الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كورونا يُنعش التجارة الإلكترونية في أميركا

كورونا يُنعش التجارة الإلكترونية في أميركا
3 ديسمبر 2020 04:11

حسونة الطيب (أبوظبي)

غير المعاناة من ويلاته، أرغم وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الناس على سلك طرق جديدة للحصول على الرعاية الصحية وشراء السيارات والأكل والعمل وممارسة الرياضة، وليس هذا فحسب، بل يتوقع كثيرون استمرار هذه العادات حتى بعد انقضاء هذا الوباء. 
تسببت الجائحة، في الكيفية التي يتصرف بها الشعب الأميركي، من خلال تسريع تبنيهم للتجارة الإلكترونية، التغييرات التي ربما لن تزول أبداً، وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة ماكنزي آند كومباني الاستشارية، خاض 3 من بين كل 4 أشخاص، تجربة تسوق جديدة جراء فيروس كورونا، بينما يخطط ما يزيد على نصف المستهلكين، للاستمرار في شراء مواد البقالة والسلع الأخرى عبر الإنترنت.

فائدة كبيرة 
وأجبرت الجائحة الأميركيين على تبني التجارة الإلكترونية في غضون 3 أشهر فقط، وهو ما كان قد يستغرق 10 سنوات بدونها. ودفعت إجراءات التباعد الجسدي والحجر الصحي وعمليات الأغلاق والتأثيرات الأخرى الناجمة عن انتشار الفيروس، العديد من المستهلكين، لاستخدام الإنترنت لأغراض التسوق والمقابلات الطبية ودروس اليوجا والدروس الخصوصية، كما وجد الأشخاص من ذوي تجربة التسوق الإلكتروني الجديدة، فائدة كبيرة في هذا النوع من التسوق، وأدى هذا الوضع، لتشجيع الأعمال التجارية لتسريع تبني الخدمات الرقمية، وفقاً لوول ستريت جورنال.
ويقول ستيفان لارسون، مدير كالفين كلاين وبي في أتش، الشركة الأم لتومي هيلفيغر: «ليس من المنتظر عودة المستهلكين لنمط التسوق القديم الذي كان سائداً قبل اندلاع الوباء، وسيمضون قدماً في الطريقة الرقمية الجديدة».

توصيل المشتريات
أسهم التحول السريع، في مساعدة بعض الأعمال على النمو والازدهار، بينما تعاني أخرى أو تفشل في تحقيق النجاح، ما يعكس تباين التعافي في قطاعات الاقتصاد المختلفة، ومن بين الشركات التي تمكنت من تحقيق النجاح، تلك التي سهلت عملية التحول، بما فيها شركات التجزئة على الإنترنت وشركات الخدمات ومؤسسات التقنية والعاملة في توصيل المشتريات، وأعلنت مثلاً بيلتون أنتراكتيف، عن زيادة عائداتها بأكثر من ثلاث مرات لنحو 758 مليون دولار في الربع الثالث، واستفادت الشركة، من ارتفاع الطلب على معداتها الرياضية المنزلية، التي تتصل معظمها بالإنترنت.
ومن بين الأعمال التي تعثرت، تلك التي لم تقدر على عملية التحول، مثل الكثير من المطاعم والمحلات التجارية للبيع المباشر، وسجل مستوى إغلاق محلات التجزئة في أميركا، رقماً قياسياً خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث السنة في طريقها لتسجيل أرقام قياسية أخرى في عمليات الإفلاس والتصفية.

إنفاق المستهلك 
ربما تكون بعض التغييرات التي أملاها الوباء، والتي ينفق الناس فيها أموالهم، مؤقتة مثل الابتعاد عن النشاطات التي تتطلب التقارب مع الآخرين، وفي ظل تخلي العديد من الأميركيين، عن السفر بالجو والأكل في المطاعم وقفل نوافذ تذاكر الترفيه من ديزني لاند إلى برودواي، تراجع إنفاق المستهلك على الخدمات، بنسبة قدرها 7.2% خلال الربع الثالث، مقارنة بذات الفترة من العام 2019، وساعد ذلك، في توفر المال لإنعاش مشتريات السلع بنحو 6.9% خلال الفترة نفسها.  ارتفعت حصة التجارة الإلكترونية في قطاع تجارة التجزئة الأميركية لنحو 16.1% خلال الربع الثاني من العام الجاري، من واقع 10.8% في 2019 وبنحو 0.9% من إجمالي مبيعات التجزئة قبل 20 عاماً، بحسب وزارة التجارة الأميركية.

اتفاقية مع جوجل
وفي محلات مايسيز، تشكل التجارة الإلكترونية في الوقت الراهن، 43% من المبيعات، من نسبة 25% قبيل اندلاع الوباء، ولمقابلة الطلب المتصاعد، أبرمت المحلات اتفاقية مع جوجل، لتحسين نتائج محرك بحثها وإضافة عمليات التوصيل اليومية، للطلبيات التي تتم على الإنترنت. 
ينجم عن التحول في سلوك المستهلك، تطور في طرق جديدة للتوزيع، مثل المحلات التي يقتصر نشاطها على الإنترنت فقط، أو عمليات الشراء التي تتم على الشبكة العنكبوتية ويقوم عمال بجمعها وتوصيلها للعملاء. كما خضعت طرق الدفع أيضاً، للتغير بأنماط قابلة للاستمرارية. 

البطاقات بديلة للنقد
في مسح أجراه في يوليو الماضي، وجد بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) في سان فرانسيسكو، أن %28 من المشاركين، يستخدمون البطاقات بدلاً من السيولة النقدية مقابل مشترياتهم، تفادياً لانتقال عدوى الوباء. وشكلت عمليات الدفع من دون الملامسة في شبكة ماستر كارد، %41 خلال الربع الثالث من جملة عمليات الشراء حول العالم، بينما كانت  %37 في الربع الثاني و%30 قبل سنة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©