السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين وجهة عالمية للاستثمارات الأجنبية

الاستثمارات الأجنبية في الصين تنمو بمعدل %4 (أرشيفية)
20 فبراير 2021 00:03

حسونة الطيب (أبوظبي)

بينما تراجعت تدفقاتها بما يقارب النصف في أميركا، نتيجة للتأثيرات التي لحقت باقتصاد البلاد، جراء كوفيد- 19، خلال 2020، تربعت الصين، على عرش أكثر وجهة مفضلة في العالم للاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتقلصت استثمارات الشركات الأجنبية في أميركا، والتي حازت المرتبة الأولى لعقود عدة، بنسبة قدرها 49% السنة الماضية. 
وشهدت الصين، التي ظلت قابعة في المرتبة الثانية لفترة طويلة من الوقت، ارتفاعاً بنحو 4% في هذه الاستثمارات، مستفيدة من تشديدها لإجراءات الإغلاق لاحتواء وباء كورونا ونمو ناتجها المحلي الإجمالي، في وقت عانت فيه معظم الاقتصادات العالمية الكبيرة الأخرى. وتؤكد الأرقام الاستثمارية في 2020، اقتراب الصين من احتلال المركز الاقتصادي العالمي الذي ظلت أميركا مهيمنة عليه لسنوات طويلة، التحول الذي زادت سرعته إبان الوباء، عندما عززت الصين موقعها كمصنع للعالم وزيادة حصتها من التجارة العالمية. 

تدفقات أجنبية
وفي حين تمكنت الصين، من جذب المزيد من التدفقات الجديدة في العام الماضي، ظل إجمالي مخزون الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أميركا، أكثر حجماً، ما يعكس هيمنتها التي استمرت لعدة عقود، كأكبر المراكز في العالم جذباً للأعمال الأجنبية. 
وبلغت هذه الاستثمارات، ذروتها في 2016 عند 472 مليار دولار، عندما لم تتجاوز نظيرتها في الصين، سوى 134 مليار دولار فقط. لكن ومنذ ذلك الوقت، استمرت الاستثمارات في الصين في الارتفاع، في وقت تتراجع فيه بوتيرة سنوية في أميركا منذ 2017، بحسب وول ستريت جورنال.
شجعت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الشركات الأميركية، على التخلي عن ممارسة نشاطاتها في الصين والعودة للعمل في أميركا. كما أخطرت المستثمرين الصينيين، بأن عمليات الاستحواذ في أميركا، ستخضع لطرق رقابة جديدة، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ما أدى لتراجع المصالح الصينية في أميركا.
وتعتمد الاستثمارات الأجنبية المباشرة، على أشياء مثل، بناء الشركات الأجنبية لمصانع جديدة أو توسيع دائرة نشاطاتها القائمة في بلد ما أو عبر استحواذها على مؤسسات محلية. 

آثار الجائحة
وفي الصين، استمر تدفق استثمارات الشركات العالمية، بصرف النظر عن الآثار التي خلفتها جائحة كورونا، من شركات مثل، هوني ويل إنترناشونال الأميركية وأديداس الألمانية، التي زادت من نشاطاتها في الصين. 
ويعتقد جيمس زهان، مدير الاستثمارات والصناعات في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والصناعة، أن المستثمرين سيظلون حذرين فيما يتعلق بتخصيص أموال جديدة، وأنه لا يتوقع تعافياً حقيقياً حتى حلول العام 2022. ونظراً لتراجع هذه الاستثمارات في أميركا، نتيجة للوباء، فقد جعلت المستثمرين يراجعون خططهم بشأن الاستثمارات في المستقبل.
وتشير الأرقام الواردة من المؤتمر، لفارق واضح للغاية بين الشرق والغرب، فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي. وتمكنت شرق آسيا في 2020، من جذب ما يقارب 35% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية العالمية، في أعلى نسبة لها منذ البدء في عملية الرصد في ثمانينيات القرن الماضي. كما شهدت الهند، زيادة قدرها 13%، مدعومة بالطلب الكبير على خدماتها الرقمية.

استثمارات جديدة
وفي الغرب، عانت دول الاتحاد الأوروبي، من تراجع مريع بلغت نسبته 71%. وأخفقت كل من بريطانيا وإيطاليا، في جذب أي استثمارات جديدة، نظراً لارتفاع حالات الموت والتراجع الاقتصادي الكبير بسبب الوباء. وعانت ألمانيا أيضاً رغم صمودها أمام الجائحة، من تراجع قُدر بنحو 61%. 
وساعدت مقدرة بكين، في احتواء الفيروس داخل حدودها بسرعة، اقتصادها على التعافي وتعزيز جاذبيتها، حتى قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، الذي يعول عليه الكثيرون في خلق علاقات أفضل بين البلدين.

توسعات الشركات
تخطط شركات مثل وول مارت، لاستثمار نحو 460 مليون دولار في مدينة ووهان على مدى الخمس سنوات المقبلة، في حين تستثمر مجموعة ستاربكس، 150 مليون دولار في مدينة كونشان. وتعمل شركة تسلا، على توسيع دائرة نشاطها في شنغهاي، بينما تستمر ديزني، في بناء مدينة شنغهاي ديزني لاند. كما زاد معدل استثمارات شركات صناعة الأدوية والمعدات الطبية حول العالم، لمواجهة جائحة كورونا، لتقوم مثلاً شركة أسترازينيكا، بإنشاء مقر إقليمي لها في 5 مدن صينية على الأقل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©