الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفترات السيئة تقود للأزمنة الجيدة

الفترات السيئة تقود للأزمنة الجيدة
3 يناير 2021 01:51

«الانتصار الأكبر في الحياة، هو بالنهوض، وليس بعدم السقوط» نيلسون مانديلا، زعيم جنوب أفريقيا الراحل
يصعب العثور عمن تأسف على العام المنصرم. إنه عام استثنائي، صار كذلك بفعل أزمة عالمية اقتصادية اجتماعية معيشية صحية وحتى سياسية، نتجت عن وباء لم يتوقعه أحد.
ولأن الأمر كذلك، ليس هناك من يتمنى أن «ينعاد» مرة أخرى، في ضربة نادرة للمقولة الشهيرة: «ينعاد عليكم». العام 2020 أتى بتجربة مرت بها الإنسانية، قيل إنها لا تحدث إلا كل قرن من الزمن.
وكانت أزمة السنة المنصرمة أشد وطأة، لأنها أتت في الواقع بعد 12 عاماً تقريباً من أزمة اقتصادية عالمية بتبعاتها الاجتماعية والسياسية المعروفة، قال عنها آنذاك رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الشهير ألان جرينسبان: إنها «لا تحدث إلا كل مائة عام».
لنترك التوصيفات الصادمة التي لا تنتهي جانباً. دخل العالم في سنة جديدة، وهمه الأول فيها ليس أقل من التعافي الشامل المأمول، في وقت لم تتضح فيها معالم الخلاص من الآثار التي تركها العام الفائت.
صحيح أن الآمال كبيرة، لكن الصحيح أيضاً أن المسار العالمي لا يزال ضبابياً، وهذا أمر طبيعي، في ظل التطورات الراهنة على الساحة الدولية. من دون أن ننسى، أن الفترات السيئة تقود بالضرورة إلى الأزمنة الجيدة.
وهذا هو المطلوب، بينما تظهر المؤشرات تلو الأخرى التي تدل على نجاعة «الحرب» الدوائية ضد فيروس «كورونا» المستجد. فاستكمال اللقاحات على نطاق عالمي، يعني عودة هذا العالم إلى أوضاعه الطبيعية التي سبقت الوباء، ويعني أيضاً أن العمل والأمل سيسيران جنباً إلى جنب، لاحتواء مخلفات الأزمة، ولتحقيق التعافي الحتمي.
المهمة ليست سهلة، خصوصاً في ظل التحولات الاقتصادية التي جلبها تفشي الوباء، لكن العالم قادر عليها، متسلحاً بما اكتسبه من خبرات في وقت الأزمات.
فدروس الأزمنة الصعبة، أكثر سهولة في الوصول إلى متلقيها، خصوصاً أن هذا العالم أظهر تكاتفاً، هو بحد ذاته أداة من أدوات التعافي في كل الميادين. في العام الجديد، سيعود الاقتصاد العالمي إلى حراكه، حتى أن عودته قد تكون أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة. لماذا؟ لأنه سيعمل أولاً على إزالة آثار هذه الأزمة، وثانياً لأنه سيمضي نحو النمو المطلوب، بعد انكماش متفاوت لم يكن في حسبان أحد.
ستكون هناك تحولات، ستغير بعضاً من الشكل الذي كان قائماً قبل العام 2020. وعلى هذا الأساس سيمثل العام الجديد سنة التعافي والتحول.
التحول نحو الأفضل، مع خبرة متماسكة في مواجهة الأزمات والمفاجآت، والتعافي الذي سيعيد للاقتصاد العالمي «رشاقته» ومرونته وإنتاجه ونموه، وليؤكد أن الحياة تبقى أقوى من الأزمات والأوبئة وحتى الصدمات غير المتوقعة. إنها العنصر المستدام مهما كانت فداحة المتغيرات ووحشيتها. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©