الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

د. يحيى الشحي يكتب: أزمة الطاولة

د. يحيى الشحي يكتب: أزمة الطاولة
2 يونيو 2021 00:30

ألقت الأزمة الصحية لفيروس كورونا بظلالها على طاولة قادة العالم وواضعي السياسات والهيئات والمؤسسات الدولية، سلسلة ملفات مليئة بالتحديات والنتائج والآثار التي يواجهها العالم رغماً عنه، أزمة تلوح في الأفق تربك اقتصادات العالم على دروب المواجهة. عندما تختلف الاقتصادات في متانة أنظمتها الصحية، وكفاية مواردها المالية، وكفاية توفير اللقاحات وتوسيعها ودفع دورة الانتعاش الاقتصادي، تصبح أزمة الطاولة «حلقة».
لأكثر من عام منذ إعلانه، خضعت النظم الصحية لتعبئة عامة لا يمكن وصفها إلا بالعاصفة، جعلت الخسائر الفادحة في عدد الوفيات والإصابات بسبب طفراته وتحوراته المتتالية حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل مع تجديد عمليات الإغلاق.
في البداية، لاحتواء الظروف الاستثنائية وتعزيز توظيف الموارد المادية والبشرية والتقنية المتاحة، تم تعليق ما يقرب من 90 في المائة من الخدمات الصحية غير المتعلقة بـ«كورونا». اليوم، وفي سياق متابعة التقارير الدولية المتتالية حول التحديات المستقبلية، أصبح من الضروري تعزيز قدرة الأنظمة على الاستجابة لأي حوادث غير متوقعة بسبب الأوبئة.
وهكذا، فرض الشلل الكامل للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية واقعاً اقتصادياً صعباً على شكل إيرادات محدودة، بعضها مجمّد أو معدوم، بسبب مقتضيات حالة الاستنفار التي جعلت الدول تتحمل ديوناً إضافية. ونتيجة لذلك، يمر العالم بأزمة اقتصادية متصاعدة بكل أبعادها.
كمرجع، تباينت الاستجابة للتطورات ومواجهة انتشار الوباء بين دول العالم. لقد أولى البعض أهمية قصوى لتعزيز النظام الصحي من خلال تخصيص ميزانيات استثنائية، واختار البعض مواجهة الركود من خلال توظيف الموارد لتحديات أخرى. وبالتالي، لا يُعرف مقدار التأثير المالي الكلي نتيجة «كوفيد-19» على الإنفاق الصحي أو هيكل الميزانيات العامة في المستقبل.
في السياق، تتنوع اقتصادات العالم من حيث مستويات الدخل والقدرات. ونتيجة لذلك، خلق مشروع اللقاح في العالم مشكلة في ضوء الخيارات المتاحة من حيث عدم قدرة أجزاء من قارات العالم على توفير اللقاحات وإتمام عملية التطعيم لشعوبها. لذلك، هناك دعوات عالمية بأن الانتعاش الاقتصادي العالمي لن يتحقق طالما كان هناك تباين في المساعي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى التعاون الدولي. إلى جانب ذلك، لم يتم إثبات أن اللقاحات قادرة على القضاء على الفيروس بشكل مؤكد حتى الآن.
وخلاصة القول، إن الوباء انتشر إلى العالم في كل دوله بسبب الترابط بين دوله واقتصاداته. وبالتالي، فإن عملية الانتعاش الاقتصادي لن تأتي دون تداخل الاقتصادات العالمية. إذا حدث ذلك بشكل منفرد، فسيظل إيجابياً، لكنه مجرد تحدٍّ للمرحلة. لذلك، في تقدير هذه المقالة، لم يصل الانتعاش الاقتصادي الحقيقي بعد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©