عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد مانويل سالتشلي، المفوض العام للجناح السويسري ورئيس لجنة تسيير إكسبو 2020 دبي، أن النسخة المقبلة من معرض إكسبو الدولي التي تستضيفها دبي خلال الفترة من الأول من أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2020، ستكون النسخة الأكثر أهمية للدول المشاركة، كونها ستعكس مدى التضامن في مواجهة التحديات التي يعيشها العالم. وأوضح سالتشلي أن الأزمة الصحية العالمية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، ساهمت في جعل الدول المشاركة أكثر إدراكاً لحاجة الجميع إبداء اهتمام أكبر وأوسع تجاه قيم التضامن والتعاون الدولي، لافتاً إلى أن الملامح الأولى لهذا التضامن برزت بشكل واضح خلال الاتفاق على اتخاذ قرار تأجيل إقامة المعرض لمدة عام واحد، بالتنسيق الوثيق بين الدول الأعضاء بالمكتب الدولي للمعارض ولجنة تسيير إكسبو.
وقال المفوض العام للجناح السويسري ورئيس لجنة تسيير إكسبو 2020 دبي، في رده على أسئلة «الاتحاد»: إن إكسبو 2020دبي والدول المشاركة يعملان معاً على سيناريوهات مختلفة في ظل استمرارية أزمة وباء كوفيد-19، سعياً لتنظيم المعرض بشكل آمن في العام 2021، مشيداً بما أظهرته كافة الدول المشاركة من تضامن كبير مع المنظمين وتأكيد التزامهم القوي بنجاح الحدث.
وأوضح سالتشلي أن إكسبو 2020 دبي قدم في الأشهر القليلة الماضية، دعماً كبيراً للمشاركين الدوليين لاستكمال التجهيزات النهائية المؤقتة لأجنحتهم، وقدم مفهوماً للبرامج الثقافية والمتخصصة، مؤكداً أن هذا الأمر يشكل فرصة مميزة للمشاركين كافة للانضمام معاً وتقديم محتوى ذي صلة قبل وأثناء انطلاق المعرض.
واعتبر المشاركة الكبيرة في أسبوع الفضاء الذي نظمه إكسبو 2020 دبي منذ أيام، وهو الحدث الافتراضي الأول لسلسلة برنامج ما قبل انطلاق إكسبو العام المقبل، بمثابة أول شهادة على هذا الجهد المشترك والتوجيه القوي من إكسبو، مشيراً إلى أن مشاركة سويسرا في فعالية أسبوع الفضاء، شكلت فرصة مثالية لإبراز مكانته المتميزة في مجالات الابتكار، والبحوث والتعليم في قطاع الفضاء، حيث تعتبر سويسرا دولة رائدة في مجال التقنية وعلوم الفضاء على حد سواء.
ولفت إلى قيام الجناح السويسري بالتعاقد مع مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية لاستعراض أبرز المشاريع السويسرية الرائدة في مجال الفضاء كالشركة السويسرية الناشئة كليرسبيس، والتي بدأت مؤخراً في بناء قمر صناعي مخصص لالتقاط الحطام الفضائي والتخلص منه، مشيراً إلى أن وكالة الفضاء الأوروبية كانت قد أوكلت لشركة «كليرسبيس» مهمة قيادة الجهود الأوروبية لتطوير تقنيات لأنشطة فضائية أكثر استدامة.
وفيما يتعلق بتقدم العمل في عمليات إنشاء الجناح السويسري في موقع إكسبو 2020 دبي، قال سالتشلي: إن أعمال الإنشاء في الجناح تسير بشكل جيد للغاية، حيث يجري في الوقت الراهن العمل على الانتهاء من الأعمال الميكانيكية والكهربائية والسباكة وأعمال تركيب الجدران الصلبة مع نهاية هذا العام الجاري، في حين ستستكمل الأعمال مجدداً في شهر يونيو 2021، ليكون الجناح جاهزاً بشكل كامل في منتصف سبتمبر من العام 2021.
وأوضح أن حضور سويسرا التي كانت أول دولة تؤكد مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي، ويؤكد على اهتمامها بالتعاون مع باقي دول العالم للتشارك في إيجاد حلول للمشاكل القائمة، وتكثيف التبادل الاقتصادي مع دول شريكة وتكوين شراكات جديدة، وإضافة لذلك، ترى سويسرا هذا الحدث الضخم كفرصة للدول المشاركة لترسيخ مكانة اقتصاداتها والترويج لها، خاصة في الفترة التي ستتبع جائحة كوفيد-19.
وفيما يخص المحتوى الذي تقدمه سويسرا عبر جناحها في إكسبو 2020، أشار المفوض العام للجناح السويسري إلى أن معرض إكسبو 2020 في دبي يمثل بفضل موضوعه الواضح والمتسق، فرصة لسويسرا لإضافة بُعد جديد لصورتها، من خلال استعراض الخبرات التكنولوجية والتأكيد على مكانتها كأرض خصبة للبحوث العلمية والابتكار، حيث سيكتشف زوار الجناح أن سويسرا دولة تفخر بتقاليدها وتمتاز بأعلى مستويات الابتكار.
وأضاف: «ستلعب طبيعتنا الخلابة دوراً محورياً في الجناح، في حين سيبرهن المعرض على موقع سويسرا في صفوف الدول الأكثر ابتكاراً وتنافسية على مستوى العالم»، مشيراً إلى أنه، وعلى ضوء صلابة العلاقات الثنائية التي تربط سويسرا ودولة الإمارات في الوقت الحالي، فإننا نأمل في تعزيز علاقات طويلة الأمد حتى بعد انتهاء المعرض«.
وأشار إلى أنه وفي سياق جائحة كوفيد-19، يشكل معرض إكسبو منصة اقتصادية هامة تتيح للجناح السويسري فرصة لتسليط الضوء على الشركات السويسرية وقطاع السياحة المحلي، بهدف تعزيز القدرة الاقتصادية للدولة وترسيخ جاذبيتها على مستوى دولة الإمارات، والتي تعتبر الشريك التجاري الأول لسويسرا في منطقة الشرق الأوسط، حيث اختارت ما يقارب 200 شركة سويسرية دولة الإمارات لتشكل منطلقاً لأنشطتها التجارية إلى منطقة الشرق الأوسط وآسيا، في حين تضم الجالية السويسرية في دولة الإمارات حوالي 3.000 مواطن سويسري.
وأشار إلى أن الجناح السويسري يعتمد نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيسلط الجناح الضوء على منتجات وخدمات شركائه بما في ذلك شيندلر، رولكس، هيئة السياحة السويسرية، كلارينت، نوفارتيس، نستله الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجموعة كي جيه أس للألماس المحدودة، ومجموعة من الموردين.
وقال: إنه تم تصميم الجناح السويسري «انعكاسات» ليقدم تجربة للتنقل في أنحاء سويسرا، باعتبارها أرضاً مليئة بالروائع الريفية، ومركزاً للابتكار في الوقت ذاته، حيث سيتيح الجناح لزواره فرصة خوض تجربة مليئة بالمفاجآت الممزوجة بسلسلة من العناصر التفاعلية والصور للتعرف على سويسرا.
