محطات وقود تقودنا لمستقبل مستدام

حسام عبدالنبي (دبي)

تقود الشركات المشغلة لمحطات الوقود في الدولة، مفهوماً مبتكراً لعملية التزود بالوقود وتشغيل المحطات، لتدخل إلى عصر جديد قائم على التكنولوجيا وتحقيق التنمية المستدامة.
وأصبحت عملية التزود بالوقود رحلة ممتعة للعملاء، لتعكس توجه الدولة نحو تسهيل أداء الخدمات للجمهور، حيث حرصت الشركات على الخروج من النمط التقليدي لمحطات الخدمة للسيارات، ولذا توسعت في خدماتها عبر توفير محطات الخدمة البحرية لتلبي احتياجات أصحاب القوارب واليخوت من الوقود، وكذا توفير وحدات الشحن الكهربائي السريع لسائقي السيارات الكهربائية، والتي لديها القدرة على الشحن حتى 80% من طاقة البطارية خلال 20 دقيقة، إلى جانب إتاحة خدمة مخصصة للعملاء في قطاع الطيران.
وتبدأ رحلة التزود بالوقود منذ الدخول إلى المحطات، حيث التصاميم الهندسية العصرية وتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات البترولية، بما في ذلك البنزين ووقود الديزل والزيوت وذلك عبر مسارات متعددة للتزود بالوقود والخدمات، بهدف اختصار زمن أداء الخدمة إلى دقائق معدودة، وذلك مع مضخات للوقود من الجيل الجديد لتوفير معدل ضخ أقصى، ومزودة بحلول رقمية مبتكرة تسهّل من عملية تعبئة الوقود وتحدّ من احتمالات وقوع الأخطاء أو التسرب والحماية من الحرائق. كما تم تضمين مضخات الوقود بخراطيم وقود قابلة للسحب لإتاحة تزوّد المركبات بالوقود من الجهتين.

نظام مؤتمت
تتميز غالبية المحطات الموجودة بالدولة بأنها تعمل بنظام مؤتمت بالكامل للتزوّد بالوقود والأنظمة الإلكترونية لمراقبة معدلات الوقود والكشف عن التسرب، إلى جانب تزويد المحطة بأنظمة استعادة البخار الصادرة عن خزانات المحطة عند تخزين الوقود ومن المركبات أثناء تزويدها بالوقود، حيث من شأن هذه الآلية المتقدمة أن تساعد على الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة وتحسين جودة الهواء المحيط. كما تم تجهيز محطات الخدمة بالعديد من الخدمات العصرية الملائمة لسائقي السيارات والمسافرين، بما في ذلك منتجات المخابز الطازجة، وصالات الطعام والمساجد وأجهزة الصراف الآلي، فضلاً عن توفير خدمات للعناية بالسيارة تتميز بالسرعة والكفاءة وتوفر قيمة كبيرة مقابل المال المدفوع. وتشمل هذه الخدمات تغيير الإطارات، واستبدال البطارية، وخدمات المكابح الثانوية والخدمات الكهربائية والتصليح الميكانيكي البسيط وخدمات التبريد، وفحص وتلميع وتلوين النوافذ.

منصات الدفع
من أجل إتمام عملية الدفع دون تلامس شجعت الشركات العملاء على استخدام منصات الدفع والتطبيقات الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض مع قبول وسائل الدفع الأخرى، مثل نظام الشرائح الذكية وتحديد هوية المركبات. كما وفرت للعملاء الاستفادة من برامج مكافآت يتيح كسب النقاط والمكافآت عند الدفع لقاء الوقود وخدمات السيارات أو شراء المنتجات والبقالة من المتاجر ومنافذ الأطعمة والمشروبات في محطات الخدمة. وحتى توفر محطات التزود بالوقود تجربة متكاملة تم توفير مجموعة واسعة من المطاعم، بما في ذلك العديد من العلامات التجارية الدولية الكبرى، فضلاً عن احتواء العديد من المحطات على قاعات واسعة لتناول الطعام مع إمكانية شراء الوجبــــات السريعة دون الترجل من السيــارة.

أخبار ذات صلة

الإمارات أول دولة تصل مساعداتها إلى خان يونس في غزة

الإمارات.. نموذج ملهم في التلاحم المجتمعي

أنظمة التوفير
بهدف الارتقاء بمعايير كفاءة الطاقة وتقليص البصمة الكربونية عند التشغيل، تم تزويد محطات خدمة بأنظمة الإضاءة التي لا تتطلب سوى الحد الأدنى من الصيانة، ويشمل ذلك الصمامات الثنائية الباعثة للضوء LED ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة والتي يصل عمرها الافتراضي إلى 50 ألف ساعة عمل، وتسهم في ضمان السلامة من المخاطر الكهربائية والحرائق وتقليص استهلاك الطاقة بنسبة %50.
ولتوفير الطاقة أيضاً زودت محطات بنظام التدفق المتغير للمبردات (VRF)، والذي يوفر %35 من الطاقة المستخدمة في تكييف الهواء مقارنة بالأنظمة التقليدية.

وفورات التكلفة
تظهر التقارير الصادرة عن شركات توزيع الوقود نجاح المحطات في تحقيق أكبر قدر من الوفر في تكلفة التشغيل إلى جانب الحفاظ على البيئة، ووفقاً لتقرير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لعام 2019 الصادر عن «أدنوك للتوزيع»، فإن الشركة قامت بإنشاء وتشغيل 4 محطات خدمة جديدة تعمل بتقنيات توليد الطاقة الكهروضوئية على الأسطح في دولة الإمارات. وأضاف التقرير أن مساهمات «أدنوك للتوزيع» شملت محطات الخدمة الخضراء، حيث أُنشئت محطتا خدمة في جزيرة ياس باستخدام التكنولوجيا الخضراء، بهدف تحسين كفاءة الطاقة والمياه. وأشار التقرير إلى أن مساهمات الشركة تضمنت أيضاً 3 مجالات رئيسة هي إدارة الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، وإعادة تدوير الورق، لافتاً إلى أنه في مجال إدارة الطاقة تمكنت أدنوك للتوزيع من تخفيض الاستهلاك غير المباشر للطاقة بنسبة 5 % في عام 2019، وبما يعادل 9800 طن تقريباً من ثاني أكسيد الكربون، مع إضافة أجهزة توفير مياه تعمل بتقنية الرش الشبكي في جميع دورات المياه ومناطق الوضوء في المساجد الكائنة في محطات الخدمة والمنشآت الأخرى. وذكر التقرير أن الإنتاج من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بلغ 1548 جيجا جول، وجاوزت نسبة استخدام المياه المعالجة في أنشطة غسيل السيارات الـ %80، مؤكداً أن الشركة أعادت تدوير 1100 طن من زيوت التشحيم المستعملة بعد جمعها من مرافقها، فيما نجحت في خفض إجمالي استهلاك الطاقة من خلال إطلاق مبادرات بنحو 8700 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وبنسبة 3 %.

إدارة الطاقة
مجموعة اينوك أفادت بأنها خلال الفترة من عام 2014 حتى نهاية سبتمبر الماضي، سجلت رقماً قياسياً قدره 97 مليون كيلوواط ساعي في وفورات الطاقة، أي ما يعادل كمية الطاقة الكهربائية التي يستهلكها 8600 منزل في العام، وجاء ذلك نتيجة مبادرات إدارة الطاقة والموارد التي طبقتها المجموعة خلال هذه الفترة. كما سجّلت المجموعة خلال تلك الفترة وفورات تراكمية كبيرة في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بلغت 230 ألف طن، إضافة إلى توفير 477 ألف متر مكعب من استهلاك المياه، تعادل كمية المياه اللازمة لملء 190 مسبحاً أولمبياً.
وخلال عام 2019 بمفرده نجحت مجموعة اينوك بإعادة تدوير 17 % من إجمالي المياه المستخدمة، ويعادل ذلك 390 ألف متر مكعب، كما تمكّنت المجموعة أيضاً من توفير 5.8 مليون كيلوواط ساعي من الطاقة الكهربائية في عام 2019، محققةً بذلك انخفاضاً متميزاً في كثافة استهلاكها للطاقة بنسبة كبيرة بلغت 32 % منذ عام 2014. في حين بلغت وفورات المجموعة من الطاقة الحرارية 3.2 مليون جيجا جول، وما يعادل 77 مليون لتر من البنزين.