الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كيف تتعافى الرياضة ودور المعارض والموسيقى من كورونا؟

المركز الوطني البريطاني للمعارض (أرشيفية)
21 مارس 2021 00:40

حسونة الطيب (أبوظبي)

تواجه شركات الحشود الجماهيرية في العالم، التي يكمن نشاطها في جلب الناس معاً، صعوبات جمة في ممارسة تلك النشاطات، في وقت تجبر فيه إجراءات «كوفيد- 19»، الناس على التباعد.
وأرغمت تدابير التباعد الجسدي، الأعمال كافة بمختلف تخصصاتها، على إيجاد حلول للحفاظ على سلامة عملائها.
كما أن ليس للموسيقى أي طعم، إذا كانت الفرقة تعزف لنفسها، بينما تفقد أي رياضة متعة الحماس من دون المشجعين. وبدل أن يستضيف المركز الوطني البريطاني للمعارض، فعاليات مثل سباق الدراجات النارية ومعرض كعكة الكريسماس العالمي، تحول برمته لمستشفى طوارئ بسعة 380 سريراً لمرضى فيروس كورونا. وفي حين، عوضت أسواق الأسهم، خسائرها منذ يناير الماضي، تراجعت الرسملة السوقية لشركات الحشود الجماهيرية المُدرجة، من 254 مليار دولار، لنحو 142 مليار دولار، بحسب «ذا إيكونيميست».
وتمكنت بعض شركات الفعاليات الحية، من التعامل مع مشكلة التجمعات، بسهولة أكثر من غيرها.
لكن وفي ظل اشتداد الأزمة الصحية، يبدو أن الشركات التي تأثرت بشكل أكبر في 2020، ستكون أقل خسارة عند عودة الأمور لطبيعتها، في حين ربما تكتشف تلك التي تمكنت من التأقلم، أن المعالجات المؤقتة ستسبب لها اضطرابات على المدى الطويل.
ومن بين أكثر المتأثرين، قطاع المعارض، الذي يشكل ما يزيد عن 50% من القيمة السوقية لقطاع شركات الحشود الجماهيرية. وبحسب مؤسسة «أيه أم أر إنترناشونال» الاستشارية، من المتوقع تراجع عائدات هذه الشركات خلال 2020، بأكثر من 33% لنحو 9 مليارات دولار. وعلى سبيل المثال، أغلق مركز هانوفر التجاري الضخم، الذي يساوي حجمه 60 ملعب كرة، أبوابه منذ مارس ولم يفتح إلا نادراً.
وبينما توقعت الشركة التي تديره، عائدات بنحو 330 مليون يورو هذه السنة، تراجعت لنحو 100 مليون فقط، وهذه بفضل بعض المعارض التي أقيمت في الصين.
وفي ظل عمليات الحظر المفروضة وتراجع حركة السفر الجوي العالمية، لم تفلح الشركات المنظمة للمعارض، في تحقيق أي عائدات تذكر، لعدم جدوى قيامها افتراضياً ولاعتماد هذه النشاطات على الحضور الشخصي.
والغريب في الأمر، أن العارضين يدفعون في بعض الفعاليات التي تقام افتراضياً عبر «الإنترنت»، أربع أو خمس مرات ما يدفعونه على الأرض.
وانخفضت عائدات «ريليكس» المالكة لشركة ريد للمعارض، ثاني أكبر شركة للمعارض في العالم من حيث المبيعات، بنسبة سنوية قدرها 70% خلال النصف الأول من 2020. وبينما انخفض سعر سهمها 6% منذ يناير، ارتفع سهم «إنفورما»، الأكبر في العالم، 40% على خلفية الأخبار الأخيرة التي تفيد بالوصول للقاح لوباء «كورونا».
ويتوقع المحللون، دخول المزيد من العناصر الرقمية في المعارض التي تقام في المستقبل، وانتعاش العائدات لنحو 78% من مستويات السنة الماضية بحلول 2022.
وعلى صعيد الرياضة وبعد فترة من التوقف، عادت العديد من الدوريات لمتابعة نشاطاتها مع استحداث طرق جديدة لتعويض غياب المشجعين.
وعلى سبيل المثال، استعاض نادي سيول، بدمي عرض الملابس بدلاً من المتفرجين، ليقابله الاتحاد الرياضي بغرامة لسوء الأخلاق. كما عمدت أندية واتحادات أخرى، لاستخدام المشجعين الافتراضيين، لخلق جو مماثل لما يجري أثناء المباريات. لكن كل ذلك، لا يعوض عن الخسائر التي تتعرض لها الأندية جراء فقدان عائدات تذاكر الدخول. كما تتعرض شركات البث للخسائر أيضاً، حيث أثر الوباء على الطريقة التي يشاهد بها الناس المباريات. وبعرض لقطات من المباريات على بعض التطبيقات، لم يعد المشاهد في حاجة لمشاهدة المباراة بكاملها ما يعني تقلص وقت الإعلان.
أما فيما يتعلق بالحفلات الموسيقية الحية، فقد باتت حبيسة شاشات العرض في ظل جائحة «كورونا» والتباعد الجسدي، ما أدى لتراجع عائدات «لايف نيشن»، أكبر شركة لمناسبات الترفيه الحية في العالم، بنسبة قدرها 95% خلال الربع الثالث، مقارنة بالسنة الماضية.
كما انخفضت مبيعات منافستها الأوروبية سي تي أس، بنسبة سنوية قدرها 79% خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة. وعلى العكس من منظمي المعارض، فإن متعهدي الحفلات، يعولون على ثقة المستثمرين وصعوبة محاكاة نشاطاتهم على شبكة الإنترنت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©