الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المسارات المختلفة للدبلوماسية

المسارات المختلفة للدبلوماسية
10 نوفمبر 2020 01:29

للدبلوماسية مسارات مختلفة في العلاقات الدولية تختلف باختلاف الهدف والظروف التي تتم فيها، فهناك المسار الأول أو المسار الرسمي، والمسار الثاني، أو مسار القنوات الخلفية والمسار الثالث أو مسار مواطني البلدين.
وتلجأ الدول إلى تفعيل المسار الثاني أو الثالث من الدبلوماسية عندما يكون المسار الأول غير موجود أو معلق لأسباب معينة، أو عندما لا ترغب الدول في البدء فيه، أو لا ترغب في استخدامه في المراحل الأولى من المفاوضات.
فالمسارات المختلفة للدبلوماسية تعطي الدول هامشاً أكبر لطرح أفكار جديدة واختبارها وتمهيد الطريق للمسار الرسمي.
ويمكن التمييز بين المسار الأول، وكل من المسار الثاني والثالث في أن المسار الأول يقوم به ممثلون عن أجهزة الدولة الرسمية، أما المسار الثاني والثالث فتقوم به منظمات المجتمع المدني وقطاع الأعمال والتجارة والرياضة والسياحة، وغير ذلك من القطاعات غير الرسمية.
ولا يخفى على أحد بأن دبلوماسية المسار الثاني والثالث تتم برضى ودعم الجهات الرسمية التي تقوم بالإشراف العام على تعزيز وتسهيل الحوار القائم، وعلى التبادل الثقافي والاقتصادي لتعزيز التواصل بين البلدين.
وتسعى الدول من تسهيل دبلوماسية المسار الثاني والثالث إلى طرح واختبار أفكار جديدة في العلاقات بين البلدين، واستعراض ومناقشة حلول وتسويات لمسائل عالقة أو مرتبطة بمواقف قانونية معينة ترفض الدول التنازل عنها.
ومن الأمثلة على ذلك الحاجة لمناقشة الأمور التي تعقب إيقاف العمليات العسكرية بين البلدين دون إعلان إنهاء حالة الحرب بينهما والحاجة إلى التوصل لحلول بشأن الأسرى وسكان المناطق المتأثرة بالعمليات العسكرية.
فخلال الفترة من 1995 إلى 2003 ظهرت مجموعة من المبادرات الشعبية بين الهند وباكستان لتخفيف القيود التي فرضت بعد انتهاء العمليات العسكرية التي وقعت بين البلدين في منطقة كشمير، إحدى هذه المبادرات كانت منتدى السلام والديمقراطية الهندي الباكستاني، والتي ساهمت في إعادة فتح خطوط القطارات بين البلدين، وتسييل إجراءات الحصول على التأشيرة وتخفيف القيود على صيادي البلدين، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحياة اليومية لمواطني البلدين.
كذلك في مطلع السبعينيات، ومن خلال رياضة تنس الطاولة بدأت الولايات المتحدة الأميركية والصين في مفاوضات إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وفي عام 1998 شارك الفريق الإيراني في مباريات كأس العالم التي أقيمت في أميركا، وكانت هذه المشاركة تتوافق مع التوجه الإيراني الذي أطلقه الرئيس الإيراني الأسبق خاتمي المتعلق بضرورة البدء في حوار بين الشعوب.
أيضاً في العام 2013 ساهمت رياضة المصارعة في توحيد الموقف الأميركي والإيراني والروسي بشأن موقع رياضة المصارعة في الألعاب الأولمبية، وإنشاء ما يسمى بمحور المصارعة. في الختام يمثل المسار الثاني أو الثالث للدبلوماسية منصة للحوار والتقارب، ووسيلة لطرح أفكار جديدة لحل خلاف معين، أو لإزالة الجمود في العلاقات، وإنشاء مصالح متبادلة بين الطرفين دون المساس بالمواقف القانونية لكلا الطرفين.

* د. مطر النيادي 
مستشار في القانون الدولي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©