الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عبدالله الكيومي الرئيس التنفيذي لـ«سويحان للطاقة» لـ «الاتحاد»: «نور أبوظبي» مرجع عالمي لمحطات الطاقة الشمسية الضخمة

عبدالله الكيومي الرئيس التنفيذي لـ«سويحان للطاقة» لـ «الاتحاد»: «نور أبوظبي» مرجع عالمي لمحطات الطاقة الشمسية الضخمة
1 يوليو 2021 01:10

سيد الحجار (أبوظبي)

سجلت محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، والتي بدأت تشغيلها التجاري في العام 2019 في منطقة سويحان بأبوظبي، بطاقة 1200 ميجاواط، نسبة توفر إنتاجي تجاوزت 99 % خلال العامين الماضيين، بحسب عبدالله سالم الكيومي، الرئيس التنفيذي لشركة سويحان للطاقة، والذي أكد أن التوفر الإنتاجي، يعد من أهم مؤشرات الأداء في «نور أبوظبي»، حيث يعكس الاستمرارية التشغيلية للمحطة خلال فترة الإنتاج.
وقال الكيومي لـ «الاتحاد»: تعد «نور أبوظبي» أكبر محطة مستقلة في العالم، وتكمن رسالتنا بأن نكون مرجعاً ملهماً للعالم لكيفية إدارة وتشغيل محطة مستقلة بهذا الحجم وفق أعلى درجات الكفاءة والفعالية، ومما لا شك فيه أن مشروعاً ضخماً بحجم محطة «نور أبوظبي» يواجه تحديات عديدة، لعل أبرزها الحجم الهائل الذي يتطلب ممارسات هندسية مختلفة، وحاجة متواصلة لتطبيق منهجية منظمة وقائمة على البيانات، مع التركيز وإعطاء الأولوية القصوى لأمن وسلامة الأفراد والطاقم التشغيلي في كل جوانب التعامل مع العمليات التشغيلية لمحطة كبيرة بهذا الحجم.

وأضاف: بما أن الوقود الأساسي لإنتاج الطاقة الكهروضوئية هي أشعة الشمس، فعندما نفقد دقيقة خلال النهار، تضيع منا بالمقابل فرصة لإنتاج الطاقة لا يمكن أن تعود، ومن هذا المنطلق، نكرّس كل الممارسات للوصول لأعلى نسبة توفر ممكنة، حيث سجلت المحطة خلال العامين الماضيين نسبة توفر تجاوزت 99%.
وأوضح الكيومي أنه إلى جانب أنظمة الصيانة المعتادة، مثل الصيانة الوقائية والصيانة التصحيحية، تتطلب محطة بهذا الحجم الكبير تبنّي نهج تنبؤي واستباقي باستخدام التحليل الذكي للبيانات والمعلومات، إلى جانب القيام باختبارات متكررة لتوقع المشاكل المحتملة قبل وقوعها وتوفير الحلول بشكل استباقي وسريع.

تعزيز التنافسية
وأكد الكيومي أن «نور أبوظبي»، والبالغة تكلفتها 3.2 مليار درهم، تسعى خلال السنوات المقبلة إلى أن تكون شريكاً فاعلاً في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة النظيفة، وذلك بإشراف كفاءات بشرية مؤهلة لدعم التوجه الوطني نحو تحقيق الاستدامة على كافة المستويات.
وأوضح أن الحكومة الرشيدة انتهجت نموذجاً جوهرياً للخصخصة منذ أكثر من عقدين من الزمن، والذي يقوم على سياسات ولوائح متكاملة ويهدف بشكل أساسي إلى تعزيز التنافسية والارتقاء باقتصاد الإمارة، وتعتبر محطة «نور أبوظبي» إحدى ثمار هذه المنظومة الاقتصادية التنافسية، والتي تعود بالنفع على المستثمرين والمساهمين من جهة، وعلى المستهلكين من جهة أخرى. 
وأضاف: لدينا عقد شراء للطاقة طويل الأجل مع شركة الإمارات للماء والكهرباء، والقائم على تعرفة تعتبر من الأقل كلفةً على مستوى العالم، وأما عن المساهمين، فتمتلك شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» حصة الأغلبية بواقع 60%، فيما تبلغ حصة «شركة ماروبيني» اليابانية وشركة «جينكو سولار» الصينية 20% لكل منهما. وأوضح أنه على الصعيد التنظيمي، فإن «نور أبوظبي» تخضع للاشتراطات واللوائح التنظيمية وفق رخصة توليد الطاقة الصادرة من قبل دائرة الطاقة، مؤكداً أن النموذج التنظيمي للإمارة يوفر بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي ويحقق أعلى معايير التنافسية.

تكنولوجيا متقدمة
وعن أبرز السمات المميزة لتصميم «محطة نور أبوظبي»، والتكنولوجيا المستخدمة في إدارة العمليات التشغيلية، قال الكيومي: تختلف النماذج الهندسية بين محطة وأخرى وفقاً للعوامل البيئية والاقتصادية للمشروع، فلكل موقع ظروف مختلفة تماماً، لذلك لا يوجد نموذج مثالي للجميع، وتستخدم «نور أبوظبي» نموذجاً فريداً يعتمد على توجيه وتثبيت الألواح الشمسية لتتخذ الاتجاهين الشرقي والغربي، وهي إحدى التصاميم التي أصبحت ذات أفضلية لدى محطات الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
وأضاف: تم اختيار هذا التصميم استناداً إلى أسس علمية موثوقة، حيث قمنا بدراسة تفصيلية للعوامل البيئية والمناخية لموقع المشروع، شملت الرجوع لبيانات تعود للسنوات الـ 25 الماضية للتنبؤ بدرجات الحرارة وحجم الإشعاع الشمسي والرياح، وغيرها من العوامل البيئية لفترة المشروع التجارية القادمة؛ أي حتى العام 2044. 
وتابع: يسهم هذا التصميم المتفرد في توزيع إنتاج الطاقة الكهروضوئية من الشمس بشكل أكثر مرونة على مدار النهار، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الطاقة الكهروضوئية ليس خلال وقت الذروة في فترة الظهيرة فقط، بل منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس، وبالإضافة لذلك، يساهم هذا التصميم في زيادة عدد الألواح الشمسية التي يمكن تركبيها في الموقع، مما يؤدي بدوره لرفع الاستطاعة الإنتاجية للمحطة والتي تجاوزت 1200 ميغاواط، أما على الصعيد الاقتصادي، فيتميز التصميم بانخفاض التكلفة التشغيلية وتعظيم الاستفادة من الأصول، وبالتالي تعزيز العائد من الاستثمار ككل.

تنظيف الألواح 
وقال الكيومي: تتبنّى المحطة نظام تنظيف مبتكر، يتألف من 1430 نظاماً آلياً (روبوت) يقطع مسافة 800 كيلو متر مرتين يومياً لتنظيف ما يزيد على 3.3 مليون لوحة شمسية، وذلك دون الحاجة إلى استهلاك قطرة ماء واحدة، وتبدأ دورات التنظيف يومياً في الفترة المسائية لسببين رئيسيين، الأول لكي لا تعيق الروبوتات إنتاج الطاقة في الفترة النهارية، وثانياً لضمان نظافة الألواح في اليوم التالي والتأكد من عملها وفق أعلى مستويات الكفاءة الممكنة. 
وأضاف: تم اختيار نظام التنظيف الروبوتي بعد دراسة فنية دقيقة لضمان فاعليته وكفاءته ومواءمته للظروف المناخية المحتملة، وتكمن أهمية نظام التنظيف من دون ماء في دوره المحوري في تلبية متطلبات التنظيف الخاصة بلوحات الطاقة الشمسية، مع مراعاة الجوانب ذات الصلة بالأمن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية.

استراتيجية الطاقة
وقال الكيومي: إن «نور أبوظبي» تعتبر جزءاً من «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، والتي تستهدف رفع مستوى مساهمة الطاقة المتجددة والنظيفة إلى 50% من إجمالي مزيج الطاقة في الدولة، مع التركيز على الحد من الانبعاثات الكربونية من أنظمتها بنسبة تتجاوز 
70 % مقارنة بالعام 2015، حيث تلعب المحطة دوراً فاعلاً ومهماً في تحقيق هذه الأهداف الطموحة من موقعها كأكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.
وأكد حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على تطوير وتنويع مصادر الطاقة لضمان استدامة الإمداد والمحافظة على البيئة في آن واحد.
وأضاف: بفضل دعم وتمكين القيادة الرشيدة، تمكنت «نور أبوظبي» من الوصول إلى قدرة إنتاجية عالية تبلغ 1200 ميغاواط، محققة بذلك رقماً قياسياً كأول محطة في العالم تتجاوز حاجز الألف ميغاواط في موقع جغرافي واحد، ومن خلال مرحلة إنشائية واحدة.        
          ً 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©