الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحول جديد

تحول جديد
13 يونيو 2021 01:40

«سنجعل من أميركا شريكة حقيقية لحلفائنا» جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة

دخلت الصورة الشهيرة التي جمعت رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب، بقادة «مجموعة السبع» في قمتهم بكندا قبل عامين، دخلت التاريخ لما فيها من «دراما» نادرة. ترامب يجلس متكتفاً، والقادة الآخرون يلتفون حوله، ساعين لإقناعه بالموافقة على بعض المشاريع، من أجل إصدار البيان الختامي لهذه القمة. قمة «مجموعة السبع» التي انتهت أمس في بريطانيا مختلفة تماماً عن قمة كندا، فالرئيس الأميركي جو بايدن يؤمن حقاً بضرورة التحالفات الدولية وتفعيلها من أجل صناعة استراتيجية سياسية واقتصادية عالمية متوازنة، كما أنه متمسك بقوة بالتحالفات مع شركاء بلاده الغربيين التقليديين، بعد أربع سنوات كرس خلالها ترامب سياسة العلاقات الثنائية المباشرة.    
قمة «كورنوول» في بريطانيا، أظهرت مجدداً أهمية «مجموعة السبع»، وعززت في الوقت نفسه مكانة «مجموعة العشرين» التي اتخذت زمام المبادرة العالمية في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في العام 2008. فكل أعضاء «السبع» أعضاء مؤسسون لـ «العشرين». الاتفاقات كانت كبيرة ومتشعبة. فباستثناء التوتر السياسي بين واشنطن ولندن بشأن «بريكست»، وكيفية التعامل مع الحدود الإيرلندية وفق اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن جميع القادة متفقون على كل القضايا الأخرى، ولاسيما تلك التي ترتبط بالعلاقات مع الصين على الصعيدين السياسي والتجاري، والعلاقة المضطربة مع روسيا. ما يعطي أهمية كبيرة للقاء بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع في سويسرا. دون أن ننسى أن روسيا كانت حتى وقت قريب عضو مشارك وليس أساسياً في «مجموعة السبع»، إلا أنها أُخرجت منها بفعل تدخلاتها بأوكرانيا قبل ست سنوات تقريباً.
سجلت قمة «السبع» سلسلة من النقلات التاريخية، لم تكن لتحدث في ظل التناحرات التي كانت سائدة مع إدارة ترامب، نقلات تتصدرها الضريبة التي ستفرض على الشركات المتعددة الجنسيات حول العالم والبالغة 15%. فالاتفاق جاء بموافقة جماعية، ما يعزز الموازنات العامة، بعد سلسلة من حُزم الدعم المالي التي أطلقتها الحكومات، لمواجهة الآثار السلبية لوباء «كورونا» على الساحة الاقتصادية بشكل عام. فلا إعفاءات ضريبية بعد الآن، ولا مكان للشركات لكي تنزوي فيه عن الأنظار. إنها مرحلة جديدة للاقتصادات الديمقراطية الكبرى، مزدحمة بالقضايا التي تتطلب سياسة عالمية أكثر توازناً، وبعيدة عن المواجهة. فالمواجهات بكل أشكالها أظهرت تاريخياً أنها لا تحقق الأهداف، وإن فعلت فإن أضرارها تصيب كل أطرافها بصورة متفاوتة دون استثناء.
ويعتقد قادة «مجموعة السبع» أن التعاون هو المسار الوحيد، ليس فقط لمواجهة الأزمات المتصاعدة أو المتفاقمة، بل لحل المشكلات الموجودة أصلاً، وكانوا حريصين على إبقاء الأبواب مشرعة في هذا المجال، بما في ذلك مع روسيا والصين. فالعالم لا يتحمل حرباً باردة وإن كانت أقل برودة من تلك التي اندلعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©