السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بايدن لن يفتح ذراعيه للصين بلا مقابل

بايدن لن يفتح ذراعيه للصين بلا مقابل
15 نوفمبر 2020 00:44

«القضايا العالقة بين الولايات المتحدة والصين، لن تتغير مع تغيير الإدارة»
 جريج جيليجان، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين
حسناً، هناك اختلاف واضح في تعاطي الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس المنتخب جو بايدن مع الملفات التجارية العالمية، سواء تلك التي تجمع الولايات المتحدة بالدول الحليفة، أو البلدان الأخرى، وهذا ما جعل قضية الحرب التجارية الأميركية- الصينية تبرز بصورة واضحة خلال المعركة الانتخابية على الساحة الأميركية، فبالرغم من خلافات التجارة التي حفلت بها السنوات الأربع الماضية، بين واشنطن وعدة عواصم مؤثرة أخرى، تظل حرب التجارة مع الصين الأبرز والأهم والأكثر تأثيراً ليس فقط على ساحتي الطرفين المتعاركين، بل في ميدان الاقتصاد العالمي، هذا الأخير تلقى ضربات متنوعة من جراء ذلك، حتى إنه عانى من تراجع النمو قبل تفشي وباء «كورونا» المستجد، إلى درجة تنامت معها حالة عدم اليقين، ولا سيما مع معارك تجارية جانبية أخرى تجري هنا وهناك. 
 الصين تراهن على وصول بايدن إلى البيت الأبيض، لكنها لا تضع كثيراً من المال في رهانها هذا، لماذا؟ لأن الرئيس المنتخب لن يحول مؤشر الخلافات التجارية الصينية الأميركية من جهة إلى أخرى، هو يختلف عن ترمب بأنه مستعد دائماً للدخول في حوارات ومحادثات واتصالات، بهدف الوصول إلى الأهداف المرجوة، بينما كان ترمب يتبع أسلوباً مغايراً تماماً، ولهذا شهد العالم سرعة فائقة في فرض رسوم جمركية أميركية إضافية عالية على الواردات الصينية، وكذلك فعلت الصين بالنسبة لوارداتها الأميركية. والرئيس المنتخب، سيكون متفرغاً للمشكلة مع الصين لسبب واحد، وهو أنه لن ينشغل كثيراً بالمعارك التجارية التي نشأت بين بلاده والدول الحليفة (وتحديداً الأوروبية)، لأن إدارته ستكون قادرة على العمل السلس مع الحلفاء، وهذا ما يفسر إسراع قادة أوروبا لتهنئة بايدن، حتى قبل الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية. 
كل المؤشرات تدل على أن تعامل بايدن مع الصين سيكون أكثر مرونة، وهذا يعني أن العلاقات الثنائية ستكون أقل تقلباً، دون أن ننسى أنه لن يكون لدى الإدارة الأميركية المقبلة، عروض بلا مقابل للصين، فالمحاذير التجارية الأميركية حيال بكين، لم تظهر بوصول دونالد ترمب إلى الحكم في بلاده، كانت موجودة بالفعل، في أكثر من ميدان، بما في ذلك الميادين السياسية المتعلقة بسلوكيات الصين في هونج كونج وملف حقوق الإنسان، فضلاً عن المشكلة التايوانية، إلى جانب طبعاً الاتهامات بسرقة حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا الأميركية، والتصادم في مسألة شبكات تكنولوجيا الجيل الخامس للدول الأخرى، ناهيك عن الاتهامات المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، في ما يتعلق بالتجسس، حتى إن هناك خلافات في المنافسة الفضائية.
لذلك، لن تنفرج العلاقات الصينية الأميركية بمجرد وصول بايدن إلى البيت الأبيض، إلا أن ساحات الحوار ستكون مفتوحة على مصراعيها بين الجانبين، ما يوفر أدوات مؤثرة لحل المشاكل القائمة بينهما، وفتح الطرق لتحسين علاقات أضرت المشاكل فيها بالاقتصاد العالمي ككل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©