السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمدان بن راشد.. مهندس السياسة المالية في الإمارات

حمدان بن راشد.. مهندس السياسة المالية في الإمارات
25 مارس 2021 00:48

يوسف البستنجي ويوسف العربي (أبوظبي )

كان للمغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم (رحمه الله) دور مهم في البناء الاقتصادي لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد في العام 1971، حيث تولى إحدى أهم المهام الاقتصادية المتمثلة في وزارة المالية التي كان لها الدور الأساسي في وضع السياسة المالية المميزة التي تتمتع بها الدولة، خصوصاً في حسن إدارة الموارد وتوجيه الإنفاق المالي، ما أسهم في تحول الإمارات إلى مضرب للمثل في السياسة المالية السليمة التي تعد أساساً لتطور مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية. وكان الفقيد، رحمه الله، إلى جانب هذا الدور المهم، أحد القيادات الأساسية في بناء اقتصاد الدولة، خلال السنوات الماضية، حيث ترك بصمته المميزة، سواء في القطاع الصناعي، أو في المجالات الأخرى، مثل المعارض والمؤتمرات الكبرى التي شهدتها الدولة، خلال السنوات الماضية، وغيرها من المجالات الاقتصادية البارزة.
كان المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم «رحمه الله» أول وزير للمالية في دولة الاتحاد منذ تشكيل مجلس الوزراء الأول للدولة في 9 ديسمبر 1971، واستمر في منصبه حاملاً حقيبة المالية إحدى أهم الحقائب الوزارية حتى وفاته «رحمه الله».
وشهدت السياسة المالية في هذه السنوات تطوراً كبيراً، وأصبحت نموذجاً للنجاح المالي على مستوى المنطقة والعالم، إلى أن استحوذت في العام 2017 على المركز الأول عالمياً في الإدارة المالية الحكومية الأفضل، حيث حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشر «كفاءة الإنفاق الحكومي»، وهو أحد المعايير الفرعية ضمن «تقرير التنافسية العالمي» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» في سويسرا.

  • يعتبر الراحل الكبير صانع السياسة المالية في الإمارات (أرشيفية)
    يعتبر الراحل الكبير صانع السياسة المالية في الإمارات (أرشيفية)

لقد كان مهندس الإبداع في الإدارة المالية الحكومية لدولة الإمارات التي قدمت للعالم واحدة من أفضل التجارب والأمثلة الأكثر غنى في فن إدارة الموارد المالية المتوفرة للدولة وتوظيفها خير توظيف من أجل تحقيق التقدم والازدهار والرفاهية، بما انعكس على مؤسسات الدولة وسكانها من مواطنين ومقيمين على مدى العقود الخمسة، وظلت السياسة المالية لدولة الإمارات في عهده رمزاً للشفافية والاستقرار، وإحدى الروافع الأكثر أهمية في دولة الاتحاد منذ نشأتها لتحقيق الأهداف التنموية والإنسانية ولتقدم أنموذجاً يحتذى به للعالم في تأسيس وتطور وتقدم وتفوق الدولة الحديثة، واستطاعت الدولة أن تختصر الزمن، وأن تقطع المراحل لتحقق أكبر المنجزات في البناء والتطور والتقدم والتنمية.
كما أصبحت السياسة المالية للدولة رافعة لتحقيق التنمية المتوازنة ودعم جهود الدولة في تنويع مصادر الدخل، وتطوير الأنظمة والقوانين الجاذبة للاستثمار ورأس المال والخبرات والموارد البشرية والتقنيات والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة من مختلف أقطار العالم، وكانت السياسة المالية طوال العقود الخمسة الماضية هي التي تضمن لقطاعات الأعمال والاقتصاد الوطني توفير الموارد، وزيادة ضخ إنفاق المالي في وقت الأزمات الاقتصادية في حين كانت الجهة التي تكبح جماح التضخم وتحمي سلامة النمو الاقتصادي للدولة، في وقت النمو والسريع وارتفاع الطلب على السلع والخدمات في السوق المحلية.
لذلك شكلت السياسة المالية لدولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم «رحمه الله» إحدى الركائز الأساسية لتعزيز ثقة المستثمرين ورجال الأعمال والشركات العالمية في دولة الإمارات وسوقها واستقرارها وسلامة بنائها الاقتصادي.

رائد العمل الصناعي
تمتع المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي ولد في العام 1945، برؤية ثاقبة وبعيدة المدى، خصوصاً في المجالات الصناعية، ويرجع له الفضل في نمو القطاع الصناعي بالدولة على مدار عقود ماضية، حيث تأسست مجموعة من المنشآت الصناعية العملاقة في السنوات الماضية، والتي كان لها دور محوري وأساسي في بناء اقتصاد الدولة، وخصوصاً في المجال الصناعي.
وإلى جانب دور الفقيد الريادي في تأسيس القاعدة الصناعية الصلبة في دولة الإمارات، فقد قاد منشآت صناعية استراتيجية إلى آفاق بعيدة وتمكنت من ترسيخ مكانتها على الخارطة الصناعية العالمية، وأكد في العديد من المناسبات أهمية الصناعة ومساهمتها في تحقيق التنوع الاقتصادي بدولة الإمارات، وعلى مستوى دول الخليج، لما يوفره ذلك من اكتفاء ذاتي وقوة اقتصادية مؤثرة، نظراً للعوامل المهمة التي تمتلكها المنطقة، والتي تساعد على تطوير هذا القطاع الاقتصادي الحيوي.

دور مهم
كان للفقيد دور مهم في قيادة مؤسسات صناعية ضخمة، فقد ترأس شركة دبي للألمنيوم (دوبال)، وهي أول شركة إماراتية لإنتاج الألمنيوم الأولي، وذلك منذ نشأتها في سبعينيات القرن الماضي، وحتى تأسيس شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في أواسط عام 2013، والتي تأسست بدمج شركة دوبال وشركة الإمارات للألمنيوم (إيمال) تحت راية هذه الشركة الجديدة التي أصبحت من أكبر عمالقة العالم في مجال تصنيع وإنتاج الألمنيوم.

وبتوجيهات من الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، خاضت شركة دوبال سلسلة من المشروعات التوسعية التي أدت إلى نمو صناعات الألمنيوم على نطاق أوسع في المنطقة، وفي إطار هذا النمو، ارتفع إنتاج شركة دوبال من الألمنيوم الأولي الساخن والمنصهر ليصل حالياً إلى ما يزيد على مليون طن في السنة.
وقاد الشيخ حمدان بن راشد شركة «دوبال» إلى الدخول في الاستثمار في شركة غينيا ألومينا كوربوريشن (التي تعتبر حالياً واحدة من الشركات التابعة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم)، بالإضافة إلى مشروعات أخرى عملاقة أصبحت لها الريادة في مجال تصنيع الألمنيوم حول العالم.
وشجع بشكل دائم على تطوير تقنيات اختزال متقدمة داخل شركة دوبال، وهذه التقنيات لم تكتف ِبكونها من أفضل التقنيات في فئتها داخلياً، بل بدأت في دخول الأسواق الخارجية، وهو أمر حدث لأول مرة في دولة الإمارات.

جهود مثمرة
يقول عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم «اضطلع الشيخ حمدان بن راشد بدور رائد في تطوير صناعة الألمنيوم الأولي في دولة الإمارات، بل إن آثار جهود سموه تجاوزت دولة الإمارات لتشمل منطقة الخليج التي أصبحت خلال أقل من أربعة عقود مركزاً كبيراً لصناعة الألمنيوم الأولي في العالم، حتى إن إنتاج مصاهر الألمنيوم الخليجية وصل إلى 5,1 مليون طن من الألمنيوم الأولي في 2015، وهو ما يمثل 8,8% من إجمالي الإنتاج العالمي.

  • السياسة المالية لدولة الإمارات رمز للشفافية والاستقرار بفضل جهود حمدان بن راشد (أرشيفية)
    السياسة المالية لدولة الإمارات رمز للشفافية والاستقرار بفضل جهود حمدان بن راشد (أرشيفية)

وترأس الشيخ حمدان بن راشد شركة دبي للألمنيوم، وشركة دبي للغاز الطبيعي، ومركز دبي التجاري العالمي، وشركة الإمارات الوطنية للبترول، وشركة الإمارات الوطنية للمنتجات النفطية، ومركز تجهيز حقول النفط المحدود.
كما كان للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، دور بارز ونشط في الأحداث الاقتصادية المختلفة، خلال السنوات الماضية، فقد افتتح ودشن العديد من الأحداث، مثل المعارض والمؤتمرات الضخمة، مثل معارض الأغذية المعارض المتخصصة في مجال البناء والصحة والطاقة، وغيرها الكثير.
وقد أسهمت هذه الأحداث والفعاليات العملاقة في ترسيخ مكانة الدولة في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم، وكان له، رحمه الله، حضور مميز في هذه الأحداث، وبصمة مميزة في قطاعات الأعمال المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©