الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد كركوتي يكتب: الاستثمارات في الدواء تتعاظم

محمد كركوتي
6 يونيو 2021 00:12

الاستثمارات في الدواء تتعاظم «أينما وُجد الحب لفن الدواء وُجد الحب للإنسانية» أبقراط، طبيب من العصر الكلاسيكي اليوناني
ترتفع الاستثمارات في قطاع الدواء بالإضافة إلى ما يعرف بـ «التكنولوجيا الحيوية»، بصورة كبيرة. وزاد تفشي وباء «كورونا» المستجد من وتيرة هذه الاستثمارات، ولا سيما بعدما تبين أن العالم لم يكن جاهزاً دوائياً بالفعل لمواجهة أي كارثة صحية سريعاً بهذا الحجم. وتشجع الحكومات حول العالم القطاع الدوائي، على اعتبار أنه يمثل آلية مساعدة أساسية على صعيد تحصين المجتمعات من الأوبئة والأمراض بصرف النظر عن طبيعتها وقوتها. ورغم أن هذه الحكومات تسعى دائماً لأن يكون الدواء في متناول الجميع، عبر قوانين تفرض على الشركات المصنعة عدم المبالغة بالأسعار، إلا أن هذه الشركات تحقق بالفعل أرباحاً كبيرة، حتى في ظل القيود الحكومية المشار إليها. فالطلب على الدواء يتعاظم، مع تزايد البشر في كل مكان، ومع ارتفاع متوسط الأعمار حتى في بعض الدول التي كانت تعاني من انخفاض فيه.
في العام الماضي (أو عام الجائحة) وصلت قيمة قطاع الدواء والتكنولوجيا الحيوية عالمياً إلى 1.3 تريليون دولار. ووفق منظمة الصحة العالمية، فمن المتوقع أن ترتفع قيمة هذا القطاع بنهاية العام الجاري، خصوصاً في ظل ضخ استثمارات مرتفعة، ليس فقط لتوفير اللقاحات ضد «كورونا»، بل لابتكار أدوية غير معقدة لمعالجة المصابين بـ «كورونا» وغيرها من الفيروسات المشابهة التي ظهرت سابقاً، أو تلك التي ربما قد تظهر لاحقاً. كان طبيعياً أن ترتفع أسهم شركات الدواء المطروحة في البورصات العالمية في العام الماضي بفعل «كورونا»، وواصلت صعودها في العام الجاري. والحق أن القطاع الصحي كان الميدان الوحيد الذي لم يتأثر سلباً بتوقف الحراك الاقتصادي نتيجة الإغلاقات التي اعتمدتها الحكومات في مواجهة الوباء.
الاستثمارات في هذا القطاع تأخذ أيضاً زخماً آخر على صعيد التكنولوجيا الحيوية. وهذه الأخيرة معروفة باستخدامها علم الأحياء لدراسة الكائنات الدقيقة (الميكروبات، الفيروسات، البكتيريا، الخلايا الحية) لاكتشاف طبيعة الأمراض ومسبباتها. باختصار، تقوم الشركات المتخصصة في هذا المجال بدراسة الحمض النووي وخلايا الجسم، لاكتشاف طرق بهدف تعديل التركيبة الجينية، وتفادي الإصابات المحتملة. ورغم بعض المخاطر الاستثمارية في هذا المجال، إلا أن هناك تدفقا كبيرا للأموال فيه، لوجود قناعات عند شريحة عريضة من المستثمرين، بأنه سيكون الدواء (ربما الوحيد) في المستقبل. وفي كل الأحوال، هناك عدد كبير من الصناديق المتداولة المعنية بمؤسسات التكنولوجيا الحيوية، وهي في تزايد لافت منذ مطلع الألفية الحالية، إلى جانب مواصلة ارتفاع الاستثمارات في شركات الأدوية التقليدية المعروفة طبعاً.
في العقد الحالي، ستشهد شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية قفزات نوعية على صعيدي الابتكار والإنتاج العلاجي والدوائي، ليس فقط بسبب ضخ استثمارات إضافية فيها، بل لأنها تلقى تسهيلات نوعية من جهة الدوائر الحكومية والتنظيمية الوطنية والدولية. فالعالم في ظل التحولات السكانية المتواصلة، يحتاج إلى دعم دوائي وعلاجي بصورة دائمة، توازي المطالبات البشرية المتعاظمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©