الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كهرباء "النفايات" كنز يضئ البيوت

كهرباء "النفايات" كنز يضئ البيوت
31 يناير 2021 00:33

سيد الحجار (أبوظبي)

 حققت الإمارات خلال السنوات الأخيرة، نجاحاً ملحوظاً في تنويع مصادر الطاقة ، مع التوسع بقطاعات الطاقة المتجددة، والنووية، بجانب النفط والغاز، فيما تتواصل خطط الدولة للتوسع في قطاعات جديدة، منها تحويل النفايات إلى طاقة، لتوفير الكهرباء بالمنازل.
وخلال الأشهر الأخيرة تم إطلاق مبادرات ومشاريع جديدة لتوليد الطاقة من نفايات، لتوفير الكهرباء النظيفة لآلاف المنازل، وبما يسهم في تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 الرامية لتحويل %75 من النفايات الصلبة إلى طاقة بدلاً من طمرها.

جهود «مصدر»
تسهم محطة تحويل النفايات إلى طاقة، التي تباشر تنفيذها «مصدر» و«بيئة» بالشارقة، والمزمع افتتاحها العام الحالي، في تزويد 28 ألف منزل بالكهرباء، فيما تسهم المحطة الجديدة التي تعتزم شركة مياه وكهرباء الإمارات، تنفيذها في منطقة الظفرة بأبوظبي، بالتعاون مع «تدوير»، في توفير الكهرباء لـ 22500 ألف منزل، كما يجري في دبي تنفيذ محطة لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة في منطقة الورسان 2، والتي توفر الطاقة لنحو 20 ألف منزل في المرحلة الأولى.
أطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي الشهر الحالي «سياسة إنتاج الطاقة من النفايات» بهدف دعم تحول إمارة أبوظبي نحو اقتصاد أكثر استدامة، من خلال تعزيز دور وأهمية الاقتصاد الدائري، وبما يعزز استراتيجيات الإمارة بقطاع إدارة النفايات، ويرسخ مسيرة تنويع مزيج الطاقة في الإمارات.

محطة جديدة بـ «المنتج المستقل»
أعلنت شركة مياه وكهرباء الإمارات، ومركز أبوظبي لتدوير النفايات «تدوير» الأسبوع الماضي، عن فتح باب تقديم طلبات الاهتمام بعطاء تطوير مشروع محطة جديدة لتوليد الطاقة من النفايات بنظام المنتج المستقل.
ويتم تطوير المحطة الجديدة على مقربة من مطمرة الظفرة في إمارة أبوظبي، وستتراوح طاقتها الإنتاجية لمعالجة النفايات بين 600 ألف و900 ألف طن من النفايات سنوياً، ما يكفي لتوفير الكهرباء لنحو 22500 منزل في دولة الإمارات، ما يجعلها واحدة من أكبر محطات تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة، ومن المتوقع أن تسهم المحطة في خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 1.5 مليون طن سنوياً، ما يعادل إزالة أكثر من 300 ألف سيارة من الطريق.

طاقة شمسية كهروضوئية
على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة الشهر الحالي، كشفت شركة «الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة» عن عزمها تطوير مشروع طاقة شمسية رائد فوق أحد مكبات النفايات التابعة لشركة «بيئة»، ليكون الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات.وسوف تقوم «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة» بتطوير مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية الذي تصل قدرته الإنتاجية إلى 120 ميجاواط، وسيتم تنفيذه بتركيب ألواح طاقة شمسية كهروضوئية على سطح مكب النفايات، وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، حيث يتوقع استكمال المرحلة الأولى بحلول عام 2023.وتأسست «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة» عام 2017 وفق شراكة بين «مصدر» وشركة «بيئة»، حيث كانت محطة تحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة، ضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات، أولى مشاريع الشركة، وستزود المحطة، المقرر اكتمالها أواخر هذا العام، شبكة كهرباء إمارة الشارقة بـ30 ميجاواط من الطاقة النظيفة، تكفي لتزويد 28 ألف منزل بالكهرباء، وذلك عبر تحويل أكثر من 300 ألف طن من النفايات البلدية الصلبة غير القابلة لإعادة التدوير بعيداً عن مكبات النفايات سنوياً.

تمويل المشاريع في المالديف
مؤخراً، حصل مشروع «تحويل النفايات إلى طاقة في جزر المالديف»، والذي ساهم صندوق أبوظبي للتنمية في تمويله على شهادة الاعتماد من المعهد العالمي للابتكار (GINI).
وقال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: إن الصندوق يمتلك تجربة غنية في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة المبتكرة سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، وإطلاق المبادرات للاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وإنشاء قطاعات اقتصادية جديدة كتحويل النفايات إلى طاقة.
ويسهم المشروع المبتكر لتحويل النفايات إلى طاقة في المالديف، الذي تبلغ قيمته 22 مليون درهم «6 ملايين دولار» في توفير حوالي 4 ميجاوات من الطاقة المتجددة من خلال حرق النفايات وتوليد الكهرباء.
ويعالج المشروع 55 ألف طن من النفايات الصلبة سنوياً، وستعمل المحطة على تزويد 3 جزر بالكهرباء، ليغطي احتياجات أكثر من 122 ألف فرد.

الطاقة المستدامة والاقتصاد الدائري
عثمان آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات يقول: إنتاج الطاقة المستدامة يعد أمراً محورياً لمستقبل دولة الإمارات، مشيراً إلى الاهتمام بتوسيع محفظة مشاريع الشركة، لتشمل مشاريع الاقتصاد الدائري من خلال تحويل النفايات إلى طاقة، في إطار جهود الشركة الهادفة للحد من طمر النفايات وتحفيز الاقتصاد، والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

تكاليف إنتاج الطاقة
تسهم سياسة إنتاج الطاقة من النفايات في إمارة أبوظبي، التي أطلقتها دائرة الطاقة بأبوظبي الشهر الجاري في دعم وتمكين مشاريع توليد الطاقة من النفايات، عبر تحديد عدد من الآليات.
ووفقاً للسياسة، ينبغي أن يقدم إنتاج الطاقة من النفايات قيمة ومردوداً مادياً ومخصصاً معقولاً ومناسباً لاسترداد تكاليف إنتاج الطاقة من النفايات للمستخدمين النهائيين للنفايات والطاقة.
وتؤكد السياسة أهمية أن تكون مشاريع إنتاج الطاقة من النفايات آمنة وموثوقة وفعالة، وأن تطبق مبدأ الشراء الاقتصادي.

حلول للمشكلة
محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ «مصدر» يؤكد أن النفايات تعتبر أزمة متنامية في منطقة الخليج، موضحاً أن المشروع الجديد المزمع تطويره بالتعاون مع «بيئة»، من شأنه أن يقدم حلاً للدول للاستفادة من مكبات النفايات المغلقة القائمة من أجل توفير طاقة نظيفة، بالتوازي مع المساهمة في دعم تحقيق أهداف الإمارات للطاقة النظيفة وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، حيث سيشكل المشروع نموذجاً مهماً يتم تكراره وتطبيقه في مكبات نفايات أخرى بالمنطقة.

مشروع إيست روكينجهام
وقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» نهاية العام الماضي، اتفاقية مع مجموعة «ترايب انفراستركتشر»، لتأسيس شركة مشتركة لتطوير مشاريع تحويل نفايات إلى طاقة على مستوى المرافق الخدمية في أستراليا.وكانت كل من «مصدر» و«ترايب» أعلنتا في يناير 2020 عن الاستحواذ على حصة 40 % في مشروع «إيست روكينجهام لتحويل النفايات إلى طاقة» في مدينة بيرث بالغرب الأسترالي.وتجري حالياً أعمال إنشاء المحطة، البالغة تكلفتها 511 مليون دولار أسترالي، في منطقة روكينجهام الصناعية، وسوف تدخل المحطة حيز التشغيل في أواخر عام 2022. وتتمكن المحطة، بعد اكتمال بنائها، من معالجة حوالي 300 ألف طن من النفايات البلدية والتجارية والصناعية غير القابلة لإعادة التدوير، وما يصل إلى 30 ألف طن من المواد الحيوية الصلبة سنوياً.وستقوم المحطة أيضاً بمعالجة ما يقرب من 70 ألف طن سنوياً من الرماد الناتج عن حرق النفايات، كما ستقوم بتوليد 29 ميجاواط من الطاقة المتجددة، وهو ما يكفي لتزويد أكثر من 36 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي أكثر من 300 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.في أكتوبر 2020، أعلنت كل من «أوبال» الأسترالية و«سويز أستراليا ونيوزيلندا» عن انضمام «مصدر» و«ترايب» إليهما كشركاء مساهمين في تطوير محطة ماريفيل لتحويل النفايات إلى طاقة في ولاية فيكتوريا الأسترالية، حيث ستقوم المنشأة بتحويل ما يقارب 325 ألف طن من النفايات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©