عدد اليوم
حوار: يوسف العربي
ركزت خطة الترويج الخارجي لمدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، خلال العام الجاري، على أكثر من 9 أسواق عالمية، بحسب محمد غريب نائب الرئيس، تقديم الخدمات بالمناطق الصناعية - مدينة خليفة الصناعية. وقال غريب لـ «الاتحاد»: إن إمارة أبوظبي تتمتع بجاذبية كبيرة في أوساط المجتمع الاستثماري الدولي، بفضل ما توفره من فرص متنوعة للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات على حد سواء، مؤكداً أن مدينة خليفة الصناعية تعمل على مواصلة استقطاب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، بعدما نجحت في تأسيس قاعدة قوية من المستثمرين الدوليين من عدة دول مثل الصين والهند. وأوضح أن مدينة «كيزاد» عملت خلال العام الجاري ضمن استراتيجية مدروسة، توجهت من خلالها إلى تعزيز حضور المستثمرين من أسواق مثل البرازيل، واليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية. ولفت إلى أن الخطط شملت أيضاً فتح قنوات التواصل والسعي إلى إبرام المزيد من الشراكات الناجحة لاستقطاب المستثمرين من دول جديدة مثل فرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلاندا.
أبوظبي للاستثمار
وقال: إن مدينة خليفة الصناعية تعمل عن كثب مع مكتب أبوظبي للاستثمار، حيث يقومان سوياً بعقد مؤتمرات افتراضية ليتم الشرح من خلالها للأسواق المستهدفة المزايا الاستثمارية التي توفرها الإمارة، والإمكانات الكبيرة التي توفرها مدينة خليفة الصناعية للمستثمرين بمختلف نشاطاتهم وأحجام أعمالهم، حيث نوفر نطاقاً واسعاً من الخدمات تتناسب مع المتطلبات الخاصة بأعمال كل مستثمر أو شركة، ابتداءً من مكتب صغير، وصولاً إلى مجمعات أعمال بمساحات كبيرة جداً، مروراً بالخيارات المتنوعة لمرافق التخزين التي تم بناؤها بأفضل المعايير الدولية.
ولفت إلى التصميم المميز لمدينة خليفة الصناعية، الذي يتيح ميزة مهمة للشركات تتمثل بالتقارب بين المستثمرين والموردين، حيث يرتكز المخطط العام للمدينة على القطاعات، ويسهم في تقريب الشركات إلى مورديها ومتعامليها بما يخفض التكاليف، ويعزز كفاءة الأعمال بالنسبة للمستثمرين.
قطاعات اقتصادية
وحول أهم القطاعات الاقتصادية الممثلة في مدينة خليفة الصناعية، قال غريب: إن أهم ما يميز مدينة خليفة الصناعية، هو الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها وقدرتها على تقديم أفضل الخدمات للشركات والمؤسسات المحلية والدولية، بغض النظر عن النشاط الاقتصادي الذي تمارسه.
وأوضح أن الاستثمارات الحالية في المدينة تتوزع على مختلف قطاعات الأعمال، بما فيها اللدائن البلاستيكية والأغذية والمعادن وصناعة السيارات، وقطاع النفط والغاز، والخدمات اللوجستية، والتجارة والصناعات الدوائية.
وأضاف أن مدينة خليفة الصناعية التابعة لموانئ أبوظبي، تضم حالياً أكثر من 600 شركة محلية وإقليمية وعالمية وبفضل إمكانات الربط الاستثنائية بمراكز التجارة الحيوية ومن ضمنها ميناء خليفة التي تقدمها إلى المتعاملين، والبنية التحتية المتكاملة والمتطورة وبيئة الأعمال المتميزة التي توفرها للمستثمرين، استطاعت مدينة خليفة الصناعية استقطاب مجموعة واسعة من الشركات التي تغطي أعمالها نطاقاً متنوعاً من قطاعات الأعمال الصناعية والتجارية واللوجستية، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستفيد من المزايا المتعددة التي توفرها المدينة لمساعدتهم في تنمية أعمالهم.
حوافز وتسهيلات
وأشار غريب إلى أن موانئ أبوظبي تتبنى استراتيجية عمل تتسم بالمرونة، وتتمتع بفهم عميق لاحتياجات الأسواق ومتطلبات متعامليها، الأمر الذي أتاح لنا منذ بداية الجائحة اتخاذ خطوات مهمة وفرت الكثير من الدعم والمساعدة، سواء للمتعاملين الحاليين، أو المتعاملين الجدد الراغبين في إطلاق أعمالهم من أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، قامت بالإعلان عن عدد من المبادرات لتخفيف أعباء المتعاملين والمستثمرين وتمكينهم من مواجهة التحديات التي فرضتها الجائحة، واشتملت المبادرات على عدد من التسهيلات مثل تأجيل تاريخ استحقاق الإيجار لمدة ثلاثة أشهر خلال الربع الثاني من العام الجاري، وتجميد العمل بنظام غرامات التأخير في السداد، ورسوم خدمة «توثيق». وضمت حزمة التسهيلات مجموعة من الإجراءات للمستثمرين الجدد مثل إلغاء رسوم طلبات التسجيل الجديدة، وتخفيض قيمة الإيجار بنسبة 25% للسنة الأولى، بالإضافة إلى توفير خدمات «توثيق»، وتسجيل عقود المساطحة، المعفية من الرسوم، مجاناً إلى جميع أصحاب الأنشطة التجارية والصناعية.
وإلى جانب ذلك، تم تخصيص بعض التسهيلات لدعم أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر إطلاق حزمة تسهيلات اقتصادية تتيح وفورات تصل إلى 36% على رسوم الشركات في المنطقة الحرة.
وأوضح أن مدينة خليفة الصناعية قامت قبل ذلك بتخفيض رسوم تأجير الأراضي الصناعية بنسبة 25% للشركات الجديدة، تماشياً مع المبادرة الوطنية التي أطلقها المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي ضمن برنامج «غداً 21»، من أجل إضافة ميزة تنافسية للشركات التي ستبدأ في تأسيس أعمالها المدينة.
وضمن إجراءات تبسيط إجراءات الحصول على الخدمات المتنوعة المقدمة إلى متعامليها، قامت مدينة خليفة الصناعية بإضافة حزمة جديدة من الخدمات الرقمية، بالتعاون مع بوابة المقطع التابعة لموانئ أبوظبي، ليصل عدد الخدمات الرقمية التي توفرها مدينة خليفة الصناعية لتعامليها إلى 84 خدمة، مع الحرص في الوقت ذاته على ضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية التي طبقتها مدينة خليفة الصناعية لدعم جهود مواجهة انتشار (كوفيد-19)، من خلال توفير خيارات بديلة للمتعاملين تتيح لهم مواصلة أعمالهم بشكل آمن.
جهوزية كاملة لتخزين وتوزيع اللقاحات
أكد محمد غريب، نائب الرئيس- تقديم الخدمات بالمناطق الصناعية- مدينة خليفة الصناعية، جهوزية موانئ أبوظبي لتخزين وتوزيع لقاحات «كوفيد- 19»، مؤكداً أن موانئ أبوظبي ستواصل العمل مع شركائها في «ائتلاف الأمل» الذي جرى إطلاقه مؤخراً في إمارة أبوظبي، بهدف دعم الجهود العالمية لإيصال مليارات الجرعات إلى جميع أنحاء العالم. وتؤكد هذه الخطوة التزام موانئ أبوظبي بتسخير كافة قدراتها اللوجستية لترسيخ مكانة إمارة أبوظبي الإقليمية والعالمية كمركز لوجستي حيوي متميز.
وأضاف أنه في إطار التزامها الراسخ بمكافحة جائحة (كوفيد-19)، حرصت موانئ أبوظبي على الاستفادة من إمكاناتها المتقدمة، وخصصت منشآت تخزين مبرد متطورة تمتد على مساحة 19.000 متر مربع في مدينة خليفة الصناعية، تتيح إمكانيات تخزين وتوزيع 70 مليون جرعة لقاح، حيث تم تزويد هذه المنشآت بقدرات تبريد في درجات حرارة منخفضة وفائقة الانخفاض تتراوح ما بين (-80) إلى 8 درجات مئوية، وبأنظمة حديثة لضبط درجات الحرارة والرطوبة تُدار رقمياً من خلال لوحة تحكم متطورة، ما يجعل هذه المنشآت مناسبة لكل أنواع اللقاحات المتوافرة حالياً».
تمثيل قوي للشركات الصغيرة والمتوسطة
أكد محمد غريب، نائب الرئيس، تقديم الخدمات بالمناطق الصناعية- مدينة خليفة الصناعية، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تعتبر المحرك الرئيسي للاقتصاد ومن أهم ركائز التنوع الاقتصادي، كما تمثل محوراً رئيسياً في مسيرة التنمية في إمارة أبوظبي، خاصة أن أعمالها تتوزع على كامل قطاعات الأعمال مثل قطاع التجارة والخدمات والصناعة.
وقال: إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تتمتع بتمثيل قوي في مدينة خليفة الصناعية، حيث يتواجد بها عدد كبير من هذا النوع من الشركات التي تستفيد من عروض القيمة المتميزة التي نوفرها لأعمالهم.
ولفت إلى أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة يشهد ازدهاراً كبيراً بفضل الرعاية التي يحظى بها من قبل القيادة الرشيدة، حيث تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة 98 بالمئة من جميع الشركات المسجلة في إمارة أبوظبي، وتساهم بحوالي 29 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للإمارة.
وفي ضوء ذلك، حرصت مدينة خليفة الصناعية دائماً على ترسيخ مكانتها كبيئة أعمال جاذبة لمثل هذا النوع من الأعمال، من خلال توفير الكثير من المزايا والتسهيلات التي توفر الدعم لجهود المتعاملين في سبيل تنمية أعمالهم وتطويرها.
