الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المدارس الفائزة بـ «زايد للاستدامة» تحسّن حياة 425 ألف شخص

جانب من أنشطة المدرسة الأميركية بدبي الفائزة بجائزة زايد للاستدامة (الصور من المصدر)
29 مايو 2021 01:20

سيد الحجار (أبوظبي)

أسهمت المشاريع المجتمعة لـ 41 مدرسة فازت بفئة المدارس الثانوية العالمية لجائزة زايد للاستدامة، منذ إضافتها للجائزة عام 2012، في مساعدة 7 آلاف طالب لاكتساب المعارف من خلال هذه المشاريع، وتحسين الظروف التعليمية لـ 45 ألف طالب، فضلاً عن إحداث تأثير إيجابي في حياة 425 ألف شخص ضمن مجتمعات مختلفة حول العالم. 
كما أسهمت هذه المشاريع في  توليد 7 ملايين كيلوواط ساعي من الكهرباء، وتركيب ألواح شمسية باستطاعة 500 كيلوواط، وتفادي إطلاق 5500 طن من الانبعاثات الكربونية.
وأكد عدد من الفائزين  بجائزة زايد للاستدامة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية لـ «الاتحاد» أهمية الجائزة في إعداد قادة المستقبل، من خلال تكريم الشباب، وتعزيز قدراتهم وتمكينهم من المساهمة بدور فاعل في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتحفيز الأجيال القادمة على تبني نهج مسؤول ومستدام.
وتأسست جائزة زايد للاستدامة، تخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وترسيخاً لرؤيته بضرورة تعزيز الاستدامة ودعم التنمية البشرية على المستويين المحلي والعالمي.
وتشجع الجائزة كل عام الشباب للمشاركة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية، وتسعى لتكريم الرواد والمبتكرين حول العالم، الذين يلتزمون بالعمل على تسريع وتيرة تطوير حلول مستدامة وفعالة حول العالم.
وتتوزع القيمة الإجمالية للجائزة والبالغة 3 ملايين دولار على خمس فئات، حيث تبلغ قيمة الجائزة المخصصة لكل فئة 600 ألف دولار، وتتوزع جائزة فئة المدارس الثانوية العالمية على المدارس الفائزة عن المناطق الست حول العالم لتحصل كل مدرسة فائزة على مبلغ 100 ألف دولار لتتمكن من بدء مشروع جديد أو توسيع نطاق مشروع قائم. وتشمل المناطق الجغرافية الست المخصصة لفئة المدارس الثانوية العالمية كلاً من الأميركيتين، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوروبا ووسط آسيا، وجنوب آسيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ. 
ويتعين على المدارس الثانوية المشاركة تقديم مشاريع يمكنها أن تحدث تأثيراً ملموساً ضمن مجتمعاتها وتحسين العملية التعليمية، كما يجب أن تقدم نهجاً جديداً ومبتكراً في واحد أو أكثر من مجالات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه.

  • جانب من مشروع «الحديقة العضوية» ضمن مدرسة «مايا امباكت»
    جانب من مشروع «الحديقة العضوية» ضمن مدرسة «مايا امباكت»

ممارسات الاستدامة
وقالت ليديا أوكسي، مديرة المشاريع الخاصة في مدرسة «مايا امباكت» في غواتيمالا الفائزة بجائزة زايد للاستدامة لعام 2019 ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية عن منطقة الأميركتين: ساعدتنا جائزة زايد للاستدامة في إطلاق مشروع «الحديقة العضوية» ضمن مدرسة «مايا امباكت»، أول مدرسة ثانوية في منطقة أميركا الوسطى تخصص لفتيات المايا ضمن المناطق الريفية بغواتيمالا، ويعود المشروع بفوائد تشمل دعم العملية التعليمية للفتيات، وقم تم تصميم الحديقة بحيث تكون جزءاً من برنامج الفطور والغداء في المدرسة التي تضم 236 طالبة».
وأضافت أوكسي: بدعم من جائزة زايد للاستدامة، تقوم الطالبات في مدرسة «مايا امباكت» بدور ريادي في نشر ممارسات الاستدامة ضمن مجتمعاتهن والمنطقة، كما أصبحن قادرات على مواجهة النظرة النمطية عن عدم قدرة المرأة على العمل في مجال الزراعة، كما ساهمت الجائزة أيضاً في ترسيخ ريادة المدرسة في مجال الاستدامة على مستوى المنطقة، وتمكينها من إطلاق مشاريع أخرى تركز على تعزيز الممارسات المستدامة والتنمية».

تأثير إيجابي
وأكد لورانس مايرز، مسؤول التعليم والاستدامة في المرحلة 12 بالمدرسة الأميركية بدبي، الفائزة بجائزة زايد للاستدامة لعام 2019 ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الفوز بجائزة زايد للاستدامة ساهم في زيادة الاهتمام بتبني الممارسات المستدامة، وشكل الفوز بالجائزة حافزاً لنا للمضي قدماً والتواصل مع الشركاء المحليين والدوليين، لتسليط الضوء على ممارساتنا المستدامة وعلى أهمية دور الجائزة في توفير تعليم قادر على إحداث تأثير إيجابي من خلال تطوير ابتكارات في مجال الاستدامة ضمن المدارس، لذلك تعتبر فئة المدارس الثانوية العالمية ضمن الجائزة بمثابة محفز للمدارس للتركيز على توظيف العملية التعليمية، بما يدعم التنمية المستدامة ويسرع الخطى نحو بناء مستقبل مستدام.
وأضاف مايرز: تجربة الفوز بالجائزة بما تضمنته من نقاشات واكتساب للمعارف قادت سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى التعاون مع مدارس ومنظمات وشركات في الإمارات وخارجها، وهو يعكس تنامي الدور الريادي لدولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة ومساعيها الدؤوبة وطموحاتها الكبيرة لبناء عالم مستدام من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمدارس والمؤسسات في مختلف المجالات.
وتتمثل أولويات المدرسة الأميركية في دبي في الحد من النفايات المرسلة إلى المكبات، وإشراك المجتمع في النقاشات المهمة، وتطبيق التعديلات اللازمة لتعزيز الاستدامة فيه، وتضم المدرسة حوالي 1900 طالب، ويضم مجتمع المدرسة حوالي 4000 شخص بما في ذلك العائلات، ما يجعل من الصعب تكوين صورة واضحة تسمح بإعادة تقييم وتغيير الأنظمة القائمة.
ودعماً لرؤية الإمارات 2021 في الحد من النفايات المرسلة إلى المكبات، وجه أعضاء هيئة التدريس بضرورة توفير منظومات لإجراء عمليات تدوير تحاكي الطبيعة.

  • جانب من مشروع أكاديمية «ذي أفريكان ليدرشيب»
    جانب من مشروع أكاديمية «ذي أفريكان ليدرشيب»

رؤية حكيمة
إلى ذلك، قال جيسي فوريستر طالب بأكاديمية «ذي أفريكان ليدرشيب، الفائزة بجائزة زايد للاستدامة لعام 2019 ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية عن منطقة أفريقيا: الجائزة قدمت لنا الدعم المالي والإرشاد لتحقيق أحلامنا وإحداث تأثير في مجتمعاتنا، وأيضاً أتاحت لنا إدراك قدرة الشباب على المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وخلال فترة وجودنا في الإمارات، لمسنا الرؤية الحكيمة للقيادة ومساعيها الحثيثة من أجل بناء عالم أفضل، وقد شكل هذا مصدر إلهام وحافزا على الإيمان بقدرتنا على مواصلة العمل من أجل تعزيز الاستدامة.
وعانت مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا بين عامي 2017 و2018، من أزمة مياه حادة، وقرر الشابان جيسي فوريستر (من كينيا) وونتيا جومدا (من غانا)، وهما طالبان في أكاديمية «ذي أفريكان ليدرشيب» المساهمة بحل يحاكي هذه الأزمة، وقدم الطالبان فكرة مشروع «ذا ليفينغ ماشين» لمعالجة المياه الرمادية، وهو نظام معالجة مياه الصرف الصحي الذي يحول المياه الرمادية إلى مياه نظيفة.

أفكار مبتكرة
أكد الدكتور سكوت كينيدي، المدير التنفيذي لمؤسسة «انرجي أكشن بارتنرز» وعضو لجنة اختيار الجائزة لفئة المدارس الثانوية العالمية أن جائزة زايد للاستدامة توفر للفائزين ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية منصة عالمية لمشاركة مشاريعهم وتحدياتهم، وتشجيعهم على تطبيق أفكارهم المبتكرة، موضحاً أنه عندما يتم اختيار المتأهلين للتصفيات النهائية من منطقة معينة، فإنه غالباً ما نشهد ارتفاعاً في طلبات المشاركة من نفس المنطقة في السنوات التالية، وهذا يؤكد أن الجوائز التي يتم تقديمها ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية تساهم في تحفيز أنشطة الاستدامة المختلفة على مستوى العالم.
من جهته، قال البروفيسور غونثر باولي، كاتب ومعلم ورجل أعمال وعضو لجنة اختيار الجائزة لفئة المدارس الثانوية العالمية: عندما دعتني دولة الإمارات لزيارة شركة مصدر والتعرف على هذه المبادرة الطموحة، شاهدت مدى التزام القيادة الإماراتية بتحقيق التميز في مجالات التنوع البيولوجي ومشاريع الطاقة المتجددة والتعليم».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©