الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بالسير في طريق «تسلا».. ازدحام في قطاع صناعة السيارات الكهربائية

سيارة «آبل آي كار» (أرشيفية)
21 يونيو 2021 00:19

حسونة الطيب (أبوظبي)

ازدحم قطاع صناعة السيارات، بعلامات تجارية عفا عليها الزمن، من دياتو الإيطالية وهوبموبيل الأميركية إلى، ويتلوك البريطانية وميرسر الأميركية، لتطلق أميركا وحدها، 250 شركة بحلول العقد الأول من تسعينيات القرن الماضي، لم تقوَ على الصمود منها غير، «فورد» و«جنرال موتورز» و«كرايزلر». وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت تنطلق في شوارع العالم المختلفة، نسخة كهربائية على غرار الطفرة الأميركية الماضية. 
وفي الصين، تقوم شركات ناشئة مثل، آي ويز ولي أوتو ونيو ودبليو أم موتورز وشبينغ، بإنتاج آلاف السيارات الكهربائية، بينما تعكف في أوروبا كل من ريماك الكرواتية وهيسبانو الإسبانية، على صناعة سيارات كهربائية فاخرة، وأريفال البريطانية على إنتاج الحافلات الكهربائية. 
وتخطط شركات أميركية تتضمن، كانوو وفيسكر ولوردزتاون ولوسيد وريفيان، للبدء في صناعة السيارات الكهربائية بكامل سعتها الإنتاجية قريباً. 
وفي حين من المتوقع، طرح آبل لسيارة آيكار، على غرار آيفون، تستعد فوكسكون التايوانية المعروفة بصناعة أجهزة آيفون لشركة آبل، للتعاون مع شركات أخرى، لتجميع السيارات الكهربائية، بحسب «ذا إيكونيميست». 
وتتعرض معظم هذه الشركات الناشئة للخسائر، وتفشل أخرى في تحقيق أي عائد يذكر، لكن جميعها في انتظار الاستحواذ على نصيبها من قطاع توجه نحو الاعتماد على البطاريات في تشغيل السيارات. 
وتأمل كل شركة، في تحقيق نجاح شبيه بالذي حققته «تسلا»، التي نجحت في استخدام البطاريات والبرامج الذكية لتشغيل المحركات. 

الأكثر قيمة
كما أن «تسلا»، أصبحت أكثر شركات صناعة السيارات قيمة في العالم، بل تتجاوز قيمة الشركات الثلاث التي تليها في الترتيب مجتمعة.
ويمثل تقييم «تسلا» بنحو 600 مليار دولار، كشعلة في مقدمة الركب، حيث تم إدراج شركة نيو في نيويورك في 2018، تبعتها شبينغ ولي في العام الماضي، حيث تساوي قيمة الواحدة منها أو تزيد، على شركات معروفة في مجال صناعة السيارات. 
لكن يتوقع بعض خبراء القطاع، ازدحام السوق بنحو 300 شركة أو أكثر، قبيل أن تستقر في عددٍ ربما لا يتجاوز 10 شركات، ما يعني احتدام المنافسة والتحدي لمواجهة مثل هذا المصير.
ويرتبط نجاح أي شركة من هذه الشركات، بثلاثة عناصر أولها، حصول المؤسسة الناشئة، على تخصص يمكنها التوسع من خلاله، ثم إنتاج سيارات بعدد كافٍ وبعدها، إنشاء شبكة للبيع والتوزيع. لكن ربما تفشل العديد منها في تحقيق واحد أو أكثر من هذه العناصر.
ويرجح فيليب هوكيوس، من بنك جيفريز الاستثماري، أن «تسلا» المقبلة ستكون من الصين، حيث تعطش المستهلك للتقنيات الجديدة وتوفر الدعم الحكومي للسيارات التي تعمل بالكهرباء. 
وأنتجت شركة نيو الصينية، الأكبر من بين هذه المؤسسات الناشئة، 44 ألف سيارة في عام 2020، حيث بلغت قيمتها السوقية 69 مليار دولار، فيما تقدر الرسملة السوقية لكل من شبينغ ولي، بنحو 28 ونحو 22 مليار دولار على التوالي.

توسع
ويساعد توافر رأس المال، على التوسع في الداخل والخارج، حيث بدأت «شبينغ» بالفعل، في بيع سياراتها في النرويج، التي تعتبر موطناً لأكثر المتحمسين لشراء السيارات الكهربائية في أوروبا. 
ويشكل اختيار الشريحة الصحيحة للسوق، أحد عناصر النجاح الهامة، حيث لم تكن «تسلا» الأولى في صناعة السيارات الكهربائية، لكنها الأولى في صناعة سيارات فاخرة، لا يأبه الذين يقتنونها لسعر البطارية المرتفع. 
لكن تحتدم المنافسة في هذه الشريحة من قبل شركات راسخة مثل، مرسيدس وفولكس فاجن وبورشه وأودي وغيرها.
ربما تراهن هذه المؤسسات على شرائح أخرى مثل، السيارات التجارية الخفيفة، التي انتعشت سوقها بفضل انتشار التجارة الإلكترونية إبان فترة الوباء. 

طرق  تقنية 
كما سلكت بعض هذه المؤسسات، طرقاً تقنية أخرى لدعم مسيرتها، حيث تمكنت لوسيد مثلاً، من قطع مسافة قدرها 517 ميلاً (832 كيلومتراً) بعملية شحن واحدة، بينما تقدم نيو، خدمة استبدال البطارية في 3 دقائق فقط. كما توفر كل من كانوو وفيسكر، خدمة اشتراك لاستخدام سياراتها بدلاً من شرائها.
لا تختلف صناعة السيارة الكهربائية عن نظيرتها التي تعمل بالوقود كثيراً، وليست أقل تكلفة منها أيضاً. وتقدر تكلفة مصنع بسعة إنتاجية تصل لنحو 100 ألف سيارة، بنحو مليار دولار على أقل تقدير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©