الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطاقة الخضراء صانعة "المليارديرات"

الطاقة الخضراء صانعة "المليارديرات"
14 فبراير 2021 00:15

حسونة الطيب (أبوظبي)

لمن يرغبون في صيد عصفورين بحجر واحد، الثراء ومحاربة التغير المناخي، فإن الاستثمار في قطاعات الطاقة الخضراء، أصبح الوجهة الصحيحة لتحقيق الهدف المنشود، حيث وتيرة صناعة المليارديرات أسرع من أي فئة من الفئات الأخرى في أسواق الاستثمار وعالم المال والأعمال. 
وخلال سنوات قليلة ماضية، شهد قطاع الطاقة النظيفة، انتعاشاً واضحاً، حيث لا تلوح أي بوادر بتهدئة وتيرة نموه خلال العام الجاري، بفضل قوة الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والتوجه الكبير نحو تبني الطاقة النظيفة. 
وتشهد الاستثمارات التي تستهدف التغير المناخي أو تشجع على الممارسات المستدامة، نمواً متسارعاً، حيث تقدر الأصول المُدارة في قطاع الاقتصاد الأخضر، من خلال دمج العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة في قرارات الاستثمار، بنحو 30.7 تريليون دولار، بحسب بلومبيرج.
ومع أن المد ربما يساعد كل السفن على الإبحار، لكن لم تستفد كافة فئات الطاقة، من هذا المد بذات القدر، في الوقت الذي حققت فيه أسهم قطاعات مثل، السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية وحتى طاقة الموج، نمواً كبيراً، تخلفت أخرى كالطاقة الحرارية الجوفية، عن الركب.

السيارات الكهربائية
ومن ضمن القطاعات التي ساعدت في صناعة المليارديرات خلال السنوات القليلة الماضية صناعة السيارات الكهربائية، وذلك للإنجازات الضخمة التي حققتها شركة تيسلا ومؤسسها إيلون ماسك. 
وتطورت الشركة على مدى العام الماضي، من شركة عادية مثيرة للجدل، إلى أكثر شركات صناعة السيارات قيمة في العالم، ليصبح مالكها أغنى رجل على وجه الأرض. 
وفي أعقاب نمو مذهل وصل لنحو 450%، لم تقف الشركة عند حد الأكثر قيمة في العالم محققة قيمة سوقية قدرها 810 مليارات دولار، بل غدا صاحبها أيضاً، الأكثر ثراءً في العالم، بعد تخطيه جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون الأميركية، بحسب موقع أويل برايس. 
ويملك ماسك، 21% من أسهم تيسلا، التي تساهم بأكثر من 170 مليار دولار من ثروته الكلية البالغة 200 مليار دولار، أي ما يفوق القيمة السوقية لعمالقة ديترويت الثلاثة، جنرال موتورز وفورد وفيات كرايزلر مجتمعة. وتجيء بقية ثروته، من شركة سبيس أكس للفضاء، التي لا تتمتع بسمعة طيبة فيما يتعلق بمتطلبات الطاقة الخضراء، بالوضع في الاعتبار حرق الوقود الأحفوري وانبعاث الكربون عند انطلاق الصواريخ في الفضاء.

303.5 مليار دولار
برز قطاع الطاقة الشمسية، كواحد من أسرع الفئات نمواً في سوق الطاقة النظيفة، حيث بلغ إجمالي استثمارات القطاعين العام والخاص في سعة الطاقة المتجددة، نحو 303.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 2% خلال العام الماضي، وذلك بفضل المشاريع الضخمة الجديدة ونحو 50 مليار دولار من الزيادة في مشاريع طاقة الرياح البحرية. ومن المنتظر، انتشار استخدام الطاقة الشمسية، لتشكل نحو %80 من جملة سعة التوليد الجديدة للكهرباء، في الفترة بين 2022 إلى 2030.
وتمكن المستثمرون الذين سلكوا هذا الاتجاه، من جني أموال طائلة مثل، لي زيهنجو ولي شونان ولي شيان وزونج باوشين، الذين يمثلون الأغلبية المالكة لشركة لونجي جرين لتقنية الطاقة، أكبر شركة في العالم لصناعة رقائق السيلكون أحادي البلورية. وتبلغ استثمارات الأربعة، نحو 16.1 مليار دولار في الطاقة النظيفة. وفرغت الشركة، من إنشاء محطة ثنائية عائمة للطاقة الكهروضوئية في فيتنام، بسعة توليد تصل لنحو 70 ميجا واط من كهرباء الطاقة الشمسية.

تدوير الورق وعمليات التعبئة
حصل قطاع البلاستيك المتعثر، على فرصة أخرى للحياة في السنة الماضية، في وقت أوشكت فيه العديد من برامج حظر استخدامه حول العالم، على التنفيذ، وذلك بسبب مخاوف انتقال عدوى كوفيد-19 من الأكياس القابلة للاستخدام أكثر من مرة. 
وبمواجهته لأزمة البقاء من خلال موجة من عمليات الحظر، استغل قطاع البلاستيك، أزمة فيروس كورونا، لتعطيل القوانين التي تحظر استخدامه لمرة واحدة. 
ونتيجة لذلك، تمكنت الشركات العاملة في نشاط التدوير وأدوات التعبئة، من جذب استثمارات ضخمة تنافس الطاقة المتجددة من شمسية ورياح. 
ويعتبر أنتوني برات، مالك شركة برات إندستريز الأميركية العاملة في صناعة مواد التعبئة القابلة للتدوير والورق، سابع أغنى رجل في العالم، باستثمارات خضراء تقدر بنحو 9 مليارات دولار. وبهذا النشاط، تسهم الشركة، في توفير 85 ألف شجرة و35 مليون جالون من الماء وأكثر من 5 آلاف طن من انبعاثات الغازات الدفيئة يومياً.

أثرياء الطاقة الخضراء
ومن ضمن الذين حققوا ثرواتهم من العمل في قطاع السيارات الكهربائية، زينج يوكون وهوانج شيلين وبي شينهوا ولي بينج، بثروة تصل لنحو 61.6 مليار دولار، 60.7 مليار دولار نتيجة لاستثماراتهم في الطاقة الخضراء. 
ويملك هؤلاء المديرون الصينيون، أسهم الأغلبية في سي أيه تي أل، أكبر شركة في العالم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، التي تزود تيسلا وتويوتا وفولفو وبي أم دبليو. 
ومن المستثمرين في الطاقة الخضراء أيضاً، وانج شوانفو وليف شيانجيانج وشيا زوكوان، بنحو 33.5 مليار دولار، منها 13.4 مليار دولار صافية، في الطاقة الخضراء.  ويحمل هؤلاء المستثمرون الثلاثة  أسهم الأغلبية في شركة بي واي دي لصناعة السيارات الكهربائية، والتي قامت في الوقت الحالي، بتحويل أسطول الحافلات وسيارات الأجرة والشاحنات في مدينة شينزين، إلى كهربائية. وتضخ شركة إيف إنيرجي لمالكها ليو جينشينج، نحو 10.9 مليار دولار في استثمارات خضراء.
وتعمل الشركة، كمورد لشركات صناعة السيارات مثل، ديملر وبي أم دبليو.  كما يقوم لي بن، مؤسس شركة تنسنت، بدعم أن آي أو «نيو» المحدودة، أكبر شركة صينية لصناعة السيارات، والتي تضخ نحو 9.1 مليار دولار في استثمارات خضراء.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©