الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تضاعف الطلب على حلول «تحديد الهوية» خلال «كورونا»

تضاعف الطلب على حلول «تحديد الهوية» خلال «كورونا»
20 نوفمبر 2020 00:41

يوسف العربي (أبوظبي)

أدت جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» والإجراءات الاحترازية المرتبطة بها إلى تسارع وتيرة التحول الرقمي على نحو غير مسبوق، ما أدى على تضاعف إقبال الشركات والمؤسسات على حلول «تحديد الهوية عن بُعد» بما يضمن استمرارية الأعمال، مع الحفاظ على أعلى قدر ممكن من الأمان والموثوقية، بحسب خبراء ومسؤولين بشركات تكنولوجيا عالمية. وأكد هؤلاء لـ«الاتحاد» أن حلول «تحديد الهوية عن بُعد» المعتمدة بهوية الإمارات الرقمية تشكل نموذجاً عملياً يعد الأكثر أماناً وموثوقية، حيث تجمع بين كلمات المرور والمصادقة الثنائية والقياسات الحيوية. وأوضحوا أن حلول تحديد الهوية قيد الاستخدام في الوقت الحالي، تتنوع بين مثل كلمة المرور و(المصادقة الثنائية) والقياسات البيومترية (الحيوية)، وصولاً إلى تحديد القياسات البيومترية اللاتلامسية التي تستفيد من التعرّف على بصمات الوجه أو قزحية العين.

إقبال مضاعف 
ومن جانبه أكد ريتشارد ميخايل، رئيس «آيديميا» في الشرق الأوسط وأفريقيا لـ «الاتحاد»، أنه مع فرض إغلاقات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا وتبني حلول العمل والتعلم عن بُعد، أقدمت الهيئات والسلطات الحكومية والشركات والكيانات الخاصة إلى تحويل الخدمات إلى شبكة الإنترنت لضمان قدرة أفراد المجتمع على التواصل وإجراء المعاملات اليومية.
وأشار إلى تجاوب السكان في منطقة الشرق الأوسط مع هذه «الهجرة الرقمية»، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» (PwC)، أن نسبة المستهلكين الذين يتسوقون عبر شبكة الإنترنت ارتفعت إلى 53% ممن شملهم الاستطلاع، في حين سجلت هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) على سبيل المثال، حوالي 900 ألف معاملة عبر تطبيق الهاتف المحمولة الخاص بها خلال ثلاثة أشهر، بزيادة قدرها 38% تقريباً على أساس سنوي.
ونوه بأن التحول الرقمي السريع أدى إلى إحداث زيادة كبيرة في نشر حلول تحديد الهوية عن بُعد، وذلك من أجل ضمان أن يكون المواطن أو المقيم المعني بالخدمة هو من يقوم بالمعاملة من خلال استخدام تقنيات المصادقة.
وأشار إلى وجود أنواع مختلفة من حلول تحديد الهوية قيد الاستخدام في الوقت الحالي، مثل كلمة المرور والمصادقة الثنائية وبالطبع القياسات البيومترية (الحيوية)، وصولاً إلى تحديد القياسات البيومترية اللاتلامسية التي تستفيد من التعرّف على بصمات الوجه أو قزحية العين.
وأضاف أن كل أنواع حلول تحديد الهوية هذه يجري استخدامها عن بُعد، ولكنها تتمتع بدرجات متفاوتة من الأمان ويمكن استخدام كل حلّ بمفرده أو مع الآخر، من أجل تحسين درجات الأمان.

وتعتبر السمات البيومترية، مثل قزحية العين أو الوجه أو بصمات الأصابع، الطريقة الأكثر أماناً لتحديد هوية الفرد، ويتم استخدامها على نطاق واسع في إنشاء هوية رقمية آمنة للفرد، والذي يمكن بعد ذلك نشرها من أجل تحديد ومصادقة شخص ما للمعاملات الرقمية الحكومية أو الخاصة.
وقال: إن الهوية الرقمية التي تستفيد من قاعدة البيانات تعمل بالمقاييس البيومترية، هي حلٌ  واسع الانتشار يتم استخدامه بشكل متزايد للولوج إلى الخدمات الحكومية أو الخاصة، والهوية الرقمية «UAE Pass» تعد نموذجاً أمناً وموثوقاً، وتعد الهوية الوحيدة التي تتمتع بالثقة في الدولة من أجل الوصول إلى الخدمات التي تقدمها الهيئات المحلية والاتحادية.

بناء الثقة 
وأكد ميخايل، أن الهوية الرقمية باتت مسألة أساسية من أجل بناء نموذج يقوم على الثقة عبر شبكة الإنترنت، ويساعد في التحقق من صحة المعاملات وهويات المستخدمين بشكل موثوق، حيث سمح للهيئات والكيانات الحكومية والخاصة لمعرفة مع مَن يتعاملون معه، ومن جهة أخرى، تتيح للمستهلكين معرفة أنهم يتعاملون مع طرف موثوق به.
وأوضح أن استخدام القياسات الحيوية هو الإسهام الوحيد الأكثر فعالية للهوية المعزّزة، وعلى العكس من كلمات المرور (شيء تعرفه) أو الجهاز (شيء تملكه)، فإن القياسات البيومترية هي الوسيلة الوحيدة التي تنشئ رابطاً بين الهويات المادية والرقمية.
ولفت إلى أنه بالنسبة للمؤسسات الخاصة، فإنه يمكنها الاستفادة من هوية رقمية آمنة وموثوق بها، وذلك من أجل التحقق من العملاء واستضافتهم بكفاءة وفعالية، وهو ما يقلل من حالات الاحتيال والخسائر.
وذكر أنه في عام 2017، عانى مشغلو الهاتف المحمول على مستوى العالم من خسائر بقيمة 7 مليارات دولار بسبب الاحتيال في الاشتراك والاستيلاء على الحسابات، ولكي نكون قادرين على التحقق والتمييز بين عميل شرعي ومحتال محتمل، يتم استخدام هوية رقمية بطريقة القياسات البيومترية، والذي يعد بالتأكيد وسيلة فعّالة ومجدية لتقليل الخسائر المالية.

المرونة الرقمية 
ومن جهته، قال جون جريم، نائب الرئيس لشؤون استراتيجية الحلول الرقمية لدى «إنتراست»: إن جائحة «كوفيد-19» أدت إلى تسريع التحول الرقمي في عدد كبير من الشركات حول العالم، فلم يعد الأمر مقتصراً على العمل عن بُعد، بل برزت الحاجة أيضاً إلى إيجاد طرق جديدة للتواصل مع المستخدمين النهائيين افتراضياً.
وأضاف: رافق الاعتمادَ السريعَ للمرونة الرقمية ارتفاعٌ حاد في المخاطر، إذ يرسل قراصنة الإنترنت رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية للموظفين بهدف الحصول على كلمات المرور الخاصة بهم، أو الوصول إلى خوادم وبيانات الشركة الحساسة، أو لمجرد تسهيل عمليات النصب والاحتيال، ما أدى بدوره إلى زيادة الإقبال على اعتماد حلول تحديد الهوية عن بُعد.
واستكمل: مع ملايين الهجمات التي ظهرت منذ بداية الزيادة الهائلة في أعداد الطلاب والعاملين عن بُعد في الشرق الأوسط، اتجهت المؤسسات نحو المصادقة متعددة العوامل، التي تسهم في تعزيز حماية هويات المستخدمين والأنظمة التي يصلون إليها، وتم تزويد الشركات بأدوات متقدمة لتأمين هويات موظفيهم وبياناتهم.

حلول متعددة 
وأوضح أن الوصول إلى أنظمة الحوسبة الشركة بأمان وتأمين هويات الموظفين أمر بالغ الأهمية، حيث يجب أن تتأكد كل شركة من هوية القادرين على الوصول إلى هذه الموارد، وتحديد المصادر التي يُسمح لكل موظف بالوصول إليها.
ولفت إلى أنه يمكن للشركات أن تجمع بين العديد من حلول تحديد الهوية لتوفير إدارة الهوية بموثوقية عالية، مع إتاحة حلول التشفير لضمان وصول المستخدمين المصرح لهم دون غيرهم إلى خوادم وبيانات الشركة وتوفير أقصى درجات الأمان.
وأضاف: أمضت الشركات الأشهر الماضية في تمكين موظفيها في مجال العمل عن بُعد، ومن المرجح أن تستمر في العمل بهذه الطريقة حتى بعد انتهاء أزمة كوفيد-19، ولكن يتمثل التحدي الرئيس في كيفية الحفاظ على الأمن الرقمي للموظفين أينما كانوا.
وأشار إلى عدد من الحلول التقنية التي تلعب دوراً رئيساً في تأمين وإنشاء حوكمة للسياسة الخاصة بهذه الخدمات، بما في ذلك شهادات بروتوكول أمان طبقة النقل/‏‏‏ بروتوكول طبقة المنافذ الآمنة لتشفير المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى خدمات الاتصال عبر الشبكات الافتراضية الخاصة لإجراء اتصالات آمنة عن بعد والمصادقة على التطبيقات السحابية وتأمين البريد الإلكتروني، وغيرها الكثير.
وأوضح أن المزيد من الشركات تتجه هذا العام إلى حلول تقنية البنية الأساسية للمفاتيح العامة بهدف تأمين المصادقة وأجهزة إنترنت الأشياء والتطبيقات السحابية، إذ كشفت إحدى الدراسات الحديثة التي أجراها معهد بونيمون حول توجهات تقنية البنية الأساسية للمفاتيح العامة وإنترنت الأشياء ازدياد الطلب على هذه التقنية على الصعيد العالمي، حيث بلغت نسبة استعمالها للوصول إلى التطبيقات القائمة على الحوسبة السحابية إلى 82%، بعد أن وصلت نسبة استعمالها مع أنظمة مصادقة المستخدم إلى 70% قبل انتشار أزمة كوفيد-19.
أكدت شركة جينيتك، اتجاه المنظمات ذات الأحجام المختلفة إلى التحكم في الوصول لمنشآتها ومرافقها لمنح وإلغاء الوصول للمرافق والمنشآت الآمنة الخاصة بها، لافتة إلى إيجاد حلول لانتقال مزيد من المنظمات الصغيرة والمتوسطة الحجم إلى أنظمة إدارة الهوية المعتمدة على السحابة والتي يمكن تنفيذها بسهولة.
ونوهت بأن استخدام حلول إدارة الهوية والوصول المادية تعد الأكثر مناسبة للمؤسسات لتأمين وحماية أنظمتها ومنشآتها، من خلال إدارة طلبات الوصول بشكل فعال والمعتمدة على هوية الفرد والسياسات الأمنية. 

سامانثا مدريد: توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي  
قالت سامانثا مدريد، نائب رئيس الأعمال والاستراتيجية الأمنية، «جونيبر نتوركس»: إن الشركات باتت تولي أهمية بالغة بمسألة الثقة الكاملة في منتجات حماية الشبكات، وتوفير وصول آمن ومتكامل لمعالجة الطبيعة الديناميكية للتهديدات، لا سيما مع وجود قوة عاملة بعيدة إلى حد كبير تصل إلى شبكة الشركة من المنزل والزيادة في أجهزة إنترنت الأشياء.
ونوهت أنه من خلال توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي وباستخدام أجهزة استشعار ذكية ونقاط إنفاذ، تم تحسين حلول قادرة على تحسين الحماية وإمكانية الوصول ديناميكيا عند حدوث الهجمات.
ولفتت إلى أن هذه الأنظمة يمكنها توفير رؤية شاملة عبر شبكة المؤسسة لمعرفة الأطراف الموجودة بها وطبيعة نشاطها، ومن ثم توفير الوسائل للحد من المخاطر التي تواجههم بأقل تأثير على المستخدمين النهائيين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©