى الساحة العالمية، وجدنا كيف أن كثيراً من البلدان واجهت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن هذه الجائحة، بسياسات لم تكن مناسبة عمقت في الواقع هذه الأزمة. بعض هذه البلدان أعادت أكثر من مرة النظر في سياساتها لكي تواءم التطورات التي صنعها الوباء منذ البداية، وحققت قفزات نوعية في هذا المجال. فالتحديات كانت كبيرة، ولا يزال أمام الجميع الكثير من العمل لنقل الاقتصاد العالمي من مرحلة الانتعاش إلى التعافي، وبعدها إلى تغطية الخسائر التي مني بها من جراء وباء لم يتوقعه أحد. هناك نجاحات واضحة في هذا المجال، لكن لابد أن تتسع دائرتها، بأسرع وقت ممكن.
نمو الاقتصاد العالمي المتوقع لهذا العام يصل إلى 6%، وفي بداية العام الجاري حدد البنك الدولي هذا النمو بحوالي 4.3% فقط، ما يعني أن مسار الانتعاش يمضي قدماً، حتى أكثر مما كان متوقعاً، رغم بعض الثغرات في تفشي بعض سلالات «كورونا» هنا وهناك. كل شيء قابل للتعديل في مسألة النمو من الآن وحتى نهاية هذه السنة، لكن الشيء المؤكد أن العالم يحتاج بالفعل لإتمام حملات التطعيم بوتيرة أسرع، لتوفير الضمانات اللازمة لتحقيق الاقتصاد العالمي نسبة النمو الجيدة التي توقعها صندوق النقد الدولي. والتطعيم العالمي الشامل هنا، لا يعني فقط توفير الأدوات اللازمة لتحريك الاقتصادات المحلية، بل يشمل أيضاً القطاعات الاقتصادية التي تقوم أساساً على التواصل البشري مثل السياحة والنقل والخدمات وغير ذلك.
على سبيل المثال، تعتقد منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، أن الانهيار في السياحة الدولية بسبب «كورونا»، من المرجح أن يتسبب في خسارة الناتج الإجمالي العالمي للعامين الماضي والجاري تصل إلى 4 تريليونات دولار. وهذه الخسارة تشمل أيضاً قطاعات أخرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقطاع السياحي. أي أن هناك قطاعات ذات صلة ستصاب بالخسائر وببطالة العاملين فيها. وهذا القطاع الضخم بالإضافة إلى قطاعات أخرى، سيعود إلى ما كان عليه قبل الجائحة العالمية، إذا ما استُكملت عمليات التطعيم الدولية. فكثير من الدول بدأت تعتمد الآن ما يمكن تسميته بـ «تأشيرة كوفيدـ 19»، التي توفر حرية الانتقال والتحرك للسياحة والأعمال والخدمات والدراسة وغيرها، الأمر الذي سيعيد الحراك بصورة أسرع لعجلة قطاع النقل والسفر والسياحة والشحن.
كل المؤسسات الدولية تركز على ضرورة أن تصل اللقاحات بأسرع وقت ممكن إلى كل المناطق في العالم، وتربطه بالانتعاش والتعافي وتحقيق النمو المأمول قبل نهاية العام الحالي. والتطعيم لا بد أن يدخل ضمن نطاق الواجب الوطني والإنساني، أي ألا يكون خياراً، طالما أنه يساهم مباشرة في عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل وباء عدواني مفاجئ للعالم أجمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©