السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رأي وتحليل: الأهم والمهم

رأي وتحليل: الأهم والمهم
26 مايو 2021 01:30

د. يحيى الشحي

اليوم، يتم توجيه الجهود العالمية والمبتكرة نحو إيجاد مصدر للطاقة، كمحرك جديد يدعم الاقتصاد المحايد للكربون ليحل محل المصدر الأسود التقليدي. لقد أصبح هذا الأخير أداة تشكل، في مساراتها الإنتاجية، ومن خلال استخدامها، مخاطر على حياة البشر والنظم البيئية على حد سواء. لذلك، تتجه التحديات البيئية نحو صياغة سياسات جديدة لصالح اقتصاد الطاقة الهيدروجينية كبديل واعد.
يعتبر اقتصاد الهيدروجين نموذجًا اقتصاديًا سيحدث ثورة في طريقة إنتاج الطاقة واستخدامها، بناءً على الاعتقاد المتزايد بين صانعي السياسات والمنظمات البيئية ومحللي الطاقة وقادة الصناعة أنها وقود المستقبل. وبالتالي، ازداد الاهتمام بها كوسيلة لتوفير خدمات الطاقة في السنوات الأخيرة استجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن التأثير البيئي لاستهلاك الطاقة والمخاوف بشأن أمن إمدادات الوقود الأحفوري.
نظرًا لكونه ناقلًا للطاقة، يمكن إنتاجه بطرق متعددة ومن أصول مختلفة، مما يجعله ملونًا وفقًا لمدخلات الأصل وحياده الكربوني. وبالتالي، من المتوقع أن تحل محل جميع أشكال الطاقات النهائية المستخدمة، وتوفر خدمات الطاقة لجميع قطاعات الاقتصاد مثل النقل والصناعة وأنشطة التخزين والمباني.
الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي للماء، عند استخدامه، لا يؤدي احتراقه إلى انبعاث غازات ضارة، طالما أن الكهرباء (الأصل) المستخدمة في عملية الإنتاج تأتي من مصادر الطاقة المتجددة. لذلك، فهو الخيار الأفضل للبيئة. ومن ثم، فإن إنتاجها الكبير والسريع يواجه تحديات تنافسية من حيث التكلفة مقارنة بالهيدروجين الرمادي والأزرق.
في السنوات الثلاثين الماضية أحدثت التطورات التكنولوجية في الطاقات المتجددة ثورة في مشهد الطاقة العالمي، مما جعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة وتنافسية مقابل الطاقة التقليدية. وانخفضت تكلفة الطاقة الكهروضوئية إلى 82% في عام 2019 مقارنة بعام 2009.
يتم تفسير ذلك من خلال منحنى التعلم، والذي يستخدم لقياس كفاءة الإنتاج والتكاليف المتوقعة. بمعنى ما، هو المعدل الذي يُترجم به تعلم المهارات الجديدة إلى وفورات في التكاليف، وكلما زاد انحدار منحنى التعلم، زادت وفورات التكلفة لكل وحدة إنتاج.
بشكل عام، يتكرر نفس السيناريو لاقتصاد الهيدروجين. حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات حتى عام 2030 إلى 300 مليار دولار في 30 دولة، وفقًا لتقرير مجلس الهيدروجين. ومع ذلك، فإن تكلفة الهيدروجين الأخضر لم تنضج بعد لتصبح قادرة على المنافسة. وبالتالي، فإننا نعرب عن أن أحد أهم التحديات اليوم هو إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، ومفتاح مواجهة هذا التحدي هو التوسع المستمر في مصادر الطاقة الخالية من الكربون. التكلفة البيئية الأهم من المهم، وهو منظور التنافسية الاقتصادية.

باحث اقتصادي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©