الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المعطيات الرقمية: تجربة بريطانية (1)

المعطيات الرقمية: تجربة بريطانية (1)
15 مارس 2021 00:41

من خلال مطالعاتي للتجارب العالمية في مجال الحكومة الرقمية، استوقفني مقال تحليلي أعده دون دوهاني، المستشار السابق للبيانات الرقمية في حكومة المملكة المتحدة، يقيّم فيه تجربة الحكومة البريطانية في اعتماد البيانات أساساً لعملياتها في التحسين والتطوير واتخاذ القرارات ورسم السياسات، وذلك في فترة العامين التي عمل خلالها كمستشار في هذا المجال.
ولمّا كانت بريطانيا من الدول المتقدمة عالمياً في الحكومة الرقمية، ومن النماذج الرائدة في محورية البيانات الرقمية، وبالنظر إلى الأهمية الاستثنائية لهذا الموضوع في العمل الحكومي المعاصر، ارتأيت تلخيص أهم النقاط في تحليل دوهاني تعميماً للفائدة، علماً بأن المقال ينقسم إلى قسمين: أسباب النجاح، ومجالات التحسين، وسأكتفي في هذا المقال بالقسم الأول، لأترك القسم الثاني لمقال للمقال اللاحق.
حول أسباب نجاح الحكومة البريطانية في التحول الرقمي المبني على البيانات، يشير الكاتب إلى التالي: 
لدى الحكومة البريطانية مجموعة رائعة من أصحاب المهارات الاحترافية في مجال البيانات، وهؤلاء يعملون بشغف ومثابرة على تغيير الطريقة التي يجري فيها التعامل مع المعطيات الرقمية في الحكومة، بحيث تكون الأساس الذي يقوم عليه العمل الحكومي بعامة.
هذه المجموعة تعمل كمجتمع متناغم ومتكامل وعابر للمؤسسات الحكومية، وهي تتبادل المعرفة ويساند بعضها بعضاً على نحو بديع يفوق حتى ما هو موجود في المؤسسات الأكاديمية.
يمتاز «مجتمع البيانات» في الحكومة البريطانية بالتنوّع، خلافاً للفهم السائد بأن المشتغلين في البيانات أناس متشابهون، أو حتى متطابقون في معارفهم وأدوارهم.
فثمة من يختص في نشر ثقافة البيانات والمرافعة عنها، وهناك من ينسّق العلاقات بين مالكي البيانات وطالبيها، وهنالك باحثون، وخبراء «تنظيف» بيانات، وخبراء تعلم الآلة، وهنالك أيضاً حكاؤون مهمتهم أن يسردوا خلاصات التحليلات الرقمية أمام صنّاع القرار على شكل قصص مقنعة.
جانب آخر يشير إليه دوهاني وهو يتعلق بتحليل البيانات، إذ يرى أن ثمة فرقاً جوهرياً بين التحليل التقليدي، وعلم البيانات، وهو فرق استوعبته المؤسسات الحكومية البريطانية جيداً.
في التحليل التقليدي يطلب صانع القرارات تحليلاً لحالة أو ظاهرة أو مشكلة، ويحصل على النتيجة من المختصين في إدارته، ثم يجري اتخاذ القرارات بناء عليها.
أما في علم البيانات، فالعملية تتسم بالتجريب والتكرار والتفاعل، وصولاً إلى النتائج المثلى.
ميزة هذه العملية أنها تخلق علاقة يسودها التناغم والفهم المشترك بين الفرق التقنية وغير التقنية، وقد أثبتت نجاعتها في تقديم خدمات ومنتجات متميزة لبّت تطلّعات المستخدمين وأثارت إعجابهم وشغفهم.
هذا موجز لبعض الجوانب الإيجابية في القصة البريطانية مع المعطيات الرقمية.
وإلى أن نعرض مجالات التحسين في التجربة نفسها كما رآها صاحبها، هذه دعوة للتأمل وتقييم الذات أوجهها إلى المؤسسات الحكومية والخاصة التي تهتم بأن تكون جزءاً من عصر المعطيات الرقمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©