الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سعيد سيف بن جبر السويدي.. المثابرة وراء النجاح في الصناعة

سعيد سيف بن جبر السويدي.. المثابرة وراء النجاح في الصناعة
18 ابريل 2021 01:29

يوسف البستنجي (أبوظبي)

منذ البداية قرر سعيد سيف بن جبر السويدي أن يختار الطريق الصعب، الطريق الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والمثابرة والأعصاب والأموال والتخطيط، والقدرة على المنافسة في سوق مفتوحة، حتى أصبح اليوم أحد أهم رواد قطاع الصناعات العسكرية المتطورة ليس في دولة الإمارات فحسب، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والمنطقة ككل.
وبدأ انحياز السويدي إلى قطاع الصناعة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم تكن حينذاك الصناعة جذابة بعد، للقطاع الخاص الإماراتي، بل كانت الغالبية الساحقة من رجال الأعمال المواطنين يتجهون للتجارة أو العقار بشكل رئيسي، لكن السويدي كان يبحث عن الاستدامة والاستمرارية في ذلك الوقت المبكر من النهضة الإماراتية.
ويرى السويدي أن قطاع الصناعة هو القطاع الرئيسي الذي يستطيع أن يخلق قيمة مضافة وطنية في المنتجات المحلية تسهم في دعم توجهات الدولة لتنويع مصادر الدخل وتحقق الاستدامة في النمو والتنمية.
وأضاف: لقد كان المغفور له الشيخ زايد «رحمه الله» يولي اهتماماً كبيراً جداً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكان قطاع الصناعة يحظى بأهمية كبيرة لديه، بعد قطاع الزراعة الذي كان يتصدر الاهتمام.
وقال: كان المغفور له الشيخ زايد «رحمه الله» يركز على جوهر الإنسان قبل كل شيء، ودائماً يحث رجال الأعمال على تقديم صورة مشرقة عن دولة الإمارات في تعاملاتهم، وأهم وصاياه لنا «الالتزام بالكلمة والوعد في تعاملاتنا داخل الدولة وخارجها وأينما كنا في العالم، ونقل صورة ناصعة البياض عن الإمارات للعالم، جديرة بالاحترام، تعزز الثقة بالدولة».

بداية المجموعة
ويضيف السويدي الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي لسنوات عديدة، بدأنا الاستثمار في القطاع الصناعي في ثمانينيات القرن الماضي، في مصنع لإنتاج الملابس العسكرية في منطقة المصفح الصناعية بأبوظبي برأس مال متواضع نسبياً، واليوم أصبحت مجموعة بن جبر الاستثمارية (التي يرأس مجلس إدارتها)، إحدى أكبر المجموعات الاستثمارية في القطاع الخاص الإماراتي والمنطقة بإجمالي موجودات تتجاوز قيمتها 800 مليون درهم.
ويؤكد السويدي: «لم يكن خيار التوجه للصناعة سهلاً، فهذا القطاع يحتاج لمنهج ومنطق استثماري مختلف تماماً، يعتمد على توطين المعرفة والعلم والتكنولوجيا بالدولة».
ويقول: «اليوم تستثمر مجموعة بن جبر في عدد كبير من المصانع في مجالات وقطاعات مختلفة، في الدولة وفي الأسواق الخارجية أيضاً، ومن أهم الاستثمارات التي ساهمت المجموعة في تأسيسها بالدولة تصنيع المركبات العسكرية المدرعة، إضافة إلى تصنيع الحافلات الكبيرة الباصات، كما توسعت في إنتاج الملابس العسكرية وبما يتوافق مع التطورات التكنولوجية الأفضل على مستوى العالم، كما تقوم المجموعة بتصنيع التجهيزات والمعدات الضرورية للقطاع الفندقي والمطاعم، إضافة إلى الاستثمار في قطاع الأغذية وغيرها».

التوسع عالمياً
ويضيف السويدي: استثمارات المجموعة اليوم تمتد لعدة دول ومنها مصانع في سيريلانكا والفلبين.
وأوضح أن صادرات المجموعة اليوم تغطي مجموعة من الأسواق في دول الخليج وأفريقيا وآسيا، وتحظى منتجاتها بثقة كبيرة في الأسواق التي يتم التصدير إليها.
وقال: لم يأت نجاح مجموعة بن جبر من فراغ، بل نتيجة جهد كبير لتحقيق التميز في قطاع صعب والمنافسة فيه معقدة جداً في سوق مفتوحة، وكذلك نتيجة اهتمام الدولة بالشباب المواطن منذ البدايات وخاصة المتعلم منه، وإعطائهم الأولوية والاهتمام اللازم.
وأضاف: لقد تمثل جوهر فلسفة البناء والتنمية لدولة الإمارات ببناء الإنسان، وتطوره وتعليمه وتأهيله ليتمكن من المنافسة ويقدم منتجاً وطنياً على مستويات عالمية.

الانفتاح خارجياً
وأوضح السويدي أنه رغم أن الصناعة الوطنية تواجه منافسة شرسة جداً في السوق المحلية خاصة من الواردات الآسيوية، إلا أن هذا الانفتاح على العالم الخارجي كان سبباً مهماً في دفع الصناعة الوطنية لتطور منتجاتها من حيث الجودة والنوعية، لكي تتمكن من المنافسة والتطور والاستمرار.
وقال: إن نظام الحماية للصناعة الوطنية الذي تتبناه بعض الدول يؤدي لتخلف قطاع الصناعة فيها وتقديم منتجات بجودة سيئة أو متدنية الجودة للسوق المحلية، وهذا الأمر غير مطلوب ولا نرغب به في الإمارات، لكن المطلوب أن يمنح المنتج الوطني بعض الأولوية في المشتريات الحكومية.
ويضيف السويدي: خيارنا بالتوجه للصناعة والإنتاج الصناعي كان خياراً صعباً وواجهنا تحديات كبيرة، لكنه الخيار الأبقى والأكثر استدامة، والنجاح الذي وصلت إليه المجموعة اليوم يؤكد صواب التوجه وسلامة الاستثمار.

مركبة نمر
في عام 1997، قامت مجموعة بن جبر بتصنيع أولى الآليات التكتيكية العسكرية في الدولة، وأزاحت المجموعة الستار عن النموذج الأول لهذه الآليات على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس) في 1999.
وفي الوقت الذي بدأت في السوق العالمية في تطوير جيل جديد من الآليات التكتيكية، تمكنت الإمارات من اختبار تسعة أنواع مختلفة من الآليات الدفاعية.
وعقدت مجموعة بن جبر اتفاقية مع توازن القابضة لتكون الشريك المساهم معها في شركة نمر للسيارات، حيث استحوذت «توازن القابضة» على حصة الأغلبية في الشركة.
وفي 2008، تمكنت «نمر» من عقد صفقة قامت بموجبها بتوفير500 آلية للقيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات.
وقامت مجموعة بن جبر وتوازن القابضة بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية لبناء التطوير المشترك للإلكترونيات، بتصميم مركبة لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة التسليح عالية الحركة والتي يمكن أن تلائم متطلبات متعددة المهمات، وبشكل خاص الدفاع الجوي والعمليات المضادة للدروع والمضادة للتحصينات.
وتعد الآلية العسكرية نمر فخر الصناعات العسكرية لدولة الإمارات والتي يتم تصديرها للعديد من دول العالم. ويتألف نظام القتال في الآلية من مجموعة من أجهزة الاستشعار الحراري/النهاري ايوس المزودة بجهاز تقدير المسافات المدمج الذي يعمل بالليزر والمطور، ويحاكي أفضل التكنولوجيا العالمية في قطاعه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©