الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ابن هندي: الأمن الغذائي هدف شراكات «أبوظبي للاستثمار»

إمكانات كبيرة في تطوير التقنيات الزراعية القائمة على أبحاث الفضاء (الصور من المصدر)
11 نوفمبر 2020 01:22

يوسف البستنجي (أبوظبي)

تحقيق الأمن الغذائي أحد الدوافع الرئيسة التي تقف وراء الشراكات التي يعقدها مكتب أبوظبي للاستثمار في مجال التكنولوجيا الزراعية، وفقاً لطارق بن هندي مدير عام المكتب، الذي قال لـ «الاتحاد»، إنه من المهم التذكير بأن الدعم الذي تقدمه إمارة أبوظبي ليس وليد اللحظة، بل كان موجوداً قبل انتشار الوباء بفترة طويلة، ما يؤكد الرؤية والتوقعات طويلة الأمد للقيادة الحكيمة لإمارة أبوظبي.

وتيرة متسارعة
وحول إنجاز المكتب شراكات عدة مع شركات دولية مهمة، قال ابن هندي، إن إنجاز ذلك استغرق أشهراً من العمل والإعداد، إذ تتجاوز هذه الشراكات مجرد الاستجابة لأزمة «كوفيد - 19»، كما أنها تستكمل مسيرة العطاء والإنجازات التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» ورؤيته لتحويل الصحراء إلى أرض مزروعة خضراء، لما فيه رفاهية وازدهار الأجيال القادمة.

  • طارق بن هندي
    طارق بن هندي

وأوضح: «يلعب الابتكار دوراً رئيساً في تسريع وتيرة التقدم الذي يشهده القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي، فقد شهد هذا القطاع تطوراً سريعاً منذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، بفضل إصرار وجهود المنتجين على مستوى الدولة. وهناك أمثلة بارزة تؤكد حرص الدولة على اتباع نهج الابتكار والتي تعود إلى عقدين من الزمن. ونظراً للبيئة الصحراوية التي نعيش فيها، فقد شكل الحفاظ على الموارد المائية أمراً أساسياً، حيث تم بذل جهود كبيرة لتبني وتركيب أنظمة ري حديثة وفعالة محل أساليب الري بالغمر القديمة. وقد شهدنا بين عامي 1999 و2011، انتشار استخدام أنظمة الري الحديثة مثل أنظمة الري بالرش، والتنقيط، والنافورة، والتي شهدت نمواً بمعدل ثلاثة أضعاف تقريباً». 
وأضاف: «لم يتوقف سعينا لتشجيع الابتكار، إذ حرصنا على مواصلة الاستثمار في تطوير أحدث الحلول ودعمها لتحسين نتائج الزراعة الصحراوية. وشهدنا على مدار السنوات القليلة الماضية انتشار المزارع العمودية، والروبوتات الزراعية، والتقنيات الأخرى التي توفر للمزارعين تحكماً أفضل بالإنتاج والحد من هدر الموارد الحيوية».
وقال: «نلتزم في إمارة أبوظبي بتسريع وتيرة الأبحاث والدراسات المرتبطة بالمجالات الزراعية بهدف تطوير أفضل الحلول التي تسهم في إيجاد مستقبل أكثر استدامة. ولتحقيق ذلك، يواصل مكتب أبوظبي للاستثمار دعم الشركات الزراعية المبتكرة والشراكة معها عبر برنامج الحوافز المخصص للتقنيات الزراعية الذي تم إنشاؤه في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية (غداً 21) لتعزيز جهود الابتكار وتطوير الزراعة الصحراوية، وإيجاد حلول للتحديات المحلية وتصديرها عالمياً للمساهمة في مواكبة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي على مستوى العالم». 
وذكر: «في أبريل الماضي، أعلنا عن اتفاقيات مع أربع شركات رائدة في قطاع التقنيات الزراعية هي: (آيروفارمز) و(مزارع مدار)، و(آر إن زد)، و(آر دي آي) لتمكينها من تأسيس مرافق للإنتاج والأبحاث والتطوير الزراعي في إمارة أبوظبي. ومتابعةً لهذه الجهود، دخلنا الآن في شراكة مع ثلاث شركات زراعية مبتكرة أخرى هي: (بيور هارفست سمارت فارمز)، و(فريش تو هوم)، و(نانوراكس) لتطوير مشاريع متقدمة في إمارة أبوظبي». 

  • أساليب زراعية متطورة (من المصدر)
    أساليب زراعية متطورة (من المصدر)

تكنولوجيا زراعية
وقال ابن هندي: «شهد قطاع التكنولوجيا الزراعية خلال الأشهر القليلة الماضية نمواً ملحوظاً في إمارة أبوظبي، بفضل الشراكات التي عقدها مكتب أبوظبي للاستثمار مع شركات رائدة في تطوير التكنولوجيا الزراعية مثل (آيروفارمز) و(مزارع مدار)، و(آر إن زد)، و(آر دي آي). وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نركز على بناء القدرات العلمية والصناعية التي يمكن أن تعزز الخبرات والموارد عبر كامل سلسلة القيمة الزراعية»، موضحاً «ستستثمر (بيور هارفست) في ابتكارات الزراعة الذكية وتقنيات البنية التحتية في مزارعها الجديدة من خلال استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لتحسن ظروف نمو المحاصيل الزراعية. أما (فريش تو هوم)، فستستثمر لتعزيز قدراتها في الزراعة وسلاسل التوريد والمعالجة عبر الزراعة الدقيقة وتربية الأحياء المائية في إمارة أبوظبي. وتعمل هاتان الشركتان على تطوير مشاريع متطورة على الأرض وفي البحر، ما يخلق مستقبلاً غذائياً أكثر أماناً ويساهم في تمكيننا من إنتاج وتنمية المزيد باستخدام أراض وموارد أقل». 
وذكر: «مع التوجهات المتزايدة لمحاكاة البيئة القاسية للفضاء، فإننا نرى إمكانات كبيرة في تطوير التقنيات الزراعية القائمة على أبحاث الفضاء لإيجاد حلول لتحديات رئيسة تواجه استدامة الغذاء. وفي هذا الصدد، تلعب شركة نانوتراكس دوراً مهماً، فمن خلال الدعم والحوافز المتاحة لها عبر مكتب أبوظبي للاستثمار، تقوم الشركة التي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها، ببناء مركز (ستار لاب) للزراعة الفضائية في إمارة أبوظبي ليمثل أول برنامج تجاري من نوعه لأبحاث الفضاء التي تركز على المعارف، وتطوير الابتكارات في مجال الأغذية التي يتم إنتاجها في الفضاء من جهة، وفي البيئات الصحراوية والقاسية على الأرض من جهة ثانية». وتقوم هذه الشركات المتخصصة في التقنيات الزراعية بتسخير الأبحاث لتطوير أحدث التقنيات التي يمكن استخدامها لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمية، والمساعدة في حل التحديات المعقدة وتوسعة المنظومة المحلية المتكاملة للتقنيات الزراعية. 
وأوضح أن الشراكات الجديدة تأتي لتأسيس مرافق للأبحاث والتطوير والإنتاج في إمارة أبوظبي. وتتمتع كل شركة من الشركات بمهارات وقدرات مختلفة ستعزز من الإمكانيات المتكاملة للمنظومة الزراعية في الإمارة. 
وباتت الابتكارات التي طورتها الشركات التي حظيت بدعم مكتب أبوظبي للاستثمار سابقاً هذا العام تساهم في دعم إنتاج أكثر من 24 ألف مزرعة في إمارة أبوظبي، حيث بدأت هذه الشركات ببناء فرق محلية، وإطلاق منتجات ومشاريع جديدة، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات المحلية لتطوير برامج البحث والتعليم.

حلول بديلة
وقال ابن هندي: «سلطت أزمة كوفيد- 19 الضوء على أهمية التكنولوجيا لتطوير حلول بديلة للتعامل مع الوضع الراهن. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، شهدنا تسارعاً في عمليات التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات، مع قيادة الشركات المبتكرة لهذه الجهود لتطوير حلول لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. وقد امتد هذا الاتجاه إلى القطاع الزراعي الذي يتمتع بفرص هائلة للنمو والتطور، ونتطلع لقيادة الابتكار الزراعي ودعم تبني التقنيات الجديدة. وكشفت عمليات الإغلاق التي أعقبت تفشي فيروس كورونا عن نقاط ضعف واضحة في الإنتاج الغذائي وسلاسل التوريد على مستوى العالم، وأثبتت أهمية التقنيات الزراعية، بتركيزها على تسخير التكنولوجيا لتحقيق إنتاج متوازن وآمن وعالي الجودة»، مضيفاً: «ستعمل شراكاتنا مع الشركات المتخصصة في التقنيات الزراعية على تطوير الحلول التي تعالج تحديات الأمن الغذائي العالمي بأسلوب مستدام وطويل الأمد».
وذكر: «تتمتع التقنيات الزراعية بالقدرة على تحسين الإنتاجية، وضمان إنتاج أكثر توازناً للمزارعين باستخدامها للروبوتات الزراعية، وأجهزة الاستشعار البيئية، والتصوير الجوي، وغيرها الكثير من أساليب الزراعة الذكية. كما تساهم التقنيات الزراعية في إيجاد إنتاج أكثر توازناً عند استخدام آليات مثل الزراعة الرأسية، حيث يساهم وجود البيئة القابلة للتحكم في الحد من التباين والمخاطر المختلفة، ما يعزز الإنتاج الزراعي والغذائي للأعداد المتزايدة من سكان العالم».

152 مليون درهم لتعزيز منظومة التقنيات الزراعية في أبوظبي
أبرم مكتب أبوظبي للاستثمار، أمس، اتفاقيات شراكة مع ثلاث شركات زراعية مبتكرة، بهدف تطوير إمكانات منظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي، بالاستفادة من المشاريع والأبحاث المتقدمة في الأرض والبحر والفضاء، تحصل بموجبها شركات «بيور هارفست سمارت فارمز»، و«فريش تو هوم»، و«نانوراكس» على حزم دعم مالية وغير مالية، بإجمالي يبلغ 152 مليون درهم. وستساهم الأبحاث والتقنيات التي ستقوم بتطويرها هذه الشركات في تعزيز القدرات الحالية لمنظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي، كما ستعزز ثقافة الابتكار في القطاع الزراعي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المتنامية على مستوى العالم.

  • الاتفاقيات التي أبرمها مكتب أبوظبي للاستثمار تعزز ثقافة  الابتكار في القطاع الزراعي (أرشيفية)
    الاتفاقيات التي أبرمها مكتب أبوظبي للاستثمار تعزز ثقافة الابتكار في القطاع الزراعي (أرشيفية)

وتأتي الشراكات الجديدة في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها مكتب أبوظبي للاستثمار لتسريع وتيرة نمو منظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي، وكجزء من برنامج الدعم والتحفيز المخصص للتقنيات الزراعية الذي تبلغ قيمته مليار درهم، والذي تأسس في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، إذ يقدم البرنامج الدعم لشركات التقنيات الزراعية المحلية والدولية. 
إلى ذلك، قال طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: «تبذل إمارة أبوظبي كل جهد ممكن لتحويل الصحراء إلى أرضٍ  زراعية خضراء وإيجاد الحلول المستدامة لتحديات الأمن الغذائي العالمي. ولقد نجحنا في إيجاد بيئة داعمة لازدهار ونجاح الأفكار الخلاقة، ما ساهم في النمو السريع لقطاع التقنيات الزراعية لدينا. وباتت الابتكارات التي طورتها الشركات التي حصلت على دعم مكتب أبوظبي للاستثمار سابقاً هذا العام، تسهم في دعم إنتاج أكثر من 24 ألف مزرعة في إمارة أبوظبي. وستضيف الشراكة مع (بيور هارفست سمارت فارمز)، و(فريش تو هوم)، و(نانوراكس) قدرات جديدة واسعة النطاق لمنظومتنا المتكاملة من الابتكارات الزراعية». 
وأضاف: «نعمل على تعزيز وتيرة الابتكار ضمن سلسلة القيمة الزراعية، ما يعود بالنفع على المزارعين والمبتكرين ومختلف الشركات من المنطقة وخارجها». وحصلت شركات «بيور هارفست سمارت فارمز»، و«فريش تو هوم»، و«نانوراكس» على حزم دعم مالية وغير مالية لتمكينها من توسعة وتطوير عملياتها في إمارة أبوظبي. وتتضمن حزم الدعم المتاحة فرص استرداد نسب من الرواتب المخصصة لأصحاب الكفاءات والمهارات المرتبطة بالابتكار، ودعم النفقات الرأسمالية التي تخصصها هذه الشركات للتقنيات المتقدمة، إلى جانب الدعم المخصص للأراضي، وفواتير الخدمات المختلفة، والملكية الفكرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©