عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
زادت مبيعات منتجات مستلزمات الهدايا خلال شهر سبتمبر من العام الجاري بنسبة %30 بالمقارنة بمبيعات فترة الإغلاق لتجنب انتشار فيروس كورونا، حسب رؤساء شركات متخصصة في توفير الهدايا للشركات والأفراد، قالوا إن منتجات مستلزمات الهدايا تشمل الصناديق الخشبية الفاخرة لتعبئة التمور والعطور والحلويات إلى جانب المنتجات الخاصة بالتغليف والتعبئة، متوقعين زيادة مبيعات منتجات مستلزمات الهدايا الخاصة بالشركات تدريجياً في ظل بدء عودة المعارض والفعاليات الكبيرة نسبياً، إلى جانب تحول الشركات إلى توفير إمكانية اختيار وشراء وتقديم الهدايا عبر القنوات الإلكترونية «أون لاين» نظراً لتداعيات جائحة «كوفيد 19» والتي جعلت العملاء يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وسرعة في ما يتعلق بالإهداء.
سوق مزدهر
وتفصيلاً، قال أيمن أبوجيب، المدير العام لشركة «بروموبلاس جنرال تريدنج» المتخصصة في توفير مستلزمات الهدايا للشركات، إن حجم سوق مستلزمات الهدايا في الإمارات كان يتجاوز 50 مليون درهم سنوياً منها نحو 12 مليون درهم خلال شهر رمضان بمفردة حيث يزدهر سوق الهدايا من التمور خلال الشهر الفضيل، موضحاً أن حجم السوق في الإمارات كان يحقق نمواً سنوياً لكون الدولة من أكثر الدول التي تهتم بتقديم الهدايا بما يعكس كرم أهل الدولة وحرصهم على تقديم مفاهيم الضيافة خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية والمعارض والاحتفالات وغير ذلك.
وأكد أبوجيب، أن قطاع الهدايا بشكل عام واجه تحديات كبيرة في ظل تداعيات جائحة «كوفيد- 19» حيث قلصت الشركات ميزانيات الهدايا بشكل كبير في ظل الإجراءات الاحترازية، وتوقفت المعارض والفعاليات الكبيرة إلى جانب تغير أولويات العملاء إلى حماية أنفسهم ما أدى إلى انخفاض مبيعات الهدايا للشركات بنسبة 80% عل الأقل، مبيناً أنه خلال شهر سبتمبر بدأ الطلب على منتجات مستلزمات الهدايا يعود تدريجياً حيث حققت المبيعات نمواً بنسبة تراوح بين 30% إلى 50% بالمقارنة بفترة الإغلاق لتجنب انتشار فيروس كورونا، مع توقعات بزيادة نسبة النمو في ظل بدء عودة المعارض والفعاليات الكبيرة نسبياً.
وذكر أبوجيب، أن طريقة تقديم الهدايا اختلفت مع توجه الشركات والمستهلكين الأفراد نحو شراء وتقديم الهدايا عبر القنوات الإلكترونية «أون لاين»، ولذا حاولت الشركات المتخصصة في توفير منتجات الهدايا التغلب على تراجع الطلب من الشركات على الهدايا وزيادة الطلب «أون لاين» من الأفراد عبر إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة لتسويق الهدايا من المنتجات المختلفة بحيث أصبح العميل يشاهد ويختار الهدية ويقوم بسداد ثمنها عبر الإنترنت وإيصالها لمن يرغب.
زيادة الطلب
وقال إن زيادة الطلب على منتجات الهدايا قبل الجائحة جعل الشركات تتوسع حيث بدأت شركة «بروموبلاس» العمل في دبي عام 2013، ثم توسعت في أبوظبي في ظل زيادة الطلب على منتجاتها من قبل الشركات الحكومية وشبه الحكومية حتى أصبح العملاء من أبوظبي يشكلون نسبة 80% من عملاء الشركة خاصة البنوك والشركات العاملة في مجال النفط والطيران وعدد من الوزارات والمبادرات الحكومية.
وأضاف أن نوعية منتجات الهدايا التي توفرها الشركة تشمل الصناديق الخشبية الفاخرة لتعبئة التمور وكذا العطور والحلويات حيث تعد الإمارات من أهم الدول في تصنيع وبيع العطور والتمور بأنواعها المختلفة، منوهاً بأن الطلب الرئيس على منتجات الهدايا المختلفة يزداد خلال فترة تنظيم المعارض الكبيرة في دبي وأبوظبي إذ تحرص الشركات المشاركة على تقديم الهدايا للترويج لمشاركتها في المعرض وحسب نوع وتخصص المعرض ونوعية الزوار.
وطالب أبوجيب، الجهات الرسمية بطرح المزيد من المبادرات لدعم قطاع منتجات الهدايا والحفاظ على هيكليته ونموه واستقراره في ظل توجه الدولة لدعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة نظراً لأهميته في خلق فرص العمل وتنويع مصادر الدخل، لافتاً إلى أنه رغم حرص الحكومة والجهات الرسمية على دعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن الدعم يوجه بشكل رئيس للشركات المنضوية تحت مظلة المؤسسات والصناديق الحكومية لدعم مشاريع الشباب.
تغييرات استراتيجية
من جهته، قال حسين مكية، الرئيس التنفيذي لشركة «يو جوت جفت»، إن المناخ الحالي والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد أحدثت تغيراً جذرياً في السلوكيات الخاصة بحياة الأفراد اليومية وعاداتهم وتفضيلاتهم، لاسيما من حيث تشجيع البقاء في المنزل لضمان الصحة والسلامة، كاشفاً أن التباعد الاجتماعي وحالات الإغلاق والعمل من المنزل غيرت من ثقافة تقديم الهدايا حيث أصبح المستهلكون يفضلون «بطاقة الهدية الإلكترونية» التي يسهل شراؤها بشكل آمن للاحتفال بالمناسبات وتقديم الهدايا للأصدقاء والعائلات.
وأشار مكية، إلى أن التحول في سلوك العملاء، ألزم شركات الهدايا بإجراء تغييرات استراتيجية لضمان توفير منتجات الهدية المناسبة لهم خصوصاً في فترة إغلاق المراكز التجارية، حيث تمت إضافة قيمة لتجربة العملاء من خلال تحديد العلامات التجارية «الأساسية» في الكتالوج الخاص بالشركة لتمكين العميل من الحصول عليها إلكترونيا (الشراء أون لاين) وتقديمها عبر المنصة الرقمية، منوهاً بأن التحول في التفكير من طريقة الهدايا التقليدية إلى قسائم الهدايا الرقمية كان موجوداً عبر استبدال نقاط برامج ولاء المستهلكين بقسائم هدايا رقمية، ولكن الجائحة جعلت العملاء يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وسرعة في ما يتعلّق بالإهداء من بين الضروريات ومنتجات البيع بالتجزئة.
