عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
قصر الإمارات، صرح سياحي وحضاري فريد لا مثيل له بالعالم، فهو واحة ذهبية احتضنت المشاهير وقادة وملوك الدول، إلى جانب الفعاليات والأحداث الضخمة الاقتصادية والثقافية والسياسية.
فالقصر الذي افتتح أبوابه في العاصمة أبوظبي عام 2005، استضاف أحداثاً بارزة، منها قمة لمجلس التعاون الخليجي بحضور رؤساء وملوك وقادة دول المجلس، وشهد انطلاقة مهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجانات موسيقية وحفلات غنائية، والعديد من المؤتمرات السياسية والاقتصادية والفكرية الكبرى، التي تستضيف الكثير من الشخصيات العالمية.
كما استضاف قصر الإمارات، الذي تديره اليوم مجموعة فنادق ومنتجعات ماندرين أورينتال المتخصصة في إدارة فنادق عالمية في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب وآسيا، قادة من أميركا وأوروبا من ملوك ورؤساء وأمراء وزعماء عالميين من مختلف قارات العالم، وقادة الفكر والسياسة والفنون والرياضة المؤثرين وقادة الأعمال، ورؤساء الشركات العملاقة في العالم، ومشاهير الفن والغناء والمشاهير والرياضيين، الذين يرون في قصر الإمارات ملاذاً للاسترخاء الفاخر في أجواء من الفخامة الاستثنائية والرقي والكرم العربي الشرقي.
هذا الصرح المملوك لحكومة أبوظبي، والممتد على شاطئ رملي بطول 1.3 كم، استغرق بناؤه 3 سنوات، بدءاً من ديسمبر العام 2001 وبكلفة نحو 6 مليارات دولار، ويغطي مساحة 850 ألف متر مربع، وتطلبت مراحل بنائه جهود 20 ألف شخص.
114 قبة ذهبية
فالقصر يتميز بتصميم فريد جعله وجهة سياحية تستقطب السياح من مختلف دول العالم، فهو يضم 114 قبة ذهبية متلألئة مكسوة بأروع لوحات الفسيفساء الزجاجية الملونة، ويبلغ قطر أكبر قبة منها 42 متراً، وطعمت بالذهب والفضة جميعها، إلى جانب تزيينها باللوحات الزجاجية الملونة، التي تجعل الضوء يتسلل من خلالها بهدوء، وتغير لون القباب بشكل يشبه لوحة فنية مشبعة بألوان قوس قزح في الليل، بينما تمنح أقواس النصر التي تمثل إحدى مداخل القصر، رهبة للمكان، وتعيد إلى الذاكرة مشاهد من التاريخ القديم، خاصة أن ارتفاع القوس يصل إلى 40 متراً، فيما يصل عرضه إلى 36 متراً، وهو مصنوع من شبكة مترابطة من مادة «الجي آر. سي» المكسوة بالحجارة الإيطالية. فبهذه التصاميم يكون قصر الإمارات وجهة توفر أجواء ملكية تمنح المتجول شعوراً بالتفرد، وتنتزعه من عالم الواقع إلى الخيال.
ماذا قال المصمم العالمي؟
تم تصميم القصر على يد جون إليوت، أحد أكبر مصممي العالم خبرة في مجال تصميم الفنادق والمنتجعات السياحية، حيث يرى في قصر الإمارات شيئاً مختلفاً، معبراً عن ذلك في وقت سابق بقوله: «أردته أن يكون وجهة سياحية تميز أبوظبي»، فحصل ما توقعه، فهو اليوم وجهة سياحية تجذب الزوار، سواء لمشاهدة الأجواء والمناظر خارج القصر من النوافير والمساحات الخضراء، أو بهو القصر وأجوائه الفخمة، التي وزعت في أروقته العديد من الثريات الضخمة، والتي يصل عددها إلى 1002 والمصنوعة من أفخر أنواع الكريستال، والتي جعلها المصمم إليوت متناغمة مع الطراز الكلاسيكي، بما يتناسب مع الأسلوب المعماري للقصر.
ويتدفق الطراز الكلاسيكي إلى 302 غرفة فاخرة، إلى جانب 92 جناحاً ملكياً، ومنتجعين صحيين، وهي موزعة على الطوابق العلوية للمبنى، ويخصص القصر جناحاً للرؤساء والضيوف من كبار الشخصيات.
كما تنتشر في أنحاء القصر العديد من المطاعم التي تعكس ثقافات الطهي المختلفة، باعتبار أن كل واحد منها يقدم أصنافاً مختارة من مطبخ دولة ما، من الغربي إلى الشرقي، ووصولاً إلى المحلي الذي يقدم أنواعاً مختلفة من المأكولات الإماراتية، والتي باتت تجذب الجمهور غير الإماراتي.
تصوير الأفلام
وبحسب دراسة سياحية متخصصة، أعدها موقع «هوتل اندريست»، فإن قصر الإمارات يعد من أهم 10 فنادق في العالم لتصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، حيث استندت الدراسة في ذلك إلى معايير الفخامة والجمال المعماري، والمرافق المميزة التي يحظى بها القصر، وذكرت الدراسة أن أنظار صانعي الأفلام تتجه إلى قصر الإمارات في الفترة المقبلة، لتصوير المزيد من الأفلام الشهيرة، للاستفادة من معالم قصر الإمارات، النادرة على مستوى العالم، ولكونه أيقونة السياحة والثقافة في أبوظبي.
وأشارت الدراسة إلى أن «تصوير فيلم «السرعة والغضب» في موسمه السابع في قصر الإمارات، يؤكد أن القصر بات المكان المفضل لتصوير الأفلام العالمية، حيث أمضى فريق تصوير فيلم «السرعة والغضب» في قصر الإمارات، قرابة ستة أسابيع متتالية.
واعتبرت الدراسة أن الفيلم يعد أحد أضخم الأعمال السينمائية التي تنتجها «هوليوود»، في قصر الإمارات، حيث يأتي نجاح تصوير هذا الفيلم العالمي، الذي شارك فيه 620 شخصاً، نتيجة التعاون الذي يجمع بين الجهات الحكومية في أبوظبي و(twofour54)، لجذب شركات الإنتاج العالمية، حيث برهنت أبوظبي على مكانتها واحداً من أبرز المراكز الرائدة، لتنفيذ أعمال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويعد تصوير مسلسل «الجريء والجميلة» الشهير في قصر الإمارات، إنجازاً لصناعة السينما، مشيرة إلى أن أكثر من 30 مليون شخص، شاهدوا خلال الفترة من 3 مايو حتى 6 يونيو من 2014 في الولايات المتحدة، الأجزاء المكونة من ثماني حلقات، من هذا المسلسل الرائع، والذي تم تصويره في الدولة.
