الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اتحاد الإمارات.. تحليل ثلاثي الأبعاد

اتحاد الإمارات.. تحليل ثلاثي الأبعاد
3 ديسمبر 2020 04:11

يمتد تاريخ اتحاد الإمارات العربية المتحدة إلى خمسة عقود، وفي الوقت نفسه، حققت إنجازات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة مقارنة بتاريخ صعود وتطور الأمم، في العقود الثلاثة الأولى توطدت قاعدتها بفضل مؤسسها وباني نهضتها المغفور له، والدنا الشيخ زايد وإخوانه رحمهم الله.
منذ إنشاء الاتحاد، لم يكن الهيكل العالمي والإقليمي مستقراً، على العكس من ذلك، هناك العديد من المتغيرات المؤثرة بشكل مباشر، مثل انهيار أسعار النفط في سبعينيات القرن الماضي، وتلا ذلك أزمة ارتفاع عجز موازنة الدول المتقدمة، حرب الخليج الأولى التي استنزفت موارد المنطقة، وأزمة الكساد التضخمي، وانهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي. وأخيراً وليس آخراً حرب الخليج الثانية وآثارها اللاحقة على الوضع الاقتصادي لدول المنطقة. 
رغم كل هذه الأحداث المربكة، تجاوزتها القيادة السياسية، ومضت قدماً نحو بناء التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبالمثل، فقد واكبت التطورات المتتالية مثل ثورة الإنترنت والتكنولوجيا والاتصالات، والبيانات، ونتائج الثورة الرابعة التي تلت ذلك، واتجاهاً مواكباً للمتغيرات نحو الأنشطة الاقتصادية مثل استكشاف الفضاء.
وتحليل اقتصادي ثلاثي الأبعاد لهذه المسيرة التطورية والتنموية، نعبر عنها من خلال الأسئلة التالية: كيف أرادت قيادتها السياسية أن تكون؟ كيف يراها العالم الخارجي؟ ما مدى جاذبيتها الاقتصادية؟
يعد بُعد البنية التحتية المتقدمة أحد الركائز الأساسية لترسيخ أسس الاستدامة الاقتصادية والتنموية، لذلك أولت الحكومة أهمية كبيرة لهذا الجانب، وكان من أساسيات الإنفاق الاستثماري الحكومي، تمتلك الدولة، سلسلة من الطرق والجسور والأنفاق التي تربطها، وسلسلة من الموانئ البحرية والمنافذ البرية، ومطارات دولية مرتبطة بالعالم الخارجي، وشبكة ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات وتقنيتها الرقمية وشبكاتها، والنقل والمواصلات بمحطاتها المتعدد.
بُعد السياحة، وهو ترويج من الدرجة الأولى عبر تراكم الانطباع لدى زواره، وبالتالي يخلق عددا كبيرا من السياح، من ناحية، له تأثير كبير على العديد من القطاعات الاقتصادية التي تدعم الأنشطة السياحية، مثل الضيافة، والنقل، والمطاعم، والتجزئة، وغيرها، وعليه، بلغ عدد السائحين 27.14 مليون سائح في عام 2019 مقارنة بـ 3.9 مليون سائح في عام 2000. بمتوسط معدل نمو سنوي 19.3%.
تعتبر الدولة من الاقتصادات العالمية التي تتميز بالنجاح والاستقرار ومستوى معيشي مرتفع، إن بُعد الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة هو علامة على جاذبيتها العالمية، حيث بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد في عام 2000 نحو 3.9 مليار درهم، ليصبح في 2019 نحو 566 مليار درهم، أي مضاعفة 145 مرة.
وفي الختام، عبرت الأبعاد عن أسئلة تحليلية تعكس مدى تطور الدولة في فترة وجيزة من تاريخ تقدم الأمم، فمن ناحية، أظهرت رؤية قيادتها التي استخدمت مواردها وتطلعاتها، من خلال استراتيجيات واضحة تقوم على التنفيذ والقياس.

* د. يحيي الشحي
باحث اقتصادي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©