الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعم متصاعد للعملات المشفرة

دعم متصاعد للعملات المشفرة
26 ابريل 2021 00:22

«على البنوك المركزية إصدار عملات رقمية، وسد فراغ خروج النقد رويداً رويداً»
 كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي
لنترك جانباً التراجع الكبير الذي ضرب العملات الرقمية «لاسيما البيتكوين» في الأيام القليلة الماضية، فالتذبذب في قيم هذه العملات صار جزءاً من الحراك العام لها، علماً بأنه مهما كان التراجع كبيراً، فإن المكاسب الهائلة السابقة التي حققتها تعوض أي انهيار لها. وأيضاً، لنترك التحفظات التي يُطلقها المسؤولون الغربيون بين الحين والآخر على العملات المشفرة، من جهة دورها في غسيل الأموال. والحق أن هؤلاء هم أنفسهم مسؤولون عن ذلك، بتقاعسهم عن فرض التشريعات الملائمة على هذه العملات، ناهيك عن ترددهم في إطلاق عملات مشابهة، رغم اعترافهم بحقيقة أن العالم يسير بخطوات سريعة نحو الرقمنة المالية في غالبية البلدان، علماً بأن الأوروبيين يتجهون حالياً إلى رقمنة اليورو، وليس إصدار عملة رقمية جديد.
 الأمر ليس كذلك في بريطانيا، التي تتقدم تاريخياً على مستوى العالم بالخدمات المصرفية، فبنك إنجلترا المركزي بدأ بالفعل حراكه لإصدار عملة رقمية محتملة، ووضع شرطاً أساسياً على الأقل في الوقت الحاضر، وهو أن تكون شكلاً جديداً من أشكال النقود الرقمية، أي أن توجد إلى جانب النقد التقليدي والودائع المصرفية لتستخدمها الشركات والأسر. وهذه الخطوة متقدمة بالفعل فيما لو قورنت بالخطوات المشابهة في البلدان الغربية. ومع ذلك، فالقرار لم يتخذ بعد، وإذا ما تم إصدار هذه العملة في المملكة المتحدة فعلاً، فإن ذلك سيشكل قوة دفع جديدة لبقية البنوك المركزية في البلدان المتقدمة، لتسريع حراكها نحو هذا النوع من العملات، خصوصاً أن الفكرة البريطانية لا تُنهي أبداً دور النقد التقليدي، ولا الودائع المالية.
 لا شك في أن خوض غمار العملات المشفرة من قبل البنوك المركزية، سيعزز حراك هذه المؤسسات على صعيد الابتكار المالي، فلا يمكنها أن تكون خارج هذه الساحة، لاسيما بعد أكثر من 13 عاماً على وجود هذه العملات، دون أن ننسى بالطبع، أن الضمانات التي توفرها عملات صادرة عن بنوك مركزية ستفتح لها كل الساحات، وستزيد من زخم تداولها بسرعة كبيرة. أضف إلى ذلك، أن العملات الرقمية الرسمية، ستحاصر أي عملات أخرى مشابهة غير خاضعة للرقابة والتشريعات، في مجال الأعمال غير القانونية، إلى جانب طبعاً، أن قيمتها ستكون أكثر استقراراً، وبعيدة عن التذبذبات المقلقة لكل المستثمرين فيها، فلا يمكن ترك الساحة لعملات رقمية وصلت قيمتها إلى مستويات فلكية.
 يبدو واضحاً، أن التحركات الرسمية نحو العملات الرقمية بدأت تأخذ منحى جدياً، لكن الحقيقة أنها تحركات بطيئة، لا تتناسب مع احتياجات الساحة المالية العالمية لعملات مشفرة أكثر قوة وشرعية، فحتى الخطوة البريطانية الجديدة، لا تزال في طور دراسة الحالة وإن اتسمت بالمرونة والحماس، على الرغم من تشجيع الحكومة الحالية في لندن منذ وصولها إلى السلطة إطلاق عملة مشفرة، تكون حاضرة بقوة في الميدان المالي.

محمد كركوتي

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©